باحث سوري يشارك في تصميم “صاروخ فضائي” في النمسا وينال جائزة
أخبار العرب في أوروبا- زمان الوصل
في أحد مختبرات المركز التقني بجامعة فيينا في النمسا يعكف المبتكر السوري الشاب “يحيى الخالدي” على اختبارات تقنية وعلمية لتصميم صاروخ فضائي من المزمع إطلاقه مع بداية العام 2024 مع فريق علمي مكون من عشرات الباحثين والدكاترة وطلاب العلم ليكون العربي الوحيد في هذا المشروع.
وكان “الخالدي” قد حصل العام 2019 على جائزة “التحدي التكنولوجي” التي أقامتها جامعة “Graz University of Technology” في النمسا، وذلك بمشاركة العديد من المهندسين والمبدعين من مختلف دول العالم.
وبدأ ميل “الخالدي” المتحدّر من مدينة حلب 1989 إلى الابتكار والتكنولوجيا منذ طفولته بدعم من وسطه المحيط، وبعد لجوئه إلى الأردن بسبب ظروف الحرب درس هندسة الاتصالات والإلكترونيات في “جامعة الإسراء” الأردنية الخاصة، مضيفاً أنه نال دبلوم صيانة كمبيوتر من “كلية المجتمع العربي” وفي العام 2016 حصل على المركز الثاني على مستوى الجامعات الأردنية في معرض الابتكار والإبداع (lnnovthon Fair) لأفضل مشروع مبتكر بإشراف منظمة تيج (TEJ) الأوربية، عن اختراعه لشارع ذكي تعتمد إنارته على الطاقة الشمسية، وينير تلقائياً خلال عبور السيارات عليه، وحصل بعدها على منحة في إحدى حاضنات الأعمال الموجودة في مدينة إربد الأردنية بتمويل من الاتحاد الأوروبي بقيمة 10 آلاف دولار لتطبيق بعض أفكاره وابتكاراته بشكل عملي.
في أيلول عام 2018 حصل يحيى على لجوء إلى النمسا بموجب برنامج التوطين وبعد وصوله بشهر إلى البلاد تمت دعوته لحضور مؤتمر عالمي في فيينا وحصل خلال هذا المؤتمر على دعوة من جامعة غراتس Graz للتحدي والتكنولوجيا للمشاركة في مسابقة عالمية لشركة AVL وهي شركة مختصة بعملية اختبار للسيارات قبل أن يتم طرحها في الأسواق، وكانت هناك -كما يقول- مشكلة مطروحة في خط الإنتاج وتمكن من أن يقدم أفضل حل مبتكر لهذه المشكلة.
وبعد ذلك تمت دعوته -كما يقول- للمشاركة في مسابقة علمية لشركة “اندرتس” المختصة بصناعة خطوط الإنتاج الضخمة جداً فنال جائزة أخرى، وروى الشاب الثلاثيني أن الشركة المذكورة كانت بصدد البحث عن مشكلة تقنية واجهتها أثناء تجربة أسرع ماكينة إنتاج ورق على مستوى العالم وتمثلت المشكلة-كما يقول- في تمزق الورق المنتج نظراً للسرعة الهائلة للماكينة مما يؤدي إلى توقف خط الإنتاج بالكامل، وهو أمر مكلف من حيث الوقت والمال، وكشف الخالدي أنه لجأ لانجاز برنامج وفق تقنية “انترنت الأشياء” لحل هذه المشكلة، وقام بوضع بعض أنواع الحساسات التي تقيس درجة الرطوبة والحرارة في المكان وقياس البارومتر وتم تحديد المسببات الرئيسية للمشكلة، وتابع محدثنا: بناء على القراءات الواردة من الحساسات الموضوعة تم الوصول إلى معرفة نقطة الضعف في خط الانتاج وبالتالي حل المشكلة.
ولفت المبتكر الشاب إلى أنه قدم هذا المشروع وتم تطبيقه بشكل عملي وملموس وهو ما ميز ابتكاره عن باقي الحلول والابتكارات الأخرى، ولاقى مشروعه إعجاباً من اللجنة المشرفة على دراسة المشاريع المقدمة في جامعة غراتس Graz المؤلفة من دكاترة وبروفسور من الجامعة المذكورة ونائب رئيسها ورئيس المركز التقني في الجامعة إلى جانب لجنة من عدة جامعات أوروبية ولجنة من شركة “اندرتس”.
وأكد “الخالدي” أن ابتكاره ليس مختصاً بخطوط إنتاج الورق بل ينطبق على أي خط إنتاج صناعي يتسم بالسرعة، مشيراً إلى أن شركة اندرتس طبقت ابتكاره هذا على خط الإنتاج الذي كان يعاني من مشكلة وتم تسجيل الابتكار باسمه في المركز التقني التابع لجامعة “Graz”. وقدمت جامعة فيينا له منحة لإكمال الماجستير في هندسة تخصص الإلكترونيات واتصالات أقمار صناعية مع راتب شهري ومن المتوقع أن يحصل-كما يقول- على عقد عمل في الشركة ابتداءاً من العام القادم .2022.
وحول عمله ضمن فريق علمي لتصميم قمر صناعي يُطلق عام 2024 أشار الخالدي إلى أن المركز التقني بجامعة فيينا هو مركز أبحاث ومختبر عملي ليس فقط على الورق وإنما يتم تطبيقها على أرض الواقع بشكل عملي، وجزء من المشرع الذي يضمه المركز إطلاق صاروخ فضاء في العام 2024 ويشرف على المشروع كما يقول دكاترة ومهندسون وتقنيون وبروفيسورات من عدة جامعات أوروبية بإشراف منظمة الفضاء الأوروبية، وتم قبوله منذ ثلاثة أشهر في قسم التطوير الإلكتروني الذي يضم 24 باحثاً ويقوم معهم بتطوير القطع الإلكترونية في صاروخ الفضاء.
وعن رؤيته لبيئة الابتكار في أوساط الشبان اللاجئين ومالذي ينقصهم ليبدعوا ويبتكروا قال المخترع الشاب إن هناك الآلاف من الشبان السوريين اللاجئين في دول أوروبا ممن لديهم أفكار وابتكارات وعقول نيرة وهم بحاجة لبيئات حاضنة مناسبة لم تكن متوفرة للأسف في البلدان العربية بينما في الدول الغربية يتم دعم كل شاب لاجىء لديه أفكار بحاجة لتطبيق بكل السبل. وبناء على تجربته في النمسا ومتابعته لأوضاع الشبان السوريين أو حتى العرب في اوروبا أكد “الخالدي” أن الكثير من هؤلاء الشبان ليس لديهم هدف أو طموح للأسف ويعيشون -كما يقول- حياة استهلاكية بلا معنى خالية من الإبداع أو الابتكار وأقصى طموحهم الحصول على كورس لغة.