غيفارا نمر”.. استطاع السوريون ترك بصماتهم في عالم السينما وصناعتها
خلدون مزعل / ألمانيا
بعد هبوب رياح التغيير في العالم العربي اتجه العديد من الشباب الى اوروبا بحثا عن مساحة كبيرة من الحرية والعمل لتأسيس مشاريع فنية تتيح لهم الوصول إلى المنصات الفنية العالمية.
”غيفارا نمر” مصورة وصانعة افلام وثائقية سورية تقيم في برلين بدأت رحلتها مع التصوير الضوئي في العام ٢٠٠٥ اثناء دراستها في معهد الفنون التطبيقية في دمشق، ودخلت عالم السينما الوثائقية كمتطوعة في مهرجان “أيام سينما الواقع” المعروف باسم ”دوكس بوكس ” ، وعملت في إنتاج الأفلام الوثائقية منذ العام ٢٠٠٩.
تروي “نمر” قصتها لـ “Arabs in Europe”: “اعتقلت في العام ٢٠١١ بسبب مشاركتي في الثورة السورية ونتيجة الضغط الامني اضطرت الى ترك سوريا في نهاية العام ٢٠١٢ والتوجه الى مصر “.
وفي مصر تابعت عملها في صناعة الأفلام التسجيلية وعن هذه التجربة تقول: “التجربة في مصر لا تختلف كثيرا عن تجربة سوريا فهناك أيضا تعرضنا للكثير من الضغوط والمضايقات ولم نتمكن من الحصول على إقامات شخصية أو تراخيص لمزاولة المهنة”، وفي برلين المحطة الأخيرة في رحلتها ساهمت في تأسيس “دوكس بوكس” وهي مؤسسة تختص بالسينما الوثائقية والتسجيلية في العالم العربي وتقدم الدعم والمساندة لصناعها من المحترفين والمبتدئين ضمن برامج تساعد في تعزيز قيم العدالة والكرامة وحقوق الإنسان، وعملت فيها كعضو ومديرة قسم الأكاديمية والمحتوى التعليمي.
تضيف المخرجة الشابة: “السينما الوثائقية تقدمت بشكل استثنائي منذ العام ٢٠١١ ولاحظنا هذا من خلال الطلب الكبير على الافلام السورية في المهرجانات العالمية، وتوفير الدعم والتمويل الاوربي لهذه المشاريع، ناهيك عن الاهتمام العالمي بالتعرف على سوريا والسوريين، ورغبة السوريين بتسليط الضوء على معاناته وتجاربهم من وجة نظرهم.”
يتحمل صانع الافلام مسؤولية المحتوى
وعن التطور في صناعة السينما توضح نمر الحاصلة على شهادة في النقد والدرسات المسرحية “انا مقتنعة بأهمية التطور الذي حصل في صناعة السينما دون مناقشة المحتوى او المستوى الصناعي والفني للأفلام” مؤكدة أن “صانع الافلام يتحمل مسؤولية المحتوى، ولا بد ان ناخذ بعين الاعتبار تفاوت الخبرات على جميع الاصعدة، لذلك سنجد أصحاب الموهبة وأصحاب الحرفة، فالجميع يحاول ان يثبت وجوده ، كما ان العلاقة مع السوق الدولية والاوروبية لصناعة الافلام باتت اليوم اكثر نضجا مقارنة مع البدايات”.
”غيفارا نمر” التي عملت كباحثة لمشروع “خارطة السينما الوثائقية في العالم العربي” شاركت في صناعة العديد من االافلام منها ” العودة إلى حُمُّص ” في العام ٢٠١٣ و”ماء الفضة في العام ٢٠١٤ ، كما اطقت فيلمها الاول “صباحاً اخاف، مساءاً أغني “ وهو اخراج مشترك مع ديانا الجيرودي في مهرجان أمستردام الوثائقي الدولي – ايدفا ٢٠١٢ وعرض على قناتي آرته الالمانية الفرنسية وقناة العربية في العام ٢٠١٣ ، ترى ان “الهواة موجودون دوما، وفي كل صناعة يتم اكتشاف مواهب جديدة ومتميزة، ولكن الاهم العمل على بناء علاقة صحية مع الهواة لدفع عجلة صناعة الافلام، بدلا من التقليل من شأنهم او إنكارهم ، وعلى المحترفين الدفاع عن صوت الهواة وتشجيعهم”.
المخرجة الشابة لفتت إلى أن “ازدياد عدد العاملين في المجال الثقافي والفني في اوروبا كان نتيجة زيادة الفرصة واتاحة الموارد ومنصات المشاركة والعرض، ولا يمكن انكار ان السوررين استطاعوا ترك بصماتهم في عالم السينما وصناعتها،”.
غيفارا الحاصلة على شهادة في التصوير الفوتوغرافي ايضا من معهد الفنون التطبيقية في دمشق ٢٠٠٧،حصلت على اقامة فنية في العام ٢٠١٧ في متحف “تابياس” للفن المعاصر في برشلونة كجزء من المعرض التشريفي للمصورة الأمريكية المخضرمة “سوزان ميسيلس”، واختيرت من قبل مؤسسة ماغنوم للتصوير الفوتوغرافي لمنحة التصوير والعدالة الاجتماعية للعام ٢٠١٨.
اما آخر اعمالها ، فهو إنجاز وكتابة وانتاج فيلم وثائقي للمخرجة الالمانية (انتونيا كيليان)، و تأمل “غيفارا” أن يتم اطلاقه في بداية العام ٢٠٢٠.