تقارير

هل يتنفس اللاجئون في ألمانيا الصعداء مع فوز “أرمين لاشيت” برئاسة حزب ميركل ؟

أخبار العرب في أوروبا- خاص

يستطيع اللاجئون وطالبو اللجوء في ألمانيا تنفس الصعداء، مع فوز المعتدل أرمين لاشيت في برئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي خلال الانتخابات التي جرت يوم السبت الماضي، فـ ” لاشيت” يتبنى تماماً نهج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بخصوص اللاجئين، وهو معروف باعتداله وانفتاحه على كل الثقافات، حتى أن الألمان يلقبونه بـ ” أرمين التركي”. نعم يستطيع اللاجئون الهاربون من جحيم الاستبداد والتطرف والظروف الاقتصادية الصعبة أن يطمئنوا، “لأن المرشح السابق الذي خسر أمام لاشيت هو فريدرك ميرتس كان قد صرح سابقاً ان اللاجئين غير مرحب بهم، وهذا ما جعل اللاجئين يضعون أيديهم على قلوبهم في حال فاز” حسبما قال الصحفي السوري المتخصص في الشأن الألماني محمد الشيخ علي لأخبار العرب في أوروبا، الذي أضاف أن “لاشيت وافق كذلك على جلب 1200لاجىء من جزيرة موريا في اليونان، ونجاحه في رئاسة الحزب يشكل اطمئناناً جديداً للاجئين”.

هل لاشيت الأكثر حظاً بمنصب المستشار؟

لكن هل يعني فوز لاشيت أنه أصبح الأكثر حظاً في الفوز بمنصب ” المستشار الألماني”، خصوصاً بعدما أعلنت أنجيلا ميركل عدم نيتها الترشح في الانتخابات القادمة، ومن المعلوم أن رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي هو المرشح لمنصب المستشار الذي يوازي رئيس الوزراء في الأنظمة البرلمانية، غير أن الأمور في ألمانيا لم تعد كما كانت سابقاً فرئيس الحزب الديمقراطي لم يعد بالضرورة مرشحاً لمنصب المستشار، كما أفاد الصحفي السوري محمد الشيخ علي “الحزب الديمقراطي المسيحي(CDS) يريد  أن يضع آلية جديدة، وهي أن يرشح شخصاً آخر من الحزب لمنصب المستشار، وأن يتفرغ رئيس الحزب للحزب وهنا ربما تتضاءل فرص لاشيت بالاقتراب من منصب المستشار، فيما ويرتدد الآن في ألمانيا أن حزب ميركل قد يرشح وزير الصحة ينس شابان ورئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس سودر”.

لاشيت مؤيد للأسد!

ولكن في حال تم ترشيح لاشيت، السياسي الضاحك كما يسميه بعض الألمان، فكيف ستكون سياسته الخارجية؟ يجيب الشيخ علي “ن أن الرجل داخليا يتبنى سياسة ميركل، ولكن خارجيا ربما يفشل خاصة أنه يختلف اختلافا جذريا عن ميركل، واتخذ مواقف مخزية أبرزها الدعوة لإيجاد حلول في سوريا عن طريق روسيا حصرا، بالإضافة بالوقوف خلف رواية النظام السوري وتأييده لبشار الأسد، فهو يقول إن بشار دكتاتور ولكن مع ذلك في عهده الاقليات كانت تمارس حياتها أما في عهد الجماعات الإسلامية المعارضة(وهنا دمج كل المعارضة السورية بخانة تنظيم داعش والنصرة ) فإن الاقليات اختف”.

يضيف الصحفي المتخصص في الشأن الألماني “ومواقف لاشيت هذه تمثل خروجًا عن السياسة الخارجية السابقة لألمانيا والاتحاد الأوروبي”.

إعادة العلاقات مع النظام مستحيلة

وشدد الشيخ علي على أن إعادة لاشيت للعلاقات مع النظام السوري في حال فوزه مستحيلة، “الرجل له رأيه أما أن يغير السياسة الألمانية الخارجية وسياسة الاتحاد الأوروبي فهاذا مستبعد وإن أقدم على هذه الخطوة فسنجد أن غالبية الساسة الألمان ستعارضه وترفض إعادة العلاقات مع نظام الأسد، خاصة وأن ألمانيا شكلت محاكم خاصة بمجرمي الحرب، وبدأت محاكتهم على أراضيها وربما في الأيام القادمة تصدر مذكرة اعتقال بحق رأس النظام السوري ليحاكم على أراضيها”.

ألمانيا التي كما كثير من دول العالم تعاني من ارتفاع الإصابات بمرض كورونا في الموجة الثانية للجائحة، وهي تسابق الوقت لوقف الإصابات، أو خفض عددها على أقل تقدير، وفي سبيل هذا سيتم اتخاذ الكثير من القرارات، وسترتفع أسهم سياسيين وتنخفض شعبية آخرين، ويبقى اللاجئ هو الحلقة الأضعف في كل هذا، وهو يأمل أن تأتي رياح السياسة الألمانية بما تشتهيه سفن هذا اللاجئ، خصوصاً بعدما ضحى بالغالي والنفيس حتى يصل إلى هذا البلد، وبدأ من جديد ببناء مستقبله، ولا يريد أن يعود لمرحلة الصفر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى