ابداعات ومواهبتقاريرمجتمع
أخر الأخبار

بعد 5 سنوات.. لاجئون مرشحون لانتخابات مجالس الاندماج في ألمانيا

أخبار العرب في أوروبا – حسام حميدي

دخلوها قبل 5 سنوات كلاجئين، ليتحولوا اليوم إلى مرشحين للمشاركة في سياسات إدارة المدن الألمانية، التي احتضنتهم، ويمارسوا دوراً في اتخاذ القرارات، للمرة الأولى منذ وصولهم، عبر انتخابات مجالس الاندماج، التي من المقرر إجراءها في المدن الألمانية يوم 13 أيلول القادم.

وكانت إدارات المدن قد وزعت خلال الأيام القليلة الماضية، رسائل عبر البريد إلى اللاجئين، تضمنت دعوة للمشاركة في الانتخابات بالإضافة إلى استمارة المشاركة والتصويت.

انتخابات وصورة ضبابية

على اعتبار أنها الانتخابات الأولى، التي تجري منذ وصول موجة اللاجئين الأخيرة، يقول الناشط في مجال العمل التطوعي، “أحمد الخير” لـ”أخبار العرب في أوروبا”: إن “الكثير من اللاجئين الذين تلقوا تلك الرسائل لم يفهموها، وأن الصورة لديهم لا تزال ضبابية حول ماهي الانتخابات وطريقة المشاركة فيها وما هو المجلس بحد ذاته، وما هي الفائدة التي قد تقدمها لهم”، لافتاً إلى أن “الأهمية الرئيسية للانتخابات الحالية تكمن في أنها الأولى التي يشارك فيها اللاجئين، الواصلين إلى ألمانيا قبل خمس سنوات، كمرشحين وناخبين على حد سواء”.

وبحسب القانون الألماني، فإن مجلس الاندماج في المدينة، هو عبارة عن مجلس بمهام استشارية، يكون رديفاً لمجلس المدينة، ويكون أعضاءه من الأجانب المقيمين في المدينة لمدة لا تقل عن شهر، ولديهم إقامة سارية المفعول في ألمانيا لمدة لا تقل عن عام، بحيث يمتلك أعضاء المجلس صلاحيات الاطلاع على قرارات مجلس المدينة الخاصة بالأجانب ومناقشتها واقتراح تعديلها، إلى جانب قدرتهم على اقتراح بعض القوانين والقرارات.

في السياق ذاته، يعتبر الناشط “الخير” أن وجود لاجئين في الانتخابات الحالية، دليلاً على قدرتهم على التحول إلى عناصر فاعلة تغني المجتمع الألماني، كما اعتبر تلك المشاركة دليلاً على أن المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” قد حققت خطتها في دمج نسبة عالية من اللاجئين، عندما قالت عبارتها المشهورة صيف 2015: “سنفعلها”.

ويوضح “الخير” في حديثه مع “أخبار العرب”، أن “النقطة المهمة حالياً هي أن يعي اللاجئين مدى أهمية المشاركة والتصويت في هذه الانتخابات بالنسبة لحياتهم في البلد الجديد، فهذه المجالس وبالمفهوم الأوروبي ستكون صوت حقيقي لهم، قادر على إيصال مطالبهم ومشاكلهم وحاجاتهم إلى مجلس المدينة، دون الحاجة إلى وجود وسطاء من الجمعيات أو الناشطين.”

لاجئون على قوائم الترشح

من بين اللاجئين المرشحين لانتخابات مجالس الاندماج، كانت قائمة “قطار الأمل” في مدينة دورتموند، التي تدخل المضمار الانتخاب بـ 7 مرشحين، معظمهم من اللاجئين الشباب، الذين قدموا إلى المدينة قبل 5 سنوات، اذ يشير المرشح عن القائمة، “محمد شيخ سليمان”، إلى أن ترشح القائمة جاء من كون أن اللاجئين متأثرين بشكل مباشر بكل السياسات المقررة في المدينة التي يعيشون فيها وتحولوا إلى جزء من نسيجها، معتبراً أنه من الواجب المشاركة في الانتخابات وممارسة دور في صياغة سياسات المدينة المحلية.

المرشح “محمد شيخ سليمان”

وبحسب القانون، تمتد الولاية الدستورية لمجلس الاندماج إلى خمس سنوات، يمثل فيها المجلس صفة المستشار في كافة الأمور المتعلقة بشؤون الأجانب عموماً وليس فقط اللاجئين منهم.

أما عن أهمية المجلس والتواجد فيه، يلفت “سليمان” إلى أن المجلس بمهامه سيكون صوت اللاجئين، الذي يمكن أن يوصل رؤيتهم عن التعايش والاندماج، والحديث عن مشاكلهم في دوائر صنع القرار وتوضيح الظروف المترتبة جراء بعض القوانين بما يخص الجاليات الأجنبية في المدينة، مضيفاً: “مشاركتنا في المجلس تعطينا الفرصة ليكون لنا حضور وتواصل مع السلطات و بالتالي لنتحدث بشكل مباشر عن أنفسنا و ظروفنا لا أن يتم الحديث عنا و اتخاذ القرارات بشأننا دون أن يكون لنا رأي في ذلك”.

وفقاً للوائح المتداولة في مدينة دورتموند بولاية شمال الراين-فستفاليا، والتي حصل عليها موقع أخبار العرب، فإن قائمة قطار الأمل، “Train of Hope” لم تكن الوحيدة التي تمثل اللاجئين في الانتخابات، وإنما كان هناك أيضاً عدد من المرشحين الذين يخوضون الانتخابات بشكل مستقل، على اعتبار أن المرشح يملك خياري الترشح سواء ضمن قائمة أو بشكل مستقل.

نجاحات متوازية

بالتوازي مع دخولهم إلى مجال الانتخابات والعمل المحلي، يشير الناشط في مجال دعم اللاجئين، “ميشائيل نويمان”، في حديثه لـ”أخبار العرب في أوروبا”، إلى أن قطاع واسع من اللاجئين الجدد، حققوا نجاحات فوق المتوقع، مضيفاً: “المشاركة في الانتخابات ليست سوى نتيجة لاحقة للكثير من العمل والاجتهاد الذي وصل إليه اللاجئون، خاصةً الشباب منهم، وفي مقدمتها اتقان اللغة، التي تعتبر مفتاح البلاد، مروراً بالتأهيل المهني والعمل والدراسة الأكاديمية، فاليوم كافة معاهدنا وجامعاتنا وحتى مصانعنا، مليئة بطبقة الشباب اللاجئين، وهو شيء عظيم”.

وبحسب إحصائيات والمركز الألماني للبحوث العلمية والجامعية، فإن أعداد عموم الطلاب الأجانب في الجامعات الألمانية زاد في الفترة بين 2015 – 2018، بنسبة 228 في المئة، في حين أشارت إحصائيات الرابطة المركزية للحرف الألمانية إلى وجود 44000 ألف لاجئ يتدربون في مجال التدريب العملي في الشركات الألمانية، خلال 2018، أي بعد ثلاث سنوات من وصولهم إلى ألمانيا.

إلى جانب ذلك، يعتبر “نويمان” أن أزمة كورونا مع كل سلبياتها، أظهرت مدى إمكانية أن يكون اللاجئين عناصر فاعلة حتى في الأزمات، من خلال المجموعات التطوعية، التي شكلوها للمساعدة سواء مساعدة المرضى والمسنين أو إنتاج الكمامات أو تشكيل فرق التوعية، لافتاً إلى أن جزء كبير من اللاجئين هم مشروع جزء حيوي من المجتمع الألماني، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو العمل الإنساني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى