أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا
بات طارق الأوس البالغ 31 عاما أول لاجئ سوري يعلن ترشحه للانتخابات البرلمانية الالمانية بعد حصوله على الجنسية مؤخرا، هذا ما أكدت صحيفة “تاغز شبيغل” الألمانية اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أن “الأوس” يعتزم الترشح عن “حزب الخضر”.
وقالت الصحيفة إن “الأوس” يعد أول سوري يعلن ترشحه للانتخابات البرلمانية بعد أن لجأ إلى إلمانيا بعد الثورة السورية (انطلقت عام 2011).
الصحيفة أوضحت أنه الشاب ترشح عن مدينة أوبرهاوزن في ولاية “شمال الراين – وستفاليا”، مشيرة إلى أن المفارقة بالأمر هو ترشح الأوس لصالح حزب ينافس حزب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” في الانتخابات.
ووفقا لـ” تاغس شبيغل” فإن “لولا سياسة ميركل بفتح الحدود أمام اللاجئين لما كان الأوس وصل ألمانيا”.
وكان طارق الأوس قد وصل ألمانيا قبل سبع سنوات، حيث كان يدرس الحقوق في حلب ودمشق، ومع اندلاع الثورة السورية، شارك في مظاهرات سلمية وقدَّم مساعدات إنسانية للهلال الأحمر مع اتساع مناطق الحرب، بحسب ما جاء في الصحيفة التي ذكرت بأن هو الآخر مستهدفا من قبل قوات النظام السوري وبعد فترة من التردد، قرَّر الفرار من البلاد في يوليو/تموز 2015.
ونقلت عنه قوله:” كل ما أردته هو حياة آمنة وكرامة”، وصُدم من الظروف المعيشية التي يعيشها اللاجئون في ألمانيا، فشارك في غضون أشهر في تأسيس مبادرة تدعو إلى زيادة المشاركة وتحسين الإسكان للمهاجرين، وأكد على أنه إذا نجح في محاولته، فيأمل أن يكون “صوت كل اللاجئين
في السياق، قال “الأوس” في فيديو لحملته على تويتر: “في ألمانيا، ولاية شمال الراين وستفاليا هي موطني. كانت بداية عملي السياسي هنا في دائرتي الانتخابية في أوبرهاوزن”.
وأضاف أنه بصفته اللاجئ السوري الأول في الترشُّح إلى “البوندستاغ”، فإنه يريد أن يمنح صوتا سياسيا لمئات الآلاف من الأشخاص الذين أُجبِروا على الفرار من بلادهم والذين يعيشون الآن في ألمانيا. مؤكدا بأنه إذا نجح في الانتخابات، فإنه يأمل أن يكون “صوتاً لكلِّ اللاجئين” في ألمانيا.
يشار إلى أن “الأوس” تعلم اللغة الألمانية خلال فترة ستة أشهر فقط، ليبدأ بعدها مهنة جديدة كعامل اجتماعي، بتقديم المشورة القانونية للاجئين الآخرين، كذلك شارك في تأسيس تحالف “Seebrücke” عام 2018، الذي يواصل حملته من أجل إنقاذ اللاجئين في البحر المتوسط.
اقرأ أيضا: “حقيبة ذكية”.. ثاني مشروع للاجئ سوري يحصل على براءة اختراع في ألمانيا!
ومن المقرر أن تبدأ الانتخابات البرلمانية الألمانية في 25 من شهر آذار/ مارس وتنتهي في 26 من أيلول/ سبتمبر وذلك تبعا للولايات، وبعد انتخاب أعضاء البرلمان يتم التصويت لاختيار خليفة للمستشارة أنغيلا ميركل والتي تولت منصبها منذ عام 2005.
الجدير بالذكر أنه وصل إلى ألمانيا بين عامي 2015 و2016 نحو 800 ألف لاجئ سوري هربا من الحرب الدائرة في بلادهم التي تلت ثورة شعبية ضد نظام الحكم، فيما تقول احصائيات حديثة بأن العدد قد وصل لنحو مليون لاجئ سوري حتى نهاية 2020، تم منح عدة آلاف الجنسية الألمانية في وقت دخل عشرات الآلاف منهم سوق العمل، لاسيما في العامين الماضيين.