أخبار العرب في أوروبا – السويد
تسود العلاقة الصينية-السويدية ً توترات دبلوماسية على خلفية مزاعم سفير بكين في السويد “غوي كونغيو” عن حول تعرض مواطني بلاده في المملكة الاسكندنافية لممارسات عنصرية وتنمر بسبب فيروس كورونا.
وكتبت السفارة الصينية في ستوكهولم على موقعها على شبكة الإنترنت نقلاً عن السفير أن “بعض الأطفال الصينيين يقولون إن زملاءهم في الصف وحتى مدرّسيهم يقولون إن على الآخرين أن يتجنبوا لمس الأطفال الصينيين.”
ودعا السفير “كونغيو” إلى إدانة كل شخص يتعرض للصينيين بسبب فيروس كورونا مطالباً السويد بأن تصنف ذلك على أنه جريمة.
ونقلت وسائل إعلام سويدية عن تعرض طفل صيني في الرابعة عشرة من عمره في مدينة مالمو للاعتداء والتنمر في المدرسة حيث يناديه زملاؤه بـ “فيروس كورونا”.
كما أبلغت منظمات حقوقية في السويد في الأسابيع الماضية عن 20 حالة إساءة لصينيين في السويد بسبب فيروس كورونا الذي ظهر في الصين وأصاب حوالي 35000 شخص في 27 دولة.
“مسرحية”
الصحفي السويدي “باتريك أوكسانين” ، الزميل في “منتدى ستوكهولم لعالم حر” (Frivärld) لبحوث السياسة الخارجية، يعتقد أن هناك أجندة سياسية وراء تصريحات السفير “الحادة والمتحدية”. وصرّح “أوكسانين” لوكالة الأنباء السويدية (TT) بقوله: “إنها تتماشى مع زيادة الصين ضغطها الآن ومحاولة ترسيخ نفسها كقوة عظمى. ثم تقوم لاحقاً بتقييم هذه الطريقة لمعرفة جدواها”.
وطالب “أوكسانين” في مقابلة على التلفزيون السويدي العمومي (SVT) بالتشكيك في “مسرحية” سفير الصين لأنها “محاولة لتشويه نموذج السويد” و”إخضاعها”.
ويرى “أوكسانين” في تصريحات لصحيفة “أكسبريسين” (Expressen) السويدية أن ما تريد الصين أن تكسبه هو أن تبدو بموقع من يتعرض للعنصرية. “إنها نسخة من أسلوب روسي كلاسيكي [قائم على] رسم المجموعات التي تنتقد الكرملين بأنها كارهة للروس.”
وأضاف: “تقوم الصين بحملات مماثلة في بلدان أخرى. فمن بين أشياء أخرى، طالبوا باعتذار علني عن رسم ساخر في “يولاندس بوستن” (Jyllands-Posten) الدنماركية، والذي يصور علماً صينياً ولكن مع فيروس كورونا بدلاً من النجوم.”
يذكر أن السويد كانت أول دولة غربية أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع الصين منذ أيار (مايو) 1950. وبلغت القيمة التجارية بين البلدين في عام 2006 حوالي 6.73 مليار دولار أمريكي (6.14 مليار يورو). وأصبحت السويد منذ عام 2016 تاسع أكبر شريك تجاري للصين في الاتحاد الأوروبي. وكانت الصين أكبر شريك تجاري للسويد في آسيا لمدة أربع سنوات متتالية.
توترات سابقة
وحذر السفير الصيني في أيلول (سبتمبر) الماضي مواطني بلاده من السفر إلى السويد لأن أمنهم سيكون في خطر هناك مضيفاً أن السفارة الصينية في ستوكهولم قد أبلغت الشرطة السويدية عدة مرات عن حالات سرقة تعرض لها السياح الصينيون لكن السفارة لم تلق أي رد. وجاء التحذير على خلفية إجبار الشرطة السويدية ثلاثة سواح صينيين باستخدام العنف المفرط في عملية ترحيلهم من أحد الفنادق.
وفي تموز 2019، وقع سفراء 22 دولة في الأمم المتحدة، منها السويد، رسالة مشتركة إلى مجلس حقوق الإنسان يدينون فيها إساءة معاملة الصين لأقلية “أويغور” وأقليات الأخرى. وحثت السويد في تشرين الأول (أكتوبر) 2019 الاتحاد الأوروبي على تبني موقف مشترك للتعامل مع طموحات الصين الجيوسياسية.
كمت هدد السفير “كونغيو” السويد وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 قائلاً: “نهدي أصدقاءنا نبيذاً جيداً، ولكن لدينا بنادق لأعدائنا”. وجاء ذلك على خلفية قرار منح كاتب سجين في الصين جائزة (Tucholsky Prize). وأدانت جميع الأحزاب السياسية السويدية تهديدات السفير.
وفي كانون الأول الماضي، اتهمت محكمة سويدية سفيرة السويد السابقة في الصين “آنا ليندستيدت” بـ “التعسف خلال المفاوضات مع قوة أجنبية”، بعد أن عقدت، ما وصفة ممثلو الادعاء السويديون، “اجتماعات غير مصرح بها مع رجلين يمثلان مصالح الدولة الصينية” ما أدى إلى توتير العلاقات بين البلدين. وقالت وزارة الخارجية السويدية في شباط (فبراير) 2019 إن “ليندستيدت” لم تتصرف بشكل صحيح وأن تلك الاجتماعات جرت من غير علم الوزارة.
وفي كانون الثاني 2020، أعلنت السفارة الصينية أنها لن تمنح تأشيرات دخول للصحفيين الذين ينتقدون الصين أو يضرون بالعلاقة بين الصين والسويد. كما وصف السفير الصيني الصحافة السويدية بأنها “خفيفة الوزن” وقال إنه لا ينبغي لها أن تخوض معركة مع الصين “ذات الوزن الثقيل” وأن الصين سوف ترد بالمثل. واستدعت الخارجية السويدية السفير على خلفية التصريحات واصفة إياها بأنها”تهديد غير مقبول”.