سط الإعلام الهولندي الضوء قبل أيام، على قصة نجاح لاجئ سوري، يسير بخطى ثابتة ليكون من بين اللاجئين الذين دخلوا مجال التعليم العلمي في المدارس الهولندية الثانوية.
شبكة “ANN” الهولندية، ذكرت بأن” نبيل العايدي” البالغ ( 39 سنة ) وصل إلى هولندا في 2015 قادماً من دمشق، وكان مدرسا لمادة الفيزياء في المدراس الثانوية في سوريا.
وأضافت أن “العايدي” يعمل الآن جاهداً الآن ليحقق الأمر ذاته هنا ( تدريس مادة الفيزياء)، موضحة بأنه يشارك منذ فترة في مشروع “مقيمون من أجل الصف” الذي تنظمه منظمة “UAF” وبلدية أمستردام وجامعة أمستردام للعلوم التطبيقية .
تقول الشبكة إن من خلال المشروع يتم تأهيل القادمين الجدد الذين درسوا الفيزياء أو الكيمياء أو الرياضيات في بلدهم الأم للعمل كمدرسين في هولندا.
ونقلت عن “العايدي” قوله فيما إذا كانت فكرة العمل كمدرس فيزياء راودته منذ وصوله هولندا :”بعض أصدقائي قالوا لي إن على التحدث الهولندية بطلاقة قبل أن أصبح معلماً، وكانت لغتي ليست جيدة بعد، لذلك نظرت إلى مهن أخرى، كالطهي واتبعت دورة تدريبية كي أتمكن من تأسيس عملي الخاص، من خلال فتح محل مثلا، إضافة لأفكار أخرى لكن مجال التدريس لم يكن ضمن الأفكار”.
وأضاف:” لكن حين أخبرني أحدهم أن هناك نقصا كبيرا في عدد معلمي الفيزياء في هولندا، وأنني إذا تعلمت اللغة الهولندية جيداً، يمكنني كسب الكثير من المال، ولحسن الحظ أتى هذا المشروع(مقيمون من أجل الصف) مع منظمة “UAF” ” وبلدية أمستردام”.
وفيما يخص المشروع وما يتضمنه، يقول “العايدي”:” أتعلم يومين في كل أسبوع، في جامعة أمستردام للعلوم التطبيقية” وأتلقى هناك دروساً باللغة الهولندية واليوم الثاني دروساً تتعلق باختصاصي”، مشيراَ إلى أنه ضمن مجموعة من 15 لاجئاً معظمهم من سوريا وجمعيهم هم بالأصل مدرسين في مادة الرياضيات وهو الوحيد الذي يدرس الفيزياء.
وتابع: “إضافة لذلك اتبع تدريبا مهنيا في مدرسة في أمستردام وأعطي دروسا في الفيزياء لطلاب صفوف 2-3″VWO”( المرحلة الإعدادية وهي من أربع سنوات )، واجد ذلك مثيراً، فهذا أول تدريب مهني لي في هولندا”.
الشبكة الهولندية حاولت معرفة الفرق بين هولندا وسوريا في مجال التدرس، من خلال تجربة الشاب السوري، الذي علق قائلاً :”العلاقة بين المعلم والطلاب في هولندا مختلفة كليا، في سوريا كنا لطفين مع الطلاب لكن احيانا كان علينا أن نكون صارمين. أجد التعليم في هولندا أجمل، سيما أننا كمعلمين كنا نواجه الكثير من المشاكل في سوريا مع الطلاب”.
وأوضح:” القصة عبارة عن فعل وردة فعل، حين نكون صارما أكثر مما ينبغي، غالبا ما يقابل ذلك بردود فعل عنيفة، لكن هنا( هولندا) لا وجود لهذا الكلام”.
ووفق “العايدي” فأن “التعليم في هولندا يعتمد بشكل أكبر على التطبيق العملي أكثر من النظري، عكس التعليم في سوريا حيث كنت اتحدث طيلة الدرس نظرياً، فيما الوضع هنا مقسم في كل حصة ما بين نظري وعملي “.
أما حول خططه المستقبلية فيشير إلى أنه خلال الفترة المقبلة سيتمكن من الحصول على عمل كمدرس لمادة الفيزياء، بعد الحصول على رخصة التدريس، وهذا ليس نهاية طموحه بل يسعى لتقديم “قيمة مضافة في مجال تخصصه من أجل الطلاب في هولندا وفي جميع انحاء العالم بما في ذلك سوريا”، وفق قوله.
واوضح في هذا الصدد : “يكون ذلك من خلال اليوتيوب حيث يمكن إعطاء الدروس بلغات متعددة”، مضيفاً: “أفكر كذلك بتأليف كتاب يبسط الفيزياء لتكون متاحة لجمهور عريض، وجاء هذه الفكرة حين سألني ابني كيف تحلق الطائرة في السماء، وشرحت له ذلك بشكل مبسط، ما منحي إحساسا مميزا بالقدرة على تبسيط الفيزياء للعامة”.