أخبار العرب في أوروبا – باريس
ازدادت معاناة المهاجرين الذين يقيمون بالمخيمات في باريس وضواحيها، مع انتشار جائحة كورونا في البلاد، حيث عمدت السلطات على تفكيك بعض من تلك المخيمات في ظل غياب تنسيق بين الإدارات المحلية، أو إعطاء سكن بديل كما كانت تفعل سابقاً، الذي تزامن مع توقف شبه كلي للحياة في فرنسا منذ تطبيق الحجر الصحي قبل ثلاثة أسابيع.
يوم أمس، فككت الشرطة الفرنسية مخيم “أوبيرفيلييه” للمهاجرين شمالي باريس، وتركتهم في العراء، في وقت أكد مئات من المهاجرين المقيمين في مركز للإيواء في ضواحي العاصمة أنهم يعيشون في ظروف إيواء شديدة الخطورة.
وقامت الشرطة الفرنسية بعملية إخلاء مخيم”أوبيرفيلييه” على عكس المعتاد، حيث لم تقدم أية حلول سكن للمهاجرين وتركوا مشردين دون مأوى ولا خيام.
والمخيم الذي تم تفكيكه في المرة الأولى في 24 آذار/مارس الماضي، وكان حينها يؤوي مئات المهاجرين، يتم باستمرار ملاحقة وطرد المهاجرين الذين لم يتمكنوا من إيجاد أمكنة في مراكز الإيواء أو الذين تركوا صالات الألعاب الرياضية التي نقلتهم إليها السلطات.
جمعيات إنسانية قالت إنه تم إخلاء 100 مهاجر أمس من المخيم، دون أن يتم توفير مأوى لهم، مؤكدة أن المهاجرين تم طردهم وأن خيمهم مزقت من قبل الشرطة.
ورغم أن هذه العملية أثارت حفيظة الجمعيات الإنسانية، إلا أنها سببت توتراً بين المحافظة( البريفكتور) التي تتهم البلدية بكونها وراء قرار تفكيك المخيم، والبلدية التي تنكر معرفتها بما حدث.
“لويس بردا” منسق مكتب منظمة “أطباء العالم” في باريس حيث كان فريقها حاضراً أثناء عملية الإخلاء قال: “يبدو أن عملية الإخلاء لم يتم التحضير لها مسبقا، فلم يكن هناك مترجم، ولم يتم إعلام المهاجرين بما يحدث ولم يتم التكفل بهم”.
وأضاف “على حد علمي هي المرة الأولى التي يتم فيها تفكيك مخيمات في باريس بدون تقديم حل للسكن”، مشيراً إلى أن المهاجرين كانوا مرتبكين ولا يعرفون إلى أين يذهبون” خاصة وأنه مزقت الخيم وعبثت بالأمتعة الشخصية للمهاجرين الذين لم يكونوا موجودين أثناء العملية.
اقرأ أيضا: منظمات إنسانية تطالب الحكومة الإيطالية حماية المهاجرين والمشردين من كورونا
وتقدر منظمة “أطباء العالم” أن حوالي 15 شخصاً فقط كانوا حاضرين صباح الثلاثاء من أصل 100 شخص أثناء عملية الإخلاء.
واعتبر “بردا” أن السلطات الفرنسية “تريد أن تجعل المهاجرين غير مرئيين حتى تفرّقهم”. مشيرا إلى أنه في صباح الأربعاء، العديد من المهاجرين الذين ناموا في شوارع باريس استيقظوا على أوامر الشرطة بالمغادرة.
وأكد أن الجمعيات لا تنوي ترك الأمر على حاله، وقال إن منظمة “أطباء العالم” ستحاول تقديم شكوى إلى الهئية الإدارية المستقلة والتي تسمى بـ”المدافع عن الحقوق
في السياق، قال مهاجرون في مدينة “مونتروي” في الضواحي الشرقية لباريس، أنهم يعيشون في ظروف إيواء شديدة الخطورة .
وعبر نحو 300 مهاجر في مركز الإيواء في المدينة عن قلقهم البالغ، بشأن وضعهم الصحي مؤكدين بأن ظروف الإيواء تحمل مخاطر التعرض للعدوى بفيروس.
بدورها، بلدية المدينة اعتبرت بأن هذا الملجأ يمثل مقراً “مؤهلاً” لتوفير السكن للمهاجرين غير الشرعيين، وهو “أفضل بكثير من الظروف التي يتعرضون لها في مخيماتهم العشوائية”.
وبحسب البلدية فأنها قامت بنقل 33 شخصاً إلى مقرات أخرى بالاعتماد على التقارير الطبية التي أشارت بأن وضعهم الصحي يتطلب عناية خاصة.