دول ومدن

إنجاز علمي هولندي يحيي الآمال في إعادة البصر للمكفوفين

أخبار العرب في أوروبا- هولندا

استطاع علماء هولنديون تحقيق إنجاز علمي يحيي الآمال في عودة الرؤية لنحو 40 مليون شخص فقدوا بصرهم في فترة ما من حياتهم.

جاء ذلك، بعدما جرّب العلماء غرسات دماغية زرعت عند قرود سمحت لها برؤية أشكال مستحدثة اصطناعيا بدقّة أكبر مما كان متاحا في السابق.

التقنية التي جاءت بمبادرة من فريق في المعهد الهولندي للعلوم العصبية (إن آي إن) ونشرت تفاصيلها في مجلّة “ساينس” الطبية الفرنسية، استطاعت أن تمنح أملا كبيرا من شأنه المساعدة على إعادة البصر إلى المكفوفين.

وأوضحت المجلة أن المفهوم المعتمد فيها شائع منذ عقود وهو يقضي بتحفيز الدماغ بالكهرباء لحثّه على “رؤية” نقاط لامعة تسمّى “فوسفين”، غير أن قيودا تقنية حالت دون تطبيقه.

لكن الفريق استطاع في تجربته تطوير غرسة مؤلّفة من 1024 قطبا كهربائيا وصلوها بالقشرة البصرية في الدماغ عند قردين يبصران لعرض أشكال مختلفة عليهما.

وأشارت المجلة الطبية أن هذا الجزء من الدماغ يعالج المعلومات البصرية والقشرة البصرية عند البشر شبيهة إلى حدّ بعيد بتلك عند الرئيسيات الأخرى، مؤكدة بأنه خلال التجربة استطاع القردان من “رؤية” أشكال مثل أحرف الأبجدية وخطوط ونقاط قيد الحركة.

وعلم الباحثون ذلك لأنهم درّبوا القردين سابقا على تحريك أعينهما باتّجاه محدّد عند رؤية تلك الأشكال للحصول على مكافأة.

“بيتر رولفسيما” مدير المعهد الهولندي لعلوم الأعصاب قال إن هذه الأشكال أحادية اللون وبسيطة، لكنه تعد تقدّم كبير بالنسبة للمشاهد الضبابية الداكنة والفاتحة اللون التي تسنى للبشر لمحها سابقا بتقنيات شبيهة.

ويعتقد فريق العلماء أنه يمكن استخدام هذه التقنية يوما ما، لمحاكاة البصر لدى المكفوفين الذين تمكنوا من الرؤية في مرحلة ما من حياتهم.

وأضح “رولفسيما” أنه عندما يفقد الأشخاص القدرة على الإبصار، فإن قشرتهم البصرية تتوقف عن استقبال المدخلات، وفي هذه الحالة، تحاول تجاوز العيون فاقدة القدرة على الرؤية، وتوصيل الصور التي تراها عادة مباشرةً في القشرة البصرية.

اقرأ أيضا: مكتب الإحصاء الهولندي: 6.2 % من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر

وأضاف بأنه هذه التجربة أثبتت أن حشوة من هذا النوع من شأنها نظريا مساعدة المكفوفين، مؤكدا بأن هذا “يكفي من حيث المبدأ تزويد نظّارتين بكاميرا تحوّل الصور ثم تنقلها إلى الدماغ”.

ووفقا للفريق العامل في التجربة فإن هذه التقنية ليس لديها مفعولا إلا عند الأشخاص الذين فقدوا البصر بسبب مرض أو حادث، إذ إن القشرة بحاجة فقط إلى تحفيزها مجددا. أما عند من ولدوا مكفوفين، فيُستخدم هذا الجزء من الدماغ لوظائف أخرى.

يذكر أن تجارب طبية في العالم لاتزال مستمرة منذ سنوات طويلة لإعادة البصر للمكفوفين لكن لم تتوصل إلى نجاح كامل، ومن بين هذه التجارب ما قامت به شركة طبية ألمانية قبل عدة سنوات عندما قامت بتجربة زراعة عين إلكترونية للمكفوفين، حيث حققت نجاحا واعدا، لكن لم تستطع العين الإلكترونية إعادة البصر بشكل كامل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى