أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
يتوجه الفرنسيون اليوم الأحد، للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية التي تنظم تحت اجراءات صحية صارمة بسبب كورونا، حيث تشير التوقعات إلى إمكانية تكريس حزب الخضر المدافع عن البيئة ككتلة سياسية قوية في فرنسا.
الجولة الثانية من الانتخابات البلدية تأخرت ثلاثة أشهر بسبب أزمة وباء كورونا، حيث أقيمت الجولة الأولى في 15 اذار/ مارس وشهدت نسبة اقبال ضعيفة وقياسية مقارنة عن السنوات الماضية بنسبة مشاركة قاربت 54 %، أي بأقل من 20 نقطة عن الانتخابات البلدية السابقة
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المشاركة في الجولة الثانية لا تدعو للتفاؤل حيث تشير استطلاعات نوايا التصويت، الى أن 3 فرنسيين من بين 10 مازالوا خائفين من عدوى كورونا ولن يتنقلوا الى مكاتب الاقتراع
أقل من 5000 آلاف بلدية ومدينة فرنسية كبيرة معنية بجولات الإعادة مثل العاصمة الفرنسية باريس ومرسيليا وليون وبوردو، وهناك إمكانية خسارة حزب اليمين المحافظ للكثير من المدن كمرسيليا التي تشهد تحالفات بين قوى اليسار وحزب الخضر المدافع عن البيئة، حيث تم تشكيل تجمع ” ربيع مرسيليا ” للإطاحة بالمخضرم اليميني جون كلود غودان.
حزب الخضر المدافع عن البيئة أنهى الدور الأول متقدما في مدن ليون وغرنوبل وستراسبورغ، وحقق نتائج جيدة في مدينة ليل ونانت ورين، حيث يبدو الحزب محافظا على نفس الديناميكية التي حققها في الانتخابات الأوروبية وتمكنه من أن يكون القوة السياسية الثالثة في فرنسا.
اقرأ أيضا: مظاهرة نسائية في باريس تدعو لـ”احترام الشرطة”
الحزب استفاد من تعاطف الأجيال الشابة والمواطنين الفرنسيين مع قضايا البيئة ومكافحة التلوث الذي يسببه الاستهلاك المفرط والاقتصاد الليبرالي، ومن المنتظر أن تشكل أزمة وباء كورونا، والاهتمام بصحة الانسان من بين العوامل التي قد تزيد من انتخاب الفرنسيين لصالح حزب الخضر.
حزب اليمين المحافظ من جهته اكتسح الانتخابات البلدية السابقة لكنه لم يفز بالرئاسيات وفاز بها المترشح الشاب ايمانويل ماكرون، وحزب الرئيس الفرنسي لم يستطع من فرض حزبه في الخارطة السياسية الفرنسية، ومن المنتظر أن يغتنم نتائج الانتخابات البلدية لمغازلة حزب الخضر.
أحزاب اليسار تحالفت مع أحزاب البيئة تحسبا للجولة الثانية ويمكن أن تعود للمشهد السياسي الفرنسي بينما اليمين المتطرف الذي يمثله ” التجمع الوطني ” يواجه صعوبة في الحفاظ على المدن التي فاز بها قبل ستة أعوام ، ما يعني أن أفكار أقصى اليمين الشعوبية التي تلاقي تجاوبا على المستوى الوطني الفرنسي ، لا تلقى نفس النجاح على المستوى المحلي وداخل المدن الصغيرة.