أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
تعتبر فرنسا من أكثر دول العالم استقبالا للسياح بعدد يتجاوز الـ80 مليون سنوياً، هؤلاء السياح يرتادون عادة أماكن مشهورة تنحصر ضمن المعالم الرئيسية للعاصمة باريس، وكذلك المدن الرئيسية في البلاد كمرسيليا وليون وتولوز وليل.
لكن هناك مدن لا تقل سحراً عن جمال المدن الفرنسية المعروفة، ولها عمق في التاريخ و آثار لا تزال شاهدة على عظمتها.
ومن بين هذه المدن “كولمار” بمقاطعة”الألزاس” المدينة الساحرة بطبيعتها وجمال أبنيتها الملونة، التي تعد من أجمل المدن الفرنسية بل والأوروبية، التي بنيت في القرون الوسطى.
تقع كولمار في شمال شرق فرنسا قرب الحدود الألمانية ولا تبعد سوى20كم عن ألمانيا وكذلك نحو 60 كم عن الحدود مع سويسرا، فيما تبعد عن عاصمة الألزاس “ستراسبورغ” نحو 80 كم، ما جعل موقعها استراتيجي ينقلك بين ثلاث دول في غضون أقل من ساعة.
يمكن الوصول إلى كولمار عبر مطار شارل ديغول في باريس، ومن هناك يمكن أخذ قطار عالي السرعة بفترة لا تتجاوز ثلاث ساعات ونصف، إذ تقع كولمار على بعد 560 كم من باريس.
كذلك يمكن الوصول لمطار “بازل” الفرنسي السويسري المشترك، حيث يبعد المطار عن المدينة نحو 66 كم ويربط المطار شبكة قطار تصل لكولمار بأقل من نصف ساعة.
مدينة النبيذ والرومنسية
تعد كولمار من المدن الصغيرة في فرنسا حيث تأتي في المرتبة 68 على مستوى البلاد، لكن تعد الثالثة في منطقة الألزاس ويبلغ عدد سكانها نحو 70 ألف، وتعتبر عاصمة النبيذ في منطقة الألزاس، كما تشتهر بالحفاظ علي المعالم المعمارية القديمة بشكل جيد.
تضم العديد من المعالم السياحية الجذابة، بما في ذلك المنازل النصف خشبية والقنوات والمزاهر المزينة بوسط المدينة، والعديد من الأثار لمحبي الثقافة، كذلك لاتزال تحتفظ بأبنيتها القديمة والكلاسيكية الرائعة.
ومجرد أن تتجول في المدينة القديمة ومشاهدة محلاتها التجارية ومطاعمها تعطي للزائر سحراً ليس موجوداً في مكان آخر بالعالم، سيما أن بداخل كولمار تمر قناة مائية تتفرع عن نهر الراين، وتصطف حولها المباني الجميلة التي تجعلك تشعر أنك بمدينة البندقية بإيطاليا، ويمكن القيام برحلة لا تنسى بأحد القوارب والتجول داخل احيائها ومشاهدة معالمها السياحية.
كذلك فأن منطقة المشاة عبر شوارعها المرصوفة بالحصى مع المنازل النصف خشبية والباحات الداخلية التي تخفي مفاجآت جميلة وما بين الأزقة الملونة مع زيارة أحد المطاعم والمقاهي الجميلة التي تمتاز بديكورها وتصميمها الرومانسي الرائع.
ومن أهم ما يميز كولمار هو تلاقي وتقاطع المتاحف والمعالم التاريخية والدينية والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية والفنادي والقنوات المائية في مكان واحد.
أهم معالم المدينة
كنيسة “الدومينيكان” وهي الكنيسة التي تستحق الزيارة بسبب احتوائها على لوحة الفنان (مارتن شونجور) الشهيرة والتي يطلق عليها اسم “عذراء الشجرة الوردية” (1473م) والفنان ولد في المدينة ذاتها .
كذلك من معالم كولمار متحف (انترليندن) ويقع وسط المدينة القديمة ويعرض العديد من اللوحات الممتاز وكائنات لأنواع مختلفة .
أيضا مبنى “ميزون دي تيس” والمعروف بمجلس الرؤساء حيث يعود تاريخ بناءه للقرن السادس عشر، ويعد من أقدم المباني الخشبية في المدينة ، و يتميز بوجود صور ووجوه لأبرز شخصيات المدينة، ويحتوي على لوحات جدارية رائعة.
تنقلت بين فرنسا وألمانيا
كانت كولما آخر مدينة فرنسة انسحب منها الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، في 2 شباط/ فبراير 1945. وعلى الرغم من أن العنصر الفرنسي الذي يمثل معظم تاريخ المدينة الحديث ” كما في الألزاس واللورين أيضا” ، لكن الجنسيات تغيرت في الألزاس عدة مرات علي مر التاريخ بين فرنسا وألمانيا.
فخلال الحرب العالمية الثانية تم ضم الألزاس إلى فرنسا بعد خسارة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وكانت تلك للمرة الثانية التي تعود لفرنسا، حيث سبق أن ضمها الألمان بين عامين (1871-1919).
وكولمار من المدن الفرنسية القليلة التي تتمز بمناخ مشمس، حيث تشرق فيها الشمس في فترات طويلة بالقياس لمتوسط شروق الشمس في فرنسا، مع هطول المطر السنوي الذي يصل الي 607 ملم .
جالية عربية وإسلامية بالآلاف
رغم صغر المدينة مقارنة مع غيرها من المدن الفرنسية، إلا أنها تضم آلاف العرب لاسيما من المغرب الغربي، وكذلك جالية تركية مسلمة.
اقرأ أيضا: “فرنسا الصغرى”.. ستراسبورغ مدينة الحاضر والماضي
تحوي المدينة على عشرات المحال التي يملكها العرب والأتراك سواء مطاعم أو لبيع المنتجات الإسلامية ولهذه المحال سمعة جيدة لدى سكان المدينة ويتبضعون منها.
كما أن في المدينة مسجدين إحداهما عربي يتم تقدم خطبة الجمعة بالعربية والفرنسية، ومسجد تابع للجالية التركية وهو الآخر يقدم خطبة الجمعة باللغة التركية والفرنسية.