Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the all-in-one-seo-pack domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/arabeurope/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
تجارب شبابية.. صعوبات العمل بالحقل الثقافي في أوروبا - العرب في أوروبا
ثقافة وفنون

تجارب شبابية.. صعوبات العمل بالحقل الثقافي في أوروبا

مضر عدس – هولندا

“خطتي المستقبلية أن أصل لمرحلة في حياتي لا يكون لدي أي خطط” بهذه الأمنية يحاول الحقوقي “عماد حلوم” العمل على نشر الثقافة والوعي بين العرب المقيمين في أوروبا، وتلخص هذه العبارة أمنيته في الوصول إلى مرحلة في حياته، متمنياً ألّا يلهيه البحث عن المردود المادي عن أحلامه في العمل الثقافي.

عمل “حلوم” في سوريا على نشر الوعي الثقافي في المجتمع المدني السوري، وكانت أهم المشاريع التي عمل عليها متخصصة في نشر الوعي حول حقوق المرأة، وذلك بالتعاون مع “مرصد نساء سوريا”، اذ شارك في الكثير من الحملات أهمها حملة إيقاف “جرائم الشرف”، بالإضافة للعمل على نشر ثقافة التعليم التفاعلي وتشجيع المجتمع على تقبل هذه الثقافة على حساب ثقافة التعليم الكلاسيكي، كما نشر العديد من المقالات الثقافية ومجموعة قصص قصيرة.

وعن بداية عمله الثقافي في هولندا يقول “حلوم” لموقع “أخبار العرب في أوروبا”: كانت تجربتي الثقافية هنا في العمل مع مقهى ودار نشر بيجز، التي تأسست في أمستردام في العام 2016 كأول مركز ثقافي عربي، يعمل على تأمين منصة ثقافية عربية على أرض الواقع، تهتم ببيع الكتب وإقامة ندوات ثقافية وفكرية للجمهورين العربي والأوروبي”. موضحاً أن “ المشروع كان له دور في تعريف الثقافات المختلفة على بعضها من خلال تنظيم فعاليات مشتركة كالأمسيات الشعرية والأدبية للعديد من الأدباء والشعراء العرب والأوروبيين، والتعاون مع مؤسسات ثقافية في أوروبا كمركز “غوته” الألماني الثقافي”.

حققت المكتبة التي يعمل فيها كمسؤول عن المعارض والفعاليات الثقافية حضوراً في الوسط الثقافي العربي والأوروبي، من خلال تعريف الأوروبيين على الثقافة العربي والسورية.

وعن المشكلات التي تواجه العمل الثقافي العربي في أوروبا، يقول “حلوم” الذي وصل من اللاذقية إلى هولندا أواخر العام 2017: ”أهم المشاكل التي تواجهنا هي المردود المادي القليل، اذ يؤثر هذا المردود على جهود العاملين في الثقافة، فهو يمنعهم عن التركيز الكلي على العمل، مما يؤثر بشكل سلبي على المردود العام للعمل الثقافي ويقلل من فرص نجاحه بالمجمل”.

يضيف “حلوم” : “العمل لإيصال المعرفة بشكل ملموس على الأرض غاية في الصعوبة، لأن آليات نقل الكتب مكلفة جداً، فنحن في دولة أوروبية لديها آليات خاصة بها ومن الصعب العمل بها، مقارنة بالسوق العربية التي تعتبر ضعيفة ولا تستطيع أن تغطي تكاليف العمل الأوروبي عالية الجودة، لذلك دائماً نعمل بجهود فردية غير قادرة على تأسيس مشروع متكامل”.

ولا تتوقف المشكلات العمل عند هذا الحد بحسب “حلوم “ فيقول: “في ظل تواجد صفحات التواصل الإجتماعي غدت رغبة المتابعين هي البحث عن المعلومة والفكرة عبر مقالات صغيرة لا تتعدى 400 كلمة، فالناس أصبحت ميّالة أكثر لاكتساب الثقافة بطريق أسهل وأسرع بدلاً من قراءة كتاب ما، فثقافة الطعام السريع طغت على كل الثقافات الأخرى، حتى غدت القراءة حالة نادرة وثانوية في هذا العصر، وخاصة بين الشباب العربي، فالمجتمع الاستهلاكي هو مجتمع بعيد عن عالم الثقافة هذه الأيام”. موضحاً : أن ” صعوبات العمل الثقافي في العالم العربي أكثر بكثير، وغدت الثقافة حالة من الرفاهية في الوطن العربي على عكس الحال في العالم الغربي .

ويشير العامل في الحقل الثقافي عن التسهيلات في أوروبا: “”بالتأكيد هي موجودة على غرار الصعوبات، فمنظمات الثقافة في أوروبا تساعد المشاريع الثقافية على إيجاد أماكن عامة للعمل على برامج ثقافية وندوات، بالإضافة للدعم المادي المخصص لمثل هذه مشاريع”.

وعن المستقبل وطموحه يقول “حلوم”: “لدي خطط مستقبلية في المجال الثقافي، فأنا أطمح للتوسع في العمل، وذلك لأنه يؤمن لي واحد من أهم الأهداف الشخصية، وهو فتح آفاق جديدة لي وللشباب العربي، تؤهلنا لحياة أفضل، وتطور من إمكانياتنا لإصلاح حال أوطاننا في المستقبل”.

ويختم “عماد حلوم: “هدفي الأساسي أن أستقر مادياً بشكل كاف كي أستطيع أن أتفرغ للعمل الثقافي من دون أي مخاوف خاصة بالحياة الكريمة، فأكثر ما يستهويني هو القراءة والكتابة، وفي ظل عدم وجود استقرار مادي ونفسي سأبقى بعيداً عن أحلامي الخاصة والعامة”.

درس “عماد حلوم” الحقوق في جامعة تشرين في اللاذقية، لكنه لم يعمل في المحاماة، بل فضل العمل الثقافي، وانتقل إلى أوروبا بعد الأوضاع السياسية والأمنية المتردية في البلاد، حاملاً معه أحلامه التي قاتل من أجلها عبر سنوات طويلة منذ أن قرر العمل على مشروعه الثقافي في العام 2005.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى