الشركات المنتجة للقاح كورونا تبتز القارة العجوز
أخبار العرب في أوروبا- سبوتنيك
“هذا أمر غير أخلاقي”، “مشاكل عدة تواجهنا في الحصول على اللقاح، وتنظيم عملية التطعيم، على خلفية تأجيل توزيع اللقاحات للدول”، ” تفاجأنا مؤخرا، بتأجيل الجرعة الثانية للطاقم الطبي للمستشفى، وذلك لأسباب خارجة عن نطاق إرادتهم”… بهذه الكلمات عبرت الطواقم الطبية في أوروبا عن استيائها.
جاء استياء الطواقم الطبية، بعد عجز شركة “فايزر – بيونتيك” عن الالتزام في تسليم الكميات المتفق عليها من اللقاح؛ معرقلة بذلك العملية برمتها، وملزمة في نفس الوقت الدول بإعادة جدولة ما تقرر آنفا.
ويأتي ذلك بعد أن تنفس العالم الصعداء، عقب إعلان أكثر من شركة عالمية عن توصلها إلىى لقاح ضد فيروس كورونا (كوفيد-19)، الأمر الذي جدد الأمل في الحد من انتشار المرض، وإخراج العالم من دائرة العزلة، والنهوض بالاقتصاد الذي تأثر بشكل مباشر جراء الجائحة.
وتصدرت شركة “فايزر – بيونتيك”، قائمة الشركات المنتجة للقاحات الضادة لفيروس كورونا (كوفيد 19)، من حيث الطلب على منتجاتها، لا سيما في القارة الأوروبية.
وأطلقت الدول الأوروبية حملات تطعيم، بناء على خطط مجدولة، من حيث المواعيد والأعداد؛ إلا أن تأخر الشركة في تسليم الشحنات “زرع القلق والشك” في صفوف الطواقم الطبية الأوروبية، التي تعتبر راس الحربة في “المعركة” مع فيروس الكورونا .
وتسبب التأجيل في تسليم الدفعات المتفق عليها، بتغيير في ارشادات الاستخدام، وظهور أعراض جانبية، قد تؤدي إلى زيادة الوفايات جراء تداعيات المرض.
ولم يخف عدد من الأطباء والعاملين في المجال الصحي، الذين تحدثوا إلى وكالة “سبوتنيك”، قلقهم إزاء ما وصفوه بـ”الأزمة”، والعمل “غير الأخلاقي”.
وقالت مختصة الطب العائلي البلجيكية ليفي فيلمسن، للوكالة: “بحسب توصيات شركة فايزر، استخدمنا العبوة الواحدة للتطعيم بخمس جرعات؛ غير أن الشركة تبين لها لاحقا أنه من الممكن استخراج ست جرعات بدل الخمسة من العبوة الواحدة، وبالتالي تخفض حجم شحنات العبوات المتفق عليها”.
وأضافت: “هذا الأمر أبطأ عملية التطعيم… لا يريدون إرسال شحنات إضافية متذرعين بأن ما أرسلوه كاف… ربما الأمر يتعلق بالمال لا أدري ولكن هذا ما يحدث”.
وأكدت الطبيبة البلجيكية أن هذه المسألة تولد مشاكل للكوادر الصحية؛ حيث أن هناك جداول وضعت لتطعيم فئة معينة من السكان أولا، ومن ثم الشروع بتطعيم الفئات الأخرى؛ إلا أنه وبعد إعلان “فايزر – بيونتيك” عن تخفيض حجم الشحنات، سوف يتعذر المضي قدما في عملية التطعيم المجدولة.
ورجحت ليفي أن المسالة مادية بحتة، ولها علاقة بالربح وبالخروج من أزمة الوفاء بالوعود والتوزيع والإنتاج؛ مشددة على أنه “مهما كان هذا أمر غير أخلاقي، فعليهم تسليم ما وعدوا به”.
الأزمة التي تعيشها بلجيكا هي ذاتها في عدد كبير من الدول الأوروبية، كفرنسا وإيطاليا والسويد وغيرها؛ ووصلت النية في هذه الدول إلى مقاضاة الشركة لعدم وفائها بوعودها، خاصة أن الأزمة هي أزمة مرضية، وحياة مواطنيها على المحك.
وفي السويد، التي تعاني من ارتفاع عدد الإصابات، أوضح أحد الأطباء في مدينة أوبسالا، في حديث إلى “سبوتنيك، أن “السويد تخطط لتسجيل لقاح موديرنا قريبا”؛ لافتا إلى أن السويد تستخدم اللقاحات التي تم اعتمادها في الاتحاد الأوروبي.
وقال: “غالبية السكان يريدون تلقي اللقاح، ولكنهم خائفون من الأعراض الجانبية… هناك بعض الآثار الجانبية للقاح كالشعور بالتعب بعد اللقاح، وتورم مكان اللقاح فقط”.
وبخصوص التأخير في تسليم الشحنات، أكد الطبيب السويدي، أن “اللقاحات الآن تصل حسب المواعيد”؛ مشيرا إلى أن مشكلة أخرى برزت، تتمثل في “عدد اللقاحات”.
لقاح فايزر
وباتت أزمة توفير اللقاحات تغطي على أزمة انتشار الفيروس؛ حيث أشارت عدة تقارير أن شركة “فايزر”، أخبرت إيطاليا بأن النقص في عمليات التوريد إليها سوف يكون في حدود 20 في المئة، بدءا من الأسبوع المقبل.
وفي ألمانيا، حيث مقر شركة “بيونتيك”، هناك ولايات كثيرة تصارع من أجل الحصول على شحنات اللقاح.
السلطات الإسبانية هي الأخرى أوقفت توزيع اللقاحات على الطواقم الطبية، هذا الأسبوع، في العاصمة مدريد؛ مؤكدة أنها تسلمت نصف كميات اللقاح التي كان من المقرر توريدها.
ودفعت الأزمة رجال السياسة للتدخل بشكل مباشر؛ إذ هدد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي شركات تصنيع اللقاحات – “أسترازينيكا” و”فايزر” – باتخاذ إجراءات قانونية، وفرض ضوابط على تصدير الجرعات المنتجة في الدول الأوروبية.
ورغم ذلك، لم تبال شركة “أسترازينيكا” من الضغط الرسمي الأوروبي؛ حيث أعلن مسؤول في الاتحاد، أن “استرازينيكا ترفض المشاركة في اجتماع مع الاتحاد الأوروبي، حول التأخر في إنتاج اللقاحات”.