بغداد ودعت شبابها.. “عمر بشير” يحيي حفل افتتاح “دار العود” في السويد
أخبار العرب في أوروبا – السويد
وسط حضور للجالية العربية في السويد والدنمارك، أحيا عازف العود العراقي “عمر بشير” في حفل افتتاح معهد “دار العود” (Oud Huset) للموسيقى في مدينة “مالمو” جنوب السويد.
ولساعة ونصف، عزف “عمر” منفرداً مقطوعات من تأليفه ضبغن بينها “من الشمال إلى الجنوب” و”بغداد ودعت شبابها” التي أهداها لشهداء تفجير “مجمع الكرادة” الذي ضرب العاصمة بغداد في العام 2016. كما أدى مقطوعات عراقية تقليدية ثم أغاني عربية بمصاحبة فرقة وكورال “شمس” من المعهد.
وعزف “بشير” على العود مقطوعة “فرعون” (Pharaon) التي أهدته حقوقها فرقة (Gipsy Kings) العالمية في العام 1999. ومقطوعة “فرعون” الصادرة في العام 1982 تكوين مزاجي ديناميكي مكتوب لآلة الغيتار ويتطلب من العازف المنفرد كفاءة وتقنية عالية.ق
وأدى “بشير” عدة مقطوعات على آلة عود صممها والده وصنعها “محمد فاضل عوّاد” عام 1974 وهي لا تفارقه منذ ذلك الحين.
و”بشير” المولود في بودابست بالمجر في العام 1970 سليل عائلة “بشير القس عزيز” الفنية العريقة. وترجع أصول العائلة السريانية إلى مدينة الموصل حيث كان جده عازفاً وصانع أعواد. ويُعتبر والده “منير” (1930 – 1997) “سيد المقامات العربية” وواحداً من أهم عازفي العود في القرن العشرين. كما يُعد عمه “جميل” (1920 – 1977)، مدرّسثثثث وعازف آلتي العود والكمان، من أهم حفظة التراث الموسيقي العربي والتركي ومدوّني المقامات العراقية وعازفيها.
وتتلمذ “عمر” على يدي والده منذ سن الخامسة، ثم التحق بـ”مدرسة بغداد للموسيقى والباليه” وأنشأ لاحقاً فرقته الخاصة التي جالت بلداناً عدة. وانتقل في عام 1991 إلى بودابست لينضم إلى “أكاديمية فرانس ليست”. وأصدر حوالي 20 ألبوماً حيث تتميز موسيقاه بأنها مزيج من النغم العربي التقليدي مع ارتجالات أشبه بموسيقى الجاز.
ووعد “بشير” أن يسخّر إمكاناته لرفد “دار العود” بمحاضرين وموسيقيين على مستوى رفيع لتدريس الموسيقى الغربية والشرقية و”البشيرية” على وجه الخصوص آملاً أن يكون المعهد نقطة التقاء لثقافات متنوعة.
عازف العود “بشير” قالل لـ “أخبار العرب في أوروبا”: إنه” سيعود لزيارة مالمو أواخر الشهر الجاري ليثبت أسس انطلاق المعهد” متطلعاً أن يكون المشروع إسهاماً في نشر الثقافة الموسيقية العربية في شمال أوروبا”.
بدوره قال عازف العود السوري “عزمت لباد”، وهو مدير المعهد مدرّس فيه: “هدفنا منذ انطلاقتنا في كانون الماضي هو تعليم وعرض الفنون في قالب موسيقى يركز على العود الشرقي بشكل أساسي.”
وأكد “لباد” لـ “ أخبار العرب في أوروبا” أن دعم “عمر بشير” وأداءه في “دار العود” دفعٌ قوي للمعهد. “لكنه في الوقت ذاته يرتب علينا كقائمين على المؤسسة التعليمية مسؤولية كبيرة نتطلع لإعطائها أقصى جهدنا.”
ورغم أن الحفل اقتصر على دعوات خاصة، إلا أن العشرات من أفراد الجالية العربية أتوا من غير دعوة ليستمتعوا بأداء الموسيقي الشهير من دون أن يحظوا بمعقد لضيق المكان. واضطر منظمو الحفل للاعتذار من آخرين عن عدم إمكانية إدخالهم لنفس السبب.