خالد الكاكوني.. لاعب سوري إيطالي “ذهبي” على مستوى العالم في الألعاب الفردية
إيطاليا – مؤيد أبازيد
الكثير من الشباب العربي لديه طموح في تحقيق أحلامه داخل وطنه، وقد تصطدم تلك الأحلام مع الواقع ما يجبرهم لحزم حقائب السفر نحو دول أخرى، والبعض من هؤلاء استطاع أن يحقق طموحه بل تجاوزت انجازات بعضهم ما كان يطمح إليه.
خالد الكاكوني شاب إيطالي من أصول سورية يمكن وصفه باللاعب”الذهبي” لكثرة الألقاب التي حققها على مستوى إيطاليا وأوروبا وحتى العالم في ألعاب “الكيك بوكسينغ” و” المواي تاي” و”الكيوان” وهي ألعاب فردية متقاربة في الفنون القتالية.
اللاعب الذي حصل على بطولة سوريا في لعبة “الكيك بوكسينغ” لمدة ثلاثة أعوام متتالية بين أعوام 2001 و2003، كان جل اهتمامه في ذلك الوقت، أن يبرز موهبته في هذه اللعبة ليكون على مستوى آسيا.
لكن ضعف الإمكانات وقلة الاهتمام بالمواهب الرياضية في سوريا، أجبرت الكاكوني الذي ينحدر من مدينة درعا جنوب سوريا، إلى حزم حقائبه والسفر نحو إيطاليا عام 2004 وحينها كان يبلغ من العمر 24 عاما، وبعد وصوله إلى إيطاليا بدأت قصة البطل الذهبي.
يقول “الكاكوني” في حديث مع موقع “أخبار العرب في أوروبا” إنه في بداية وصوله إلى هذا البلد اصطدم حلمه مع الواقع الصعب، حيث اضطر للعمل لمدة عام وترك التدريب في هذه اللعبة لعدم وجود خيار آخر.
وأضاف بأنه بعد سنة صعبة استطاع في عام 2005 التسجيل في نادٍ للفنون القتالية في مدينة ميلانو، حيث كانت لعبته المفضلة الأخرى “المواي تاي”( تختلف بعض الشيء عن الكيك بوكسينغ) موجودة ضمن ألعاب النادي.
كان للصدفة دور – يشير الكاكوني- حين تعرف على مدربه الإيطالي “انطونيو منشينو” الذي يعد أفضل المدربين في هذه اللعبة على مستوى إيطاليا، لافتا إلى أنه بعد مرور عام في هذا النادي استطاع أن يثبت نفسه ويكون من بين أفضل اللاعبين ضمن النادي الإيطالي. لتبدأ بعدها الانجازات لهذا الشاب الواحدة تلو الأخر.
أول الانجازات في إيطاليا
اعتبر الكاكوني بأن ثقة مدربه المخضرم والشهادة الإيجابية التي منحه إياها، كانت بمثابة الحافز الذي مكنه من مواصلة التدريب بشكل مكثف، ليكون بعدها الطريق أمامه مفتوحا أمامه لتحقيق الانجازات.
يوضح في هذا الصدد بالقول: “كانت المرحلة الأولى هي العمل على استعادة اللياقة بحيث تأهلني لخوض غمار البطولات، وكان أولها المشاركة في بطولة إيطاليا في لعبة (الكيك بوكسينغ) للهواة عام 2007 حيث استطعت أن أحقق المركز الاول”.
وتابع:”كان الفوز بامتياز كما وصفه مدربي حيث استطعت الاحتفاظ بالبطولة لمدة ثلاث سنوات متتالية لغاية 2009″، مشيرا إلى أن مدربه طلب منه ضرورة المشاركة في البطولات الاحترافية وأن يغادر مضمار الهواة.
وذكر بأن ذلك تم من خلال الانتقال إلى نادٍ آخر يديره بطل إيطالي سابق في هذه اللعبة، وفي النادي الجديد كان الإنطلاق نحو الاحتراف والبطولات العالمية.
بطولات احترافية أوروبية وعالمية
كانت المشاركة الأولى للاعب السوري في مضمار الاحتراف ضمن بطولة إيطاليا في لعبة الكيك بوكسينغ بوزن ٥٧ كغ عام 2010، وصادف النهائي أن يكون عربيا خالصا حيث لعب النزال ضد خصمه المغربي واستطاع الفوز عليه ومن هذا اللقب الاحترافي على مستوى إيطاليا انتقل نحو البطولات القارية في أوروبا.
يقول الكاكوني لـ”أخبار العرب” إنه في نفس ذلك العام كانت مشاركته الأولى في بطولة أوروبا التي نظمت في سويسرا ضمن لعبة “الكيك بوكسينغ فول” ضد بطل العالم السويسري”ايفن سفورسا” واستطاع الفوز عليه ونيل حزام أوروبا من منظمة( wfc ) بوزن ٧٥ كغ، وبعد ذلك في العام 2011 فاز في بطولة أوروبا في لعبة “التاي بوكسينغ” في الوزن نفسه .
يصف الكاكوني العام 2011 بـ”العام الذهبي” في حياته حيث تمكن بعد الفوز في بطولة أوروبا، أن يحصل على المركز الأول في بطولة العالم في لعبة “التاي بوكسينغ” التي شارك فيها لاعبين من 40 دولة ونظمت في سويسرا ايضا.
كذلك حصل على المركز الأول على مستوى أوروبا في لعبة “التاي بوكسينغ” وزن 75 كغ ضد الخصم الفرنسي في عام 2012، وتوالت بعدها البطولات من خلال ألعاب أخرى منها بطولة لعبة”الكيوان” على مستوى إيطاليا عام 2012 وزن 75 كغ، وبطولة العالم في “التاي بوكسينغ” وزن 77 كغ عام 2014.
اقرأ أيضا: “مجد أبازيد”.. طالب سوري يحصل على براءة اختراع من المركز الأوروبي
وكانت آخر بطولة عالمية نال فيها المركز الأول عام 2016 حين تربع على عرش البطولة العالمية في لعبة” الكيوان” وزن 80 كغ، إضافة لهذه البطولات شارك اللاعب السوري الإيطالي في بطولات احترافية عديدة حقق فيها مراكز متقدمة في عدة دول أوروبية.
شهادة تحكيم دولية
كانت البطولات الأوروبية والعالمية بمثابة الشهادة التي مكنت الكاكوني من نيل شهادة تحكيم دولية، حيث نال شارة التحكيم في هذه الألعاب قبل عدة سنوات، وقام بتحكيم عشرات المباريات سواء في إيطاليا أو في أوروبا ضمن بطولات هامة لألعاب الكيك بوكسينع والكيوان.
وحاليا يدرب الكاكوني ضمن نادٍ إيطالي، واستطاع أن يفوز الكثير ممن دربهم في بطولات على مستوى إيطاليا وأوروبا.
إلى جانب ذلك، يؤكد اللاعب المخضرم في حديثه، بأن الإعلام الإيطالي كان يسلط الضوء دائما عليه بعد كل انجاز يحققه ويتم تقديمه على أنه بطل إيطالي، معتبرا بأن الفضل الكبير في تحقيق هذه البطولات يعود لإيطاليا ومدربه الذي حفزه لأن يكون المطوح دائما على المستوى العالمي.
ووفقا للكاكوني، فإن ميزة الإيطاليين هي الطموح العالمي، مؤكدا بأن هذه الميزة انعكست عليه بقوة، حيث يدخل كل بطولة وعينه على اللقب، سواء كانت بطولة على مستوى أوروبا أو العالم وكذلك بغض النظر عن المشاركين وخلفياتهم الاحترافية.
بقي أن نقول إن حالة البطل السوري الذي حقق كل هذه البطولات، هي واحدة من بين عشرات وربما المئات للشباب العربي في أوروبا الذي استطاع أن يحقق طموحه سواء على المستوى الرياضي أو العلمي أو المهني.
هذه الحالات ما كان لها أن تحقق هذه الانجازات، لو لم تكن هناك أرضية قوية ومتينة مكنتهم من تحقيق طموحاتهم، بعدما لفظتهم بلدانهم للسفر نحو الخارج.