أعاد لاجئون عرب وأفارقة الحياة لقرية فرنسية نائية، بعد أن أصبحت مهددة، جراء نزوح قاطنيها إلى المدن.
وتقول وسائل إعلام فرنسية، إن سكان قرية” شامبون لو شاتو” في منطقة “لوزير” وسط فرنسا، شعروا بأن بلدتهم تقع في أقاصي المعمورة نظراً إلى طقسها القاسي وبعدها عن المدن ووسائل النقل العام، إلا أنها اليوم أصبحت ملاذا لطالبي لجوء حيث ساهموا بعد قدومهم للقرية في إنعاش مجتمعها.
وأشارت إلى أنه خلال السنوات الماضية استقر في القرية الكثير من طالبي اللجوء العرب والأفارقة حتى باتوا حالياً يشكلون 20 % تقريباً من سكانها البالغ عددهم 300 نسمة.
وتضيف بأنه في أحد أيام الشتاء الضبابية، تصطحب مجموعة من الأهالي، بعضهم من سوريا وبعضهم من السودان وآخرون من ساحل العاج، أطفالهم إلى مدرسة القرية مشياً على الأقدام فيما يوصل الفرنسيون أولادهم بالسيارات.
وتؤكد بأنه في الوقت الذي أغقلت الكثير من الصفوف في المنطقة، بسبب انتقال السكان إلى المدن، تضم مدرسة القرية اليوم أربعة صفوف، من ضمنها واحد مكرس للذين لا يجيدون الفرنسية والبالغ عددهم 16 من إجمالي 46 تلميذاً.
المدّرسة “ماري إميلي” تقول بإن الأولاد يختلطون بشكل جيد، ولديها 19 تلميذاً في الصف الابتدائي من بينهم 11 من سوريا والسودان وساحل العاج وغينيا.
أما رئيس بلدية القرية “ميشال نوفيل” فيؤكد بأن مركز الاستقبال الذي تديره المنظمة غير الحكومية “فرانس تير دازيل” افتتح في البدء “عندما عانت القرية نكبة اقتصادية بسبب إغلاق مصنع للألبان والأجبان”.
ونقل عن اللاجئ السوري “نديم” الذي وصل إلى هذا المكان قبل سبعة أشهر هرباً من الحرب في بلاده: “القرية جميلة والناس لطيفون ونحن في أمان هنا”، مضيفاً “لكن العيش في مكان ناء ومعزول صعب”.
وتتلقى فرنسا إلى جانب ألمانيا أكبر عدد من طلبات اللجوء بين دول الاتحاد الأوروبي مع ورود 110500 طلب في العام 2018 وفق مصادر رسمية فرنسية.