Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the all-in-one-seo-pack domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/arabeurope/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
استبعد اليسار.. ماكرون يتجه نحو اليمين - العرب في أوروبا
مجتمع
أخر الأخبار

استبعد اليسار.. ماكرون يتجه نحو اليمين

أخبار العرب في أوروبا – فرنسا

يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصمما أن يعتمد على الجناح اليميني في تياره حتى نهاية ولايته، مع اختيار مناصرين سابقين لنيكولا ساركوزي، وزراء في حكومة جان كاستكس الذي كان نفسه مستشارا للرئيس السابق.

ويشكل اختيار جيرالد دارمانين، الذي كان وزير المحاسبة في حكومة إدوار فيليب، لوزارة الداخلية، وروزلين باشلو التي كانت وزيرة سابقة في عهد ساركوزي لحقيبة الثقافة، ترجمة لهذا الانعطاف السياسي، كما يرى كتاب صحافيون ومحللون سياسيون.

مع وزارة الاقتصاد التي بقيت بيد برونو لومير، تكون الشخصيات المنبثقة من اليمين قد هيمنت على المفاصل الرئيسية في حكومة كاستكس، الأمين العام المساعد السابق للإليزيه بين 2011 و2012.

ويعتبر المحلل السياسي باسكال بيرينو ذلك “طريقة واضحة لإعطاء شخصيات ذات خلفية يمينية مناصب رئيسية”.

ولخصت افتتاحية صحيفة “لا مونتاني” المحلية من جهتها خطوة ماكرون بالقول “مع ساركوزي من خلفه، أنهى ماكرون خنق حزب ‘الجمهوريون’ (الحزب التقليدي لتيار اليمين) وعزز أكثر من أي وقت جانبه الأيمن، الوحيد القادر على ضمان دعم أقوى له” في الانتخابات الرئاسية عام 2022.

واختارت صحيفة لوفيغارو من جهتها بدء افتتاحيتها بعبارة “انعطافة إلى اليمين”، بينما كتبت لوموند “الخط اليميني بات في الحكومة”، معتبرة أن “هذا الفريق الجديد مهمته الدفع بالتيار الماكروني نحو اليمين قبل عامين من الانتخابات الرئاسية”.

استُبعد في المقابل أشخاص كانوا من أوائل المؤيدين لماكرون، قادمين من صفوف الاشتراكيين أو اليسار، بعد حرقهم سياسيا، مثل وزير الداخلية السابق كريستوف كاستنير والمتحدثة السابقة باسم الحكومة سيبيث ندياي. لكن، بقي آخرون من هذا التيار في مواقعهم، على غرار وزير الخارجية جان-إيف لودريان، بينما استقدم آخرون جدد مثل وزيرة البيئة باربارا بومبيلي، التي كانت في حزب الخضر قبل دعم الحزب الرئاسي “الجمهورية إلى الأمام”. وكلاهما يحتلان المناصب الأعلى في الترتيب البروتوكولي للحكومة.

ورأى زعيم اليسار الراديكالي جان-لوك ملنشون أنه بخطوته تلك، أبدى ماكرون “رغبة أكثر وضوحا ومباشرة بنيته أن يكون زعيم اليمين”.

لكن حزب “الجمهوريون” ينفي ذلك، فيما يحاول التصدي لمحاولات ماكرون استقطاب جمهور اليمين وشخصياته. وقال نائب رئيس الحزب غيوم بيلتييه “بالتأكيد هذا ما يحاول فعله”، منتقدا “استراتيجيات ’التجنيد‘ الفردية”.

وعلى الرغم من أن الحكومة الجديدة تعكس عزم الرئيس على التوجه أكثر إلى اليمين، إلا أن ماكرون لم يجند في الواقع شخصيات كبرى من هذا التيار، باستثناء روزلين باشلو وزيرة الصحة السابقة في عهد ساركوزي، ولا من اليسار. ولذلك فإن التشكيلة الحكومية الجديدة هي بالأحرى أشبه بإعادة توزيع للموارد البشرية، أكثر منها نقطة تحول مفصلية.

قلب ماكرون المشهد السياسي الفرنسي عند انتخابه عام 2017، خصوصا في أوساط تيار اليمين، وكان يفترض أن يدمج تشكيله السياسي المنبثق من فوزه في الانتخابات كلا من جناحي اليمين واليسار. لكن حزب “الجمهورية إلى الأمام” تعرض لضربات عدة مذاك بسبب مغادرة نواب له، وتسببت الانتكاسات الانتخابية الأخيرة بإضعافه.

يأتي ذلك وسط مشهد سياسي يسعى فيه الحزب الاشتراكي إلى التقارب مع المدافعين عن البيئة الذين حققوا مؤخرا مكاسب في الانتخابات البلدية، ويحاول فيه اليمين التقليدي أن يحافظ على حضوره بين حزب الجمهورية إلى الأمام، و”التجمع الوطني” برئاسة مارين لوبان.

وكتبت المحللة السياسية كلويه موران من مؤسسة جان جوريس (يسار) في لوفيغارو تعليقا على الحكومة الجديدة “لا مكاسب من اليمين أو من اليسار، لا مكاسب رمزية، باستثناء باشلو وإيريك دوبون-موريتي (الذي بات وزيرا للعدل)، وهما شخصيتان وازنتان، لكنهما مجرد تفصيل يخفي خلفه الصورة الشاملة”.

وأوضحت أن “هذه التشكيلة الحكومية الجديدة تهدد الجاذبية السياسية للتيار الماكروني: فأين هم المنشقون عن حزب ‘الجمهوريون’ والحزب الاشتراكي وحزب أوروبا البيئة/الخضر (يسار)، الذين وعدنا بهم؟”.

وكان ماكرون قد أعرب عن رغبته في إعادة “ابتكار نفسه”، لكن موران رأت أن التشكيلة الحكومية لا تعكس تلك الرغبة. وقالت “يبقى أن نرى ما إذا كانت إعادة الابتكار تشمل الأداء الحكومي… لذلك، يجب ترقب خطوات جان كاستكس بانتباه شديد”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى