بالتعليم الذاتي.. شاب سوري يدخل عالم البرمجة وينافس في السوق الهولندية
مضر عدس – هولندا
“السعي وراء المعرفة أكثر قيمة من إمتلاكها”من هذه المقولة الشهيرة للعالم الألماني “ألبرت أينشتاين” بدأ الشاب السوري “أمير بدوي” القادم من مدينة “معرة مصرين ” في إدلب والمقيم في مدينة “روتردام” الهولندية، بدأ حياته المهنية كرائد للأعمال بشركة صغيرة للبرمجيات من نوع “الرجل الواحد”.
وعن البدايات يقول أمير لـ “أخبار العرب في أوروبا”: “لم أستطع أن أكمل دراستي الجامعية لأني حاصل على شهادة بكالوريا غير معترف بها في “هولندا “، إذ كنت مقيماً في تركيا، لذلك قررت أن أخوض تجربة التعليم الذاتي، وكان للإنترنت الفضل الأكبر لما فيه من مصادر تعليم مفتوحة من كتب وبرامج تعليمية وفيديوهات”.
مسيرة “أمير” في التعليم الذاتي كانت في العام 2016، من خلال عالم الكمبيوتر والبرمجة، ومن ثم التحق بمنظمة(Hackyourfututre) كمتدرب ومتطوع، وانتقل بين الشركات الهولندية المتخصصة في البرمجة كمتدرب، حتى قرر أن يؤسس شركته الخاصة تحت اسم “AnimaClips”.
أسس الشاب السوري الشركة في الشهر السابع من العام 2018، واستطاع منذ انطلاقته الخروج من برنامج المعونة الإجتماعية، ليدخل إلى عالم الأعمال كمتخصص في التسويق الألكتروني.
يقول “بدوي ” الذي قدم إلى هولندا في العام 2015 عندما كان عمره 17 عاماً عن تخصصات الشركة ومشاريعها: “الشركة تختص في صناعة المحتوى الرقمي من صور وتصاميم وفيديو، بالإضافة لإدارة الحملات الإعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) والإنترنت، وتعمل أيضاً لتطوير خطط تسويقية للعملاء”، ويضيف: “عندما تكون معرفتك قائمة على عالم الإنترنت فذلك يعني بأنك ستصبح بشكل أو بآخر خبير في مجالات التسويق والبيع والشراء عبر الانترنت، ولهذا قررت أن أتخصص في هذا المجال الذي لا يزال في بدايته رغم حجمه الضخم في سوق المال العالمي”.
جهاز للهولنديين
وعن أهم المشاريع التي يعمل لتطويرها يشرح أمير: “صممت جهازا مع شركائي الهولنديين هدفه مساعدة كبار السن الذين يقيمون وحدم في منازلهم، جاءت فكرة الجهاز لحل مشكلة كبيرة، أهمها أن الكبار في السن يعانون دائماً من مشكلة الوقوع على الأرض وفي كثير من الحالات لا يوجد أحد في المنزل كي يساعدهم، و هم بحاجة ماسة للمساعدة، الجهاز هو عبارة عن مستشعرات تقيس بيانات ومعلومات حيوية معينة خاصة بكبار السن، حجمه صغير كالقلادة ويتميز بسهولة الاستعمال” مشيرا إلى أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى.
استطاع الشاب السوري بمساعدة شركائه من تصميم النموذج الأولي، وقد لاقت التجربة الأولى للجهاز نجاحا كبيراً، من حيث إعطاء البيانات المطلوبة بنسبة أخطاء قليلة ومقبولة.
تخطّت الشركة بعد عام ونصف العام من التأسيس و العمل المستمر حاجز الـ 40 عميلاً، مع تقديم أكثر من 70 خدمة، و 200 اتفاقية عمل أو شراكة سواء مع الشركات الهولندية أو العربية، وذلك بمختلف المجالات والقطاعات من مؤسسات حكومية إلى شركات خاصة معروفة في سوق العمل الهولندي.
عن مشاريعه المستقبلية وطموحه يختم “أمير بدوي”: “أسعى الآن لتطوير الشركة ليكون لها مقر رسمي على الأرض، والاستعانة بموظفين لأتمكن من زيادة عدد الخدمات المقدمة والوصول لمشاريع أكبر وأهم، وذلك في مجالات مختلفة مثل إدارة المشاريع وتصميم التطبيقات الخاصة بالإنترنت، وبالتأكيد سأعود لمقاعد الدراسة الجامعية في أقرب وقت ممكن، ولكن لا يزال هذا الأمر مرهون للمستقبل”.