أخبار العرب في أوروبا – اسبانيا
وجه المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان، رسالة إلى رئيس الحكومة الاسبانية “بيدرو سانشيز”، للضغط على الجهات المسؤولة عن التحقيق في ملف “إلياس الطاهري”، الشاب المغربي الذي لقي مصرعه على أيدي عناصر الشرطة الإسبانية داخل مركز للقاصرين، في ظروف مشابهة لوفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة،
وطالبت المنظمة الحقوقية بإعادة التحقيق في مقتل “إلياس الطاهري”، وإعادة النظر في حكم القضاء الإسباني الذي “افتقد” الإنصاف والعدل، معتبرة ما وثقه الفيديو المنتشر على نطاق واسع محزنا ومقلقا.
المركز الحقوقي طعن في قرار المحكمة، في ضوء توفر دلائل جديدة وخروج أسرة الضحية بتصريحات للتوضيح، وهو ما تحركت بخصوصه فعاليات أخرى، بتنظيمها احتجاجات أمام مبنى القنصلية الإسبانية بمدينة تطوان.
وقال “إبراهيم الشعبي”، رئيس المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان: إنه “جرى بعث رسالة إلى بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسباني، وهناك فعاليات حقوقية عديدة تطالب بإعادة المحاكمة، والبداية ستكون بالبحث والتحقيق “، مشددا على أن الفيديو المتداول ينفي قطعا الرواية التي يتداولها القضاء، والضغط هو الكفيل بإعادة فتح الملف قضائيا وإنصاف عائلة الشاب المغربي.
اقرآ أيضا: “جورج فلويد المغربي”.. مطالب بالتحقيق بمقتل شاب على يد الشرطة الاسبانية
يذكر أن عائلة إلياس الطاهري راسلت محكمة “ألميريا” من أجل إعادة النظر في القضية، وفي حالة الموافقة، سيتم نقلها إلى المحكمة العليا الإسبانية، كما منحت عائلة القتيل الفيديو للصحافة الإسبانية بعد حصولها عليه من المحامي، نافيا أن يكون إلياس يعاني اضطرابات نفسية.
وسبق للقضاء الإسباني أن خلص إلى أن حادث الوفاة كان عرضيا وبدون قصد، مبرئا عناصر الحرس الذين تدخلوا، وأضاف أن الراحل المنحدر من مدينة تطوان، شمالي المغرب، أبدى مقاومة عنيفة.
وسائل الاعلام الاسبانية نشرت هذا الأسبوع، مقطع فيديو أظهر فتى مغربيا لقي مصرعه بين أيدي عناصر الشرطة الإسبانية داخل مركز للقاصرين، مؤكدة أن “الشاب إلياس الطاهري توفي في يوليو الماضي، في مدينة ألميريا، جنوبي إسبانيا، البلد الأوروبي المطل على البحر المتوسط والقريب من شمالي القارة الأفريقية”.
ورصد المقطع عناصر من الأمن الإسباني يكبّلون الشاب المغربي، وأحدهم يضع ركبته على ظهره، طيلة دقائق، دون أن يزيلها، مما أدى إلى وفاته ممددا على بطنه فوق السرير.
إلى جانب ذلك، بعد انتشار الفيديو على نطاق واسع مبرزا “نقيض الرواية الإسبانية”، تأسس “ائتلاف العدالة من أجل إلياس” لنفض الغبار عن هذا الملف والدفاع عليه، كما وقررت المؤسسة الاسبانية ابن بطوطة تقديم شكوى للقضاء الإسباني بتعاون مع عدد من المحامين، من أجل إعادة فتح تحقيق في الحادث.
وحسب ما جاء في بلاغ الائتلاف، إن “تقرير الطب الشرعي المنجز على إثر الحادثة وكذلك فيديو التدخل يشير إلى أن الوفاة نتجت عن اختناق حاد، كما يبين الفيديو أن الشاب المتوفى لم يبدي أية مقاومة، مما يذكر بصفة مؤلمة بحادث القتل العنصري الذي تعرض له المواطن الأميركي جورج فلويد”.
البلاغ اعتبر الحادث “خرقا خطيرا لحقوق الإنسان”، وطالب “الدولة الإسبانية بفتح تحقيق من جديد في أقرب الآجال والكشف عن المسؤولين عن خنق إلياس الطاهري في مركز القاصرين والذي يعد جريمة قتل عن سبق إصرار وترصد مكتملة الأركان.