يتوزع أكثر من مليون ونصف المليون سوري في دول الاتحاد الأوروبي، أكثر من ميلون منهم في ألمانيا لوحدها، لكن هناك جاليات سورية صغيرة في بعض الدول الأوروبية كالنرويج مثلاً، الدولة الاسكندنافية والتي تضم نحو 15 آلف سوري وصل معظمم بعد العام 2015، في ذروة الحرب في بلدهم.
ورغم المدة الزمنية القصيرة لوصولهم لهذا البلد، إلا أن الكثير منهم استطاع تجاوز عقبة اللغة ودخول سوق العمل، ذلك أن إيجاد فرص عمل في النرويج ليس بالأمر السهل، فمن يبحث عن عمل فعليه أن يكون ملمًّا باللغة النرويجية على نحو مقبول، وأن يكون قد حصل على شهادة مستوى معين من التعليم اللغوي.
البعض الآخر من السوريين اتَّجه لافتتاح مشاريعه الخاصة كالمطاعم التي تقدم الطعام السوري والتي لاقت أقبالاً من قبل النرويجيين والذي لم يتذوق من قبل الأكل السوري، إضافة لافتتاح الكثير من السوريين للمحال التجارية التي تبيع المنتجات الغذائية العربية والإسلامية.
هذا النشاط وفعالية السوريين الإيجابية أثارت اهتمام وسائل الإعلام النرويجية، حيث قامت بنقل جانب من تلك النشاطات، كما حصل قبل أيام حين قامت قناة ( NRK) بزيارة لمركز “شام للتسوق” في مدينة أوليسوند ونقلت على الهواء مباشرة من داخل المركز و أجرت لقاء مع صاحب المركز لتميز المركز بأسعاره و نشاطه على مستوى المدينة.
هذه التغطية من قبل قناة نرويجية معروفة في هذا البلد، عكست صورة ايجابية عن فعالية السوري وقدرته على تحدي الصعوبات في أي بلد يقيم بها.
ميزة النرويج
ورغم أن النشاط والفعالية لكثير من السوريين في معظم الدول التي وصلوا إليها في أوروبا هو أمر بات معروفاً إلى حد كبير للمجتمعات الأوروبية، لكن ما يميز النرويج عن غيرها من الدولة الأوروبية، هو أن اللاجئين في هذا البلد ومن بينهم السوريين لديهم ظروف أفضل نوعاً ما مقارنة مع الدول الأخرى في القارة، وذلك خلال حق ممارسة الانتخابات البلدية.
فالنرويج تتيح للاجئين حق انتخاب أعضاء المجالس البلدية في المناطق التي يعيشون فيها وهو قانون لا مثيل له في العالم، ما يعطي للاجئ فرصة للاندماج مع الجتمع بوقت أقل حتى قبل حصوله على الجنسية.