تقاريرثقافة وفنون
أخر الأخبار

الطريق إلى دمشق وقصة الكاتب السويدي “أوغست ستريندبرغ”

أحمد سلوم

لكل مجتمع أدبه الخاص الذي يميزه عن باقي المجتمعات وللأديب دور في بناء الحضارة , فالأدب هو أحد الفنون الجميلة التي تعكس مظاهر الحياة للمجتمع الذي يحياه الأديب كما أنها وسيلة للتعبير عن تجارب إنسانية بهدف نشر المتعة والفائدة للجميع.

والأدب السويدي غني بمكتبته كمعظم الآداب في العالم ومن أبز الكتاب السويديين الذي قدم الكثير من المؤلفات التي لعبت دوراً كبيراً في الحياة الإنسانية الكاتب “أوغست يوهان ستريندبرغ” الذي تحدى بإصراره وعزيمته كل العقبات وتخطاها ليصبح من أشهر الكتاب العالميين في العالم.

ولد “أوغست” في 22 يناير/كانون الثاني عام 1849 في مدينة ستوكهولم، من عائلة فقيرة, كان أبوه (كارل أوسكار) ، وأمه (أولريكا بيونورا) عاملة في مطعم ريفي, له سبعة أخوة، وحياته شقية مما أثرت على جميع أعماله الأدبية.

أهم الأعمال التي قدمها “أوغست ستريندبرغ “

إن غالبية الأعمال التي قدمها “ستريندبرغ” تعتبر من الأعمال الرائعة ولكن هنا سنتحدث عن  ثلاثيته الشهيرة ” الطريق إلى دمشق” التي اعتبرها النقاد أن الكاتب ابتكر أسلوباً غير مسبوق في الكتابة للخشبة، إذ تخلّص من “وحدة الفعل” وابتكر “وحدة الذات” بتعبير المحلل النفسي الهنغاري بيتر تسوندي.

صدر الجزء الأول والثاني من (الطريق إلى دمشق) سنة 1898 م والجزء الثالث سنة 1901 م، وهي كما هو معروف مستمدة من حياته الشخصية، فالبطل يتخلى شيئاً فشيئاً عن ممتلكاته الدنيوية من ضمنها الشهرة والنساء، وعندما لم يبق هناك شيء يتجه إلى دير غير طائفي ولا متعصب للعقيدة المسيحية فيكرس حياته لخدمة الإنسانية جمعاء.

تقول له إحدى الشخصيات من المسرحية: “لقد بدأت حياتك بقبول كل شيء ثم مضيت فأنكرت كل شئ والآن تنتهي حياتك بمحاولة استيعاب كل شيء”، ولا شك أن هذه المسرحية تصور أحلام وطموحات “سترندبرج” من معانقة الإنسانية ومحاولته الخروج من الموضوعات المحدودة كموضوع الصراع بين الجنسين.

وفي هذه المسرحية كما في غيرها من المسرحيات التي لحقتها يحاول المؤلف، يصور قصة شعور الإنسان بالضياع وعدم الانتماء والبحث عن معنى في عالم لا يمكن فهمه (من وجهة نظره) من خلال التعرض لبعض القضايا كالحب والشهوة، والروح والجسد، والجمال والقبح.

وتقوم المسرحية على رحلة شخص يركب القطار ويمرّ خلالها في عدة محطات، ثم يعود في الطريق المعاكس ليمر بالمحطات نفسها. الذين يلتقيهم أثناء الرحلة هم ليسوا شخصيات، بل مجرد أنماط من البشر والأفكار يمر عليها وينتهي وجودها بعبوره للمحطة الأخرى.

فلسفة “أوغست سترندبرج”

اعتمدت فلسفة ” سترندبرج ” على أن العالم مبتلى بالصراع بين قوتين قوة الروح وقوة الجسد، الخير والشر، يعاني الإنسان في دنياه لأنه معلق بين الأرض والسماء، حائر بين أشواقه الروحية التي تدعوه إلى السمو وبين شهواته الدنيوية التي تجره إلى الأرض.

 ويرى أن الفهم والتسليم بمصائب الحياة يُعلمان الصبر على البلاء وأن لا سبيل لسعادة الإنسان إلا بخلاص الروح من كل القيود المادية التي تثقلها وتجرها إلى وحل الأرض! وتميزت فلسفته بالعبقرية والجنون فلا وسطية في فلسفته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى