أخبار العرب في ألمانيا- خاص
في كلمتها خلال بداية العام الجديد، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي بدت متأثرة: إن العام المنصرم 2020، كان الأصعب عليها خلال خمسة عشر سنة من ترؤسها قيادة البلاد. وهي تعتبر آخر كلمة لميركل قبل اعتزالها العمل السياسي، حسبما أعلنت المستشارة في كلمتها الأخيرة.
ماما ميركل كما يحلو لكثير من اللاجئين تسميتها، كونها فتحت بلادها على مصراعيها لاستقبال مئات آلاف الفارين من جحيم حروب الاستبداد والتطرف، والظروف الاقتصادية الصعبة، خصوصاً في عامي 2015 و2016، ولكن يبدو أن الأبواب المفتوحة ستغلق مع قدوم المرشح المحتمل لميركل، فريدريش ميرتس، الذي أكد قبل أيام بأن أبواب ألمانيا سوف تغلق أمام اللاجئين القاطنين في اليونان وغيرها من بلدان البلقان وسوف يكون هناك إجراءات أكثر حزماً، وسوف تُدرس إمكانية مساعدتهم في مكان إقامتهم.
التغيير قادم
فكيف ستؤثر السياسة الجديدة على اللاجئين في بلاد المكنة الصناعية المتطورة، سواء المتحصلين على إقامة دائمة أو مؤقتة؟ أو حتى منتظري لم الشمل؟ وما هو تأثيرها على طالبي اللجوء؟
هذا ما توجهنا به إلى الصحفي السوري المقيم في ألمانيا محمد الشيخ علي، الذي أكد أن السياسة الألمانية ستتغير تجاه اللاجئين، بعد رحيل ميركل، “خاصة وأن خليفتها المرشح لاستلام الحزب(CDU) السيد فريدريش ميرتس صرح قبل أيام بأن اللاجئين غير مرحب، بهم وعارض إستقبال مزيد من اللاجئين من مخيم موريا في اليونان، مطالباً دول الاتحاد الأوروبي بتقاسم اللاجئين مع ألمانيا”.
وكان ميرتس قد طالب قبل أيام في حديث لصحف مجموعة “فونكة”الألمانية الاتحاد الأوروبي بأكمله بمساعدة اللاجئين في مواقعهم، في البلقان أو بالجزر اليونانية، “لكن لا يمكن حل هذه الكارثة الإنسانية بأن يأتي الجميع إلى ألمانيا وأن هذا الطريق لم يعد مفتوحاً”.
ميركل كسرت القواعد
الشيخ علي وفي حديث لموقع ” أخبار العرب في أوروبا” نوه إلى أن “الحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون أن حزب المستشارة ميركل هو في الأصل ليس من المرحبين باللاجئين، ولكن المستشارة ميركل كسرت القاعدة واتبعت سياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين، ولا ننسى أن حزب البديل المعادي للاجئين هو بالأصل حزب تشكل من المنشقين عن حزب ميركل وهذا يعكس بشكل أو بآخر سياسة الحزب تجاه اللاجئين”.
وأوضح الصحفي المتخصص بالشأن الألماني أن الأحزاب التي ترحب باللاجئين هي حزب الخضر بالدرجة الأولى ويليها حزب الينكا الاشتراكي وحزب SPD شريك حزب ميركل بالحكم.
يشار إلى أن ألمانيا استقبلت بين عامي 2015 و2016 ما يزيد عن ثمانمئة ألف لاجئ، نسبة لا بأس بها منهم سوريون، وكسرت قواعد اتفاقية دبلن المتعلقة باللاجئين الذين أجبروا على أن يبصموا للإقامة في بلدان العبور، قبل أن يصلوا إلى الدولة التي يريدون في غرب أوروبا، كما أمنت لهم ألمانيا كل ما يلزم لحياة آمنة.
التغيير بدأ منذ 2016
الشيخ علي شدد على التغيير الذي سيطرأ على السياسة المتعلقة باللاجئين ليس بجديد، مشيراً إلى أن “التغيير بدأ منذ عام 2016 حيث منح حوالي 190 ألف لاجىء سوري إقامة ثانوية، وبالتالي حرمانهم من لم الشمل، وهذا جاء نتيجة الضغوط من حزب ميركل وتصاعد شعبية حزب البديل بسبب سياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين التي اتبعتها ميركل.”
وأضاف الشيخ علي أن اللاجئين الحاصلين على إقامات سواء لجوء أو غيرها لن يتغير الوضع كثيراً بالنسبة لهم، وخصوصاً السوريين، “الذين يعتبرون الافضل في ألمانيا من حيث الاندماج بين اللاجئين الأجانب، كون معظم اللاجئين السوريين تمكنوا من انهاء دورات الاندماج وانخرطوا في سوق العمل سواء بالعمل أو الدراسة أو التدريب المهني”.
الصحفي السوري الذي وصل إلى ألمانيا عام 2015 استدرك أن أن هناك بعض الصعوبات التي قد تواجه السوريين، خاصة فيما يتعلق بتجديد الإقامات للحاصلين على إقامات ثانوية، “حيث تشترط دائرة الأجانب تجديد جوازت سفرهم من سفارة النظام السوري، وأغلب اللاجئين لا يريد ذلك كونهم هاربين من بطش نظام الأسد”.
ما تأثير كورونا اقتصادياً؟
وبينما تستعد ألمانيا لتمديد فترة الإغلاق لمواجهة تفشي فيروس كورونا حتى نهاية كانون ثان/يناير بدلا من النهاية المخطط لها حالياً، في ظل ارتفاع في عدد الإصابات بهذا الوباء، الأمر الذي يؤثر سلباً على دوران العجلة الاقتصادية، ولكن هذا الوضع حسب الصحفي محمد الشيخ علي “لن يوثر كثيرا على الوضع الاقتصادي وبالتالي لن يحدث تغييرات تضر باللاجئين السوريين لأن ألمانيا تعاني من نقص كبير في اليد العاملة، واللاجئون ن السوريون أكثر من نصفهم يعمل في كافة القطاعات الاقتصادية، وخاصة القطاعات الخدمية والصحة.”