اقتصاد واعمالتعليمتقارير

مختبر أسنان يديره طبيب سوري ينال المركز الأول في باريس وضواحيها

مؤيد أبازيد : فرنسا

يمكن أن تكون حالة الطبيب السوري”جمعة الإبراهيم” الذي وضع اسمه في سجل المتفوقين بمجال الطب في فرنسا، دافعاً للكثير من الشباب السوري الذي وصل خلال السنوات الأخيرة إلى هذا البلد، لكن لكي يصل الشخص لما وصل إليه “الإبراهيم” فأن عليه قطع أشواط من الجهد التي في النهاية ستتوج بالتفوق في بلد لا مكان فيه للمحسوبية.

في حديثنا اليوم نسلط الضوء على نجاح هذا الطبيب وكيف استطاع تسجيل اسمه بين المهاجرين الذين وضعوا بصمة في عاصمة النور. هذا النجاح الذي توج بنيل مخبره لطب الأسنان مؤخراً، كأفضل مركز على مستوى باريس وضواحيها، من بين نحو 1500 مركز موزعة في الدوائر والضواحي الباريسية.

يقول “الإبراهيم” القادم من مدينة سراقب في محافظة إدلب، في حديث مع موقع” أخبار العرب في أوروبا”: ” وصلت إلى فرنسا قبل نحو عشرين عاماً بعد أن درست في سوريا والجزائر طب الأسنان حيث كنت أعمل وأدرس في ذات الوقت”، مضيفاً بأن لدى وصوله إلى فرنسا وجد مصاعب كثيرة من حيث تعديل الشهادة، فكان الخيار بدراسة دبلوم مختبر أسنان وكانت الدراسة ستكلفه خمسة أعوام لكن بعد إجراء امتحان القبول تم تخفيض المدة لثلاث سنوات وذلك نتيجة الخبرة المتواجدة لديه.

وتابع :” كنت أعمل اثناء الدراسة في فرنسا في مركز ومختبر طب الأسنان، ورغم عدم تعديل شهادتي في طب الأسنان آنذاك ( تم تعديلها فيما بعد) لكن صاحب المختبر كان يغطي عملي كطبيب لوصفه عملي بأنه متميز “.

وأشار “الإبراهيم” المنحدر من أصول الغجر السوريين إلى أن خبرة الوراثة مع الخبرة الأكاديمية اجتمعا مع بعضهما، لاسيما أن الغجر في سوريا معروف عنهم توارث مهنة تركيب الأسنان بالطرق التقليدية.

وعن الجائزة يوضح  “جمعة الإبراهيم”: ” تم منحي الجائزة من قبل مدراء معاهد باريس لمختبرات الأسنان وهي وفق معيارين هما: نجاح الطلاب الذين يأتون للمختبر للعمل فيه، لاسيما أن النظام في فرنسا هو مداومة الطالب ما بين المعهد والمختبر بشكل دوري، ويكون التقييم من خلال مقارنة الطلاب الذين عملوا في كل مخبر ومدى نجاحهم في إتقان عملهم وبالطبع يكون هذا بعد أخذ آراء الأطباء”. مضيفا: “يخوض الطلاب بعد ثلاث سنوات من العمل والدراسة امتحان( شهادة دولة) ويتم على أساسه معرفة المخبر الأفضل وكان التقييم من قبل مدراء معاهد باريس حصول مخبري الذي يحمل اسم (JYMIDENT) على المركز الأول”.

وبحسب “الابراهيم” تم تخريج نحو 40 مخبرياً من كل الجنسيات من المخبر خلال السنوات الماضية من بينهم خمسة من السوريين.

أما المعيار الثاني فهو “أن تكون هنالك لجنة تقيم عمل ونوعية وجودة المخبر والخدمات التي يقدمها  فضلاً عن الأجهزة والمعدات و مواكبة التكنولوجيا الحديثة لطب الأسنان خاصة (D3 ) و”الاسكنر” بحيث يكون لكل جزء من المختبر علامة يتم تسجيلها”.

النجاح في بلاد الاغتراب

وصل إلى فرنسا خلال السنوات الماضية نحو 45 ألف سوري جلهم من جيل الشباب، وحول هذا الأمر يقول الطبيب “جمعة الإبراهيم” في بلد كفرنسا لا يكفي للقادم الجديد أن يجهد في عمله فقط بل عليه مضاعفته، فالفرنسي يعيش في بلده ولديه الأفضلية، ولكي يتفوق المهاجر يجب أن يتعمق في اللغة اولاً كي يستطيع اللحاق بالفرنسيين لكن بجهود مضاعفة، وبعد دخول ميدان العمل ايضاً لابد من الاستمرار بمضاعفة الجهود، غير ذلك فإن المهاجر لن يستطيع اللحاق حتى لو بذل جهد مساوٍ للفرنسي لأن هذا لا يكفي “.

 يصنع الأسنان لفرنسا وألمانيا وتركيا

يدير “الإبراهيم” اليوم مخبره ( Jymident )لصناعة وتركيب الأسنان في العنوان. 14 Bis) avenue Pasteur 93290 Tremblay-en-France)) قرب مطار شارل ديغول في ضواحي باريس ، و يعمل فيه 9 موظفين بينهم ثلاثة سوريين منهم نجله “قاسم” الذي درس مجال مختبر الأسنان”التعويضات السنية” إضافة لموظفين من جنسيات مختلفة من بينهم فرنسيين.

كما يملك مختبرا في تركيا يديره عن بعد عن طريق وسائل الاتصالات الحديثة وينتج الأسنان لفرنسا وألمانيا إضافة لتركيا وهو تابع لمختبر في فرنسا.

يقول “الإبراهيم” :” أتابع على مدار الساعة عمل كمخبري في فرنسا وكذلك في تركيا، إضافة للمراكز السنية التي تتعامل مع مخبري، واقطع مسافات طويلة بشكل شبه يومي لمتابعة العمل”، مضيفاً بأنه” في حال عدم قدرة بعض الأطباء على حل مشكلة لمريض معين، أذهب بنفسي لحلها من خلال الذهاب مباشرة للمركز وحتى لو كان يبعد عشرات الكليو مترات فهو في صلب عملي”.

ويشير إلى أنه متواجد يومياً على الساحة العلمية لطب الأسنان من خلال الإشراف على سبعة مراكز سنية في باريس وضواحيها .

إتقان العمل فتح له مجالات جديدة

كان لعمل الطبيب المتقن والاحترافي الذي توج في نهاية المطاف بالجائزة، أن لفت أنظار شركات إنتاج الأفلام السينمائية في باريس، حيث تعاقدت معه شركة إنتاج أمريكية مقرها باريس مختصة في مكياج الأفلام السينمائية.

ويقول “الإبراهيم” إنه يقوم في بعض الأوقات بعمل مكياج أسنان لفنانين الفرنسيين وعالميين خاصة للأفلام ومن بينها أسنان من الذهب في حال تطلب دور الفنان ذلك.

كما يصنع ديكورات أسنان متكاملة، بل ووصل مرحلة صنع وجوه كاملة من أجل الأفلام ويشير، وهذا يأتي كما يقول في  في إطار العمل الموازي لعمله الأساسي في هذه المهنة.

يرغب في الاستقرار في سوريا يوماً ما

يؤكد محدثنا أنه ورغم حصوله على الجنسية الفرنسية منذ سنوات طويلة، لكن حبه لوطنه سوريا لم يتزعزع في قلبه، لافتاً إلى أنه كان عازماً على الاستقرار في سوريا قبيل اندلاع الثورة السورية، حيث قام بتأسيس مختبر في مدينة اللاذقية لكن المشروع لم يرَ النور بعد اندلاع الثورة التي تحولت فيما بعد لحرب طاحنة.

ويضيف: “هنا في فرنسا تأخذ حقك ولا يضيع جهده ولامكان للواسطة ويتم وضعك في المكان الذي تستحقة دون أي سعي منك. أي أن حقوقك كمواطن محفوظة ومكفولة بالقانون في فرنسا، لكن ما تبقى عن الحياة ونوعيتها لاتزال بلدي سوريا أقرب لقلبي ، ورغم مرور عقدين على إقامتي في فرنسا لاتزال لدي رغبة جامحة للعودة والاستقرار في سوريا وساعود يوماً ما الى بلدي بعد أن يستقر الوضع فيها واتمنى أن يكون قريباً”.

بقي أن نقول أن الطبيب “جمعة الإبراهيم” عين من قبل وزارة التعليم العالي الفرنسية منذ 2007 عضواً في لجنة التحكيم في اختبارات “شهادة الدولة” في القسم العملي لخريجي مختبرات الاسنان في باريس وضواحيها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى