حسام حميدي – شمال الراين
يوماً بعد يوم، يضاعف اللاجئون العرب من أنشطتهم في مدينة “جيلزن كيرشن” في ولاية شمال الراين غرب ألمانيا، تلك النشاطات التي يبدو أنها عرفت طريقها إلى كرة القدم، لتتوج بفريق لكرة قدم حمل اسم “أبيض أسود جيلزن كيرشن” الذي بات اليوم بعد أربع سنوات من تأسيسه يلعب في الدرجة C من الدوري الألماني.
مدرب الفريق ومؤسسه، “زعل الفارس”، يقول لـ “أخبار العرب في أوروبا”: إن “فكرة إنشاء الفريق تعود إلى العام 2015، وهو العام الذي شهد توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين والعراقيين إلى مدينة جيلزن كيرشن”. مشيراً إلى أنه “ عمل بالتعاون مع بعض الجمعيات المهتمة بدعم ومساعدة اللاجئين الجدد لتأسيس الفريق”.
ويوضح “الفارس” الذي عمل مدرباً رياضياً في سوريا: “معدل أعمار اللاعبين يتراوح بين 19 – 34 عاما، ويحتل الفريق المرتبة الثانية في الدوري الألماني للدرجة C، ونملك طموحاً كبيراً في أن نحقق المزيد من النجاحات في المستقبل، وذلك بالتأهل إلى درجات أكثر تقدماً في الدوري، خاصةً مع العزيمة التي يتحلى بها اللاعبون الشباب والجهاز الإداري القائم على الفريق”.
وعن المعوقات التي تواجه عمل الفريق يقول “زعل الفارس”: “نشكر كل من قدم لنا المساعدة، ولكن لا تزال هناك الكثير من المعوقات أمام الفريق حتى يحقق التقدم المطلوب، كما يحتاج إلى المزيد من الدعم على مستوى التنقلات والتجهزيات واللباس، ورغم ذلك فإن إدارة الفريق تحاول تسيير الأمور حالياً وفق المتاح والممكن، إلى حين تحسن الظروف.”
عمل “الفارس” في سوريا كمدرب لبعض الفرق المشاركة في الدوري السوري لكرة القدم والفرق الشعبية، وشارك في دورة لإعداد المدربين في ألمانيا، كما حصل على شهادة تدريب مرخصة رسمية، ما ساعدته كثيراً لمعرفة طبيعة وطريقة اللعب في الملاعب الألمانية.
ويختم المدرب “زعل الفارس”: “كافة أعضاء الفريق من أبناء الجاليتين السورية والعراقية في المدينة، كما استقطب خلال فترة من الفترات لاعبين من جنسيات مختلفة، إلا أن ظروف الحياة وطبيعة الانتقال المستمر منعت الكثير منهم من الاستمرار مع الفريق، ليقتصر أعضاء الفريق حالياً على الجاليتين المذكورتين، فطموح الفريق لا يزال موجود والفكرة لم تنته عند إنشاء الفريق”.
شهدت مدينة “جيلزن كيرشن” التي تعتبر واحدة من أكبر تجمعات اللاجئين في ولاية شمال الراين، سلسلة من النشاطات والجمعيات التي أسسها لاجئون، منها مدارس لتعليم اللغة العربية، ومراكز تهتم بالأطفال وتنمية مواهبهم، إلى جانب تأسيس جمعيات لمساعدة اللاجئين الجدد في المدينة، من أعمال ترجمة وملئ استمارات وحل بعض المشكلات التي قد يصادفوها خلال حياتهم اليومية.