اقتصاد واعمالقانونمجتمع

“أخبار العرب في أوروبا” يدخل مخيم “الجحيم” في جزيرة ليبوس اليونانية

محمد نعناع – اليونان

بعد عناء تمكن  موقع “أخبار العرب  في أوروبا” من الدخول  إلى  مخيم  “موريا” في جزيرة “ليسبوس” اليونانية أو مخيم “الجحيم” كما يسميه اللاجئون.

مخيم “الجحيم” يستضيف أكثر من  14 ألف مهاجر نصفهم من الأطفال واليافعين الذين  ولدوا في زمن الحرب والرصاص، وهذ العدد يمثل خمسة أضعاف قدرته الاستيعابية.

تصوير: أخبار العرب في أوروبا
تصوير: أخبار العرب في أوروبا

“عبد الرحيم” القادم من تركيا منذ شهرين  يروي لـ  ” أخبار العرب في أوروبا ” عن حياته الجديدة فيقول: “أعيش في خيمة بسيطة مع شخصين  في (حقل الزيتون) الذي يقع في الجهة المقابلة للمخيم الرئيسي لكثرة الأعداد المتواجدة فيه، فهذه الخيم لا توفر لنا أدنى مقومات الحياة الكريمة والسلامة، ومنذ يومين غرقت الخيمة بسبب الأمطار، وخلال الشهر الماضي اندلع حريق بسبب ماس كهربائي أدى إلى وفاة إمراة وطفل، ناهيك عن انعدام الرعاية الصحية وانتشار الأمراض المختلفة بسبب أكياس القمامة المتكدسة، فالحمامات موجودة فقط في المخيم الرئيسي، وموزعة بحيث يحصل كل 200 شخص على حمام واحد فقط،  كما أننا نعاني من نقص في الكوادر الطبية فأحياناً ننتظر  يومين حتى نستطيع أن نرى الطبيب المسؤول”.

تصوير: أخبار العرب في أوروبا

أما الحصول على الطعام فله قصة أخرى، يقول “عبد الرحيم”: “ننتظر في الطابور أحياناً حوالي ثلاث ساعات يوميًا للحصول على وجبة بسيطة لا تسد تعب الانتظار، وتتكون وجبة الافطار من (كرواسانة) واحدة وعلبة ماء، ووجبة الغداء فهي محدودة وغير مطبوخة بشكل جيد أو فاسدة (حصل عدة مرات خلال اقامتي في المخيم)،  أما وجبة العشاء غالباً مكونة من البيض المسلوق مع بعض قطع الخضار”.

الألمانية “ريكي” وتعمل كمنسقة  متطوعة  في منظمة “ One Happy Family“  منذ عام ونصف العام تقول لـ “أخبار العرب في أوروبا”: “الوضع الانساني هنا سيئ منذ سنوات، ولكن مع تفاقم الاعداد منذ بضعة أشهر، أصبح الوضع كارثياً في المخيمات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ومن الصعب أن يعيش الآلاف من الأشخاص مع بعضهم البعض في هذه الظروف المأساوية وغير الإنسانية وعدم توفر الرعاية الكافية”.

تصوير: أخبار العرب في أوروبا
تصوير: أخبار العرب في أوروبا

وتضيف: “أكبر التحديات التي نواجهها في عملنا هم  الأطفال  واليافعين  الذين تقدر نسبتهم بـ 42% من الموجودين داخل المخيم، وتعتبر الفئة الأكثر تضرراً ، فهم  يحتاجون إلى رعاية مناسبة وخاصة للعيش، ولا سيما الذهاب إلى المدرسة”.

توضح “ريكي”: “يوجد لدينا مدرسة ولكن للأسف ليس باستطاعتنا قبول جميع الأطفال بسبب الأعداد الكبيرة جداً،  وهم بحاجة إلى معاملة خاصة كونهم يعانون من صدمات نفسية، فالكثير منهم ولد  في الحرب وحتى هذه اللحظة مازال يعاني ويعيش  وسط ظروف غير طبيعية”.

صعوبات أخرى…

مشاكل اللاجئين لا تتوقف عند الظروف الانسانية كما يقول “محمد ” وهو شاب سوري يعيش في المخيم منذ عامين: ” عملية طلب اللجوء هنا تسير ببطء شديد لقد تحول مسعاي في الوصول إلى ألمانيا لحلم, ولا أفهم لماذا يتم معاملتنا بهذه الطريقة اللا إنسانية فالحيوانات التي تعيش في أوروبا لها حقوق أكثر منا نحن اللاجئين, ويجب علي الانتظار لغاية العام 2021 لإجراء مقابلتي مع السلطات اليونانية, وإلى ذلك الوقت أعتبر نفسي سجين في هذا المخيم” .

تصوير: أخبار العرب في أوروبا

” ريكي” العاملة في المنظمة لا تحمل المسؤولية  للسلطات اليونانية وحدها فتقول” يجب أن يكون هناك تضامن أكثر من الدول الأوروبية مع  اليونان في مسألة اللاجئين ولاسيما أنها تعاني من أزمات كبيرة، وعلى الأوروبيين أن يتحملوا المسؤولية ويتعاملوا مع جميع اللاجئين على أساس  إنساني بحت بغض النظر عن اختلاف الثقافات والأديان”.

أما عن طبيعة عمل منظمتها فتقول “ريكي”: “لا تتلقى  أي دعم حكومي سواء من اليونان أو من الاتحاد الاوروبي، وهي قائمة على دعم  بعض الجمعيات والمنظمات، ولكن النسبة الأكبر من التبرعات تحصل عليها من جهات خاصة”، مشيرة إلى أن المنظمة “تأسست  أوائل العام 2017 بمبادرة سويسرية عن  طريق ستة متطوعين يعملون في العمل الإغاثي في الجزيرة اليونانية، ولا تعمل المنظمة لتقديم المساعدة للاجئين فقط، بل تحاول تأمين احتياجاتهم اليومية ومتطلباتهم  من خلال  21 مشروع ( المدرسة, صالون الحلاقة, المقهى والمطعم وغيره… )، وجميع هذه الفعليات يديرها ويعمل بها اللاجئين أنفسهم”.

تصوير: أخبار العرب في أوروبا
تصوير: أخبار العرب في أوروبا

الاتفاق الأوروبي التركي

اللاجئون في المخيمات اليونانية معظمهم قدم عن طريق تركيا، التي توصلت في العام 2016 لاتفاق مع الاتحاد الاوروبي تتكفل بموجبه بمنع الهجرة السرية من أراضيها إلى أوروبا عن طريق اليونان، الأمر الذي أدى إلى الحد من تدفّق المهاجرين واللاجئين، ولا سيما السوريين منهم، إلى القارة العجوز. ومقابل التعهّد التركي وقف الهجرة السرية إلى أوروبا، تعهّدت بروكسل تقديم مساعدة مالية لأنقرة (ستة مليارات يورو) وتحرير التأشيرات السياحية للمواطنين الأتراك وتسريع عملية التفاوض على انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. لكن إردوغان قال إن ثلاثة مليارات يورو فقط وصلت حتى الآن.

من جانبها، نفت ناتاشا، بيرتو المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، ما جاء في تصريح أردوغان، وقالت للصحافيين في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي قدم 5,6 مليار يورو لتركيا بموجب الاتفاق، وإن “الرصيد المتبقي المقرر سيرسل قريباً”.

وفي شهر أيلول الماضي طالبت منظمة “برو أزول” بنزع فتيل الأزمة: “يتهدد طالبي اللجوء في جزر بحر إيجة بأن يتحولوا إلى كرة تتقاذفها مصالح تركيا واليونان ودول الاتحاد الأوروبي. ويتم تجاهل حقهم بالحماية بشكل ممنهج”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى