“أم محمد” تنقل المطبخ السوري إلى العوائل الباريسية
مؤيد أبازيد
منذ أن وصل السوريون إلى فرنسا، يحاول الكثير منهم الاعتماد على نفسه، سواء كان ذلك عبر تطوير لغته ودخول سوق العمل أو من خلال افتتاح مشاريع صغيرة، كالمطاعم ومحال بيع المواد الغذائية.
لكن البعض ذهب أكثر من ذلك في محاولة جادة لكسب رزقه من جهده، عبر تجربة جديدة ونادرة حتى على الفرنسيين انفسهم.
التجربة تتلخص بتحضير عائلة سورية وجبات طعام لأكلات سورية داخل المنزل وبيعها للفرنسيين والعرب في باريس وضواحيها.
العائلة القادمة من محافظة درعا جنوب سوريا، وتقيم في منطقة “أيفري” جنوب غرب باريس، تعمل يومياً على تحضير أصناف عديدة من المطبخ السوري الشهير الذي بات معروفاً للأوروبيين بعد وصول مئات آلالاف منهم خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي سبيل التواصل مع الزبائن قامت العائلة بإنشاء صفحة على موقع التواصل “فيسبوك” يتم من خلالها وضع المأكولات على تنوعها أمام أعين الزبائن.
موقع “أخبار العرب في أوروبا” أجرى حديثاً مع السيدة “أم محمد” التي تقوم بتحضير الأكلات، أشارت فيه إلى أن “عمليات البيع تتم عن طريق طلب الزبون للطعام إما عبر التلفون، أو عبر بريد الصفحة في فيسبوك،(مطبخ ألما للمأكولات الشرقية) ونقوم بتوصيلها إلى وجهتها في منطقة باريس وضواحيها، والتوصيل يكون مجاني في حال كانت الطلبية كبيرة”.
وفيما إذا كان هناك زبائن فرنسيين وانطباعهم عن الأكل السوري، تؤكد السيدة “أم محمد” أن “التجربة لاتزال حديثة ورغم ذلك فإن عدد مقبول من الفرنسيين جربوا الأطعمة التي نُقدمها ومن خلال الحديث معهم فقد عَبَّروا عن إعجابهم الشديد بالمذاق وبدقة الصنعة”.
وتضيف أن “الكثير من العرب والسوريين اعجبتهم الفكرة، وكان انطباعهم ايجابي نظرًا للسمعة الحسنة التي يتمتع بها المطبخ السوري”.
السيدة “أم محمد” يساعدها أبناؤها أحيانا في تحضير الطعام، إضافة لتوصل الطلبيات إلى الزبائن، ويقول “محمد اللباد” إن والدته تصنع أطباقاً متنوعة ما بين كبة مقلية وورق العنب “يبرق”، إضافة للكثير من الأكلات المعروف عنها أنها منزلية بالمطلق كالمحاشي على أنواعها والأوزي وغيرها، كذلك عدد كبير من المعجنات والمقبلات لاسيما التبولة والتي لاقت اقبالاً جيداً من قبل الفرنسيين.
وفيما إذا كانت هناك فكرة لتطوير العمل في المستقبل، يؤكد “محمد” أنه “في المدى المنظور سيقتصر العمل على المنزل، وإذا ما شهدنا اقبالًا بالتأكيد سنفكر في إنشاء مطبخ كبير لتحضير طلبيات على مستوى أعلى “.
وحول عمليات البيع يشير إلى أنه “في الغالب تتم الطلبية قبل أيام لنتمكن من تحضيرها بالشكل المطلوب والجودة العالية”، لافتاً إلى أن “العمل بدأ منذ بضعة أشهر، ونعمل على توصيل الطلبيات للمنازل إلى أي منطقة في باريس وضواحيها”.
حالة التحدي من قبل السوريين في فرنسا خاصة وأوروبا عامة، في سبيل دخول سوق العمل بطرق متنوعة وجديدة، جعلت منهم محل اعجاب الكثير من الأوروبيين الذين وجدوا في حيوية السوري مثالاً للشعب الحي الذي يتأقلم سريعاً مع الواقع الجديد، وينطلق نحو الاعتماد على نفسه في سبيل أن يصبح فعالاً في مجتمعه الجديد.
يذكر أنه وصل إلى فرنسا منذ العام 2013 حتى منتصف العام الجاري 2019 نحو 45 ألف سوري، هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم، وجزء ليس بقليل منهم دخل سوق العمل لاسيما في العاصمة باريس.