مكتبة “بيناتنا”.. جسر ثقافي بين الكتاب العربي والكتاب الألماني في قلب برلين
خلدون المزعل – المانيا
في اللغة العامية الدارجة نقول “خليها بيناتنا” ليبقى الموضوع سراً، ولكن المكتبة العربية في برلين “بيناتنا” ذهبت إلى أبعد من ذلك، واستطاعت أن تحجز لها مكانا في “مكتبة برلين المركزية” التي تقع في قلب العاصمة ويعود تاريخها إلى القرن السادس عشر.
انتقلت المكتبة العربية “بيناتنا” قبل عام إلى مكانها الجديد، حيث كانت البداية التي يحدثنا عنها الموسيقي “علي حسن” أحد المؤسسين: ” فكرة المشرع بدأت منذ ثلاث سنوات عندما كنا نبحث عن الكتب العربية في العاصمة برلين”.
ويضيف لـ “العرب في أوروبا”: “خمسة أشخاص اسسوا المشروع وهم من ثقاقات والأعمار وجنسيات مختلفة، وما جمعنا هو حب الكتاب العربي والاهتمام بالثقافة، هذه المجموعة هي إينيس كابيرت من ألمانيا، ودانا حداد من الأردن، وعلي حسن وماهر خويص ومهند قيقوني من سوريا”.
ويتابع “حسن”: “تأسست المكتبة في فندق تحوّل إلى سكن مشترك للاجئين من خلال منحة حصلنا عليها من جامعة zku التي تقدم الدعم للفنانين، وبدأنا بجمع الكتب بالاعتماد على العلاقات الشخصية والتبرعات التي ساهم فيها أفراد ومؤسسات من (فلسطين ومصر وقطر وتركيا وألمانيا..)، واستطعنا بعد ستة أشهر جمع أكثر من 600 مئة كتاب من داخل وخارج ألمانيا”.
تتميز المكتبة بتصميم خاص وفريد، وفي هذا السياق يوضح “الحسن”: “طرحت فكرة التصمصم المهندسة ديانا حداد، وحصلنا على الأثاث مجاناً من خلال مشروع تخرج لطلاب ألمان بإشراف البروفيسور دوناتيلا فيورتي مديرة قسم الهندسة المعمارية في الجامعة التقنية في برلين”.
في مقرها القريب من ساحة “الالكسندر بلاتس” تفتح المكتبة أبوابها أمام الزوار خمسة أيام في الأسبوع ” وتحتوي رفوفها على أكثر من ٢٠٠٠ عنوان وكتاب، أما رسوم الاشتراك فهي رمزية على اعتبار المشروع غير ربحي، أما نظام الإعارة فيكون لمدة ثلاثة أسابيع”.
يقول “علي حسن”: “الكتب الموجودة هي باللغات العربية والألمانية والانكليزية، وتتناول مختلف المواضيع الأدبية والثقافية والفلسفية والسياسية، ونعمل اليوم للتركيز على قسم الكتب المترجمة من العربي إلى الألماني وبالعكس للتعرّف والتعريف بالثقافتين، كما يوجد قسم خاص بالأطفال”.
وعن دور المكتبة بالتعريف بالكتاب العربي في برلين يشير إلى أن “للمكتبة دور أساسي في توفير الكتاب العربي وجعله بمتناول العرب في ظل غياب دور النشر العربية والمكاتب، وبطبيعة الحال تقوم بتعريف الآخرين بالثقافة العربية، فالكتب الالكترونية لا تغني عن الكتب المطبوعة”.
أقام العديد من الشعراء والكتاب والموسيقيين عروضاً في المكتبة منذ افتتاحها وهذا يندرج ضمن نشاطات المكتبة كما أن لهذه النشاطات دور مهم يعززه كما يقول “حسن”: “تنوع فريق العمل واختلاف مشاربهم الثقافية وطريقة تفكيرهم، ولهذا نعمل على استقطاب العاملين في الحقل الثقافي واالآدبي والموسيقي، وأقمنا العديد من الأمسيات الشعرية والعروض المسرحية، وأدرنا العديد من جلسات الحوار والنقاش، كما قدم العديد من الرسامين والفنانين معارضهم داخل المكتبة، إضافة إلى النشاطات الموسيقية، وجميع النشاطات تتوفر فيها الترجمة الفورية باللغة الألمانية لمشاركة الألمان في غالب الفعاليات والنشاطات، ونظمنا مهرجانا أيام الأدب العربي- الألماني بالتعاون مع مجلة فن”.
للأطفال مساحة في المكتبة العربية، كما يقول الموسيقي السوري “علي حسن”: “يوجد قسم خاص للاطفال في المكتبة باللغتين العربية والالمانية، اضافة إلى أننا نقيم ورشات خاصة بهم، وتتنوع أنشطتها بين المسرح والموسيقى ونحرص أن نوليهم اهتماماً خاصاً لاسيما أنهم فقدوا صلتهم بلغتهم الأم”.
يسعى فريق “بيناتنا” ليكون منبراً ثقافيًا وصالوناً أدبياً، وهنا يختم بالقول: “نسعى لنكون جسراً بين اللغة العربية واللغة الألمانية ونترك أثراً في المشهد الثقافي في برلين، ونقل تجربتنا إلى باقي المدن الألمانية والأوربية، ونأمل أن تكبر المكتبة لتصبح مركزًا مهمًا ومرجعًا للعرب والدارسين”.