دول ومدن
أخر الأخبار

بعد إنكار استمر 64 عاما.. فرنسا تعترف بتعذيب وقتل الجزائري “علي بو منجل”

أخبار العرب في أوروبا- فرنسا

 بعد عقود طويلة من الإنكار اعترفت أخيرا فرنسا بتعذيب وقتل المناضل الجزائري علي بو منجل، وليس كما كانت تروج سابقا على أنه انتحر.

وأعلن قصر الإليزيه أمس الثلاثاء أنّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اعترف بأنّ الزعيم القومي الجزائري، علي بومنجل “تعرض للتعذيب والقتل” على أيدي الجيش الفرنسي خلال الحرب الجزائرية في 1957 ولم ينتحر كما حاولت باريس تصوير الجريمة في حينه.

الرئاسة الفرنسية قالت إنّ ماكرون أدلى بنفسه بهذا الاعتراف “باسم فرنسا” وأمام أحفاد بومنجل الذين استقبلهم أمس، وذلك في إطار مبادرات أوصى بها المؤرخ، بنجامان ستورا، في تقريره حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر، التي وضعت أوزارها في 1962، وما زالت حلقة مؤلمة للغاية في ذاكرة عائلات ملايين من الفرنسيين والجزائريين.

وكان علي بومنجل ناشطا سياسيا ومحاميا مشهورا عضوا في حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري الذي أسسه عام 1946 فرحات عباس (أول رئيس للحكومة الموقتة للجمهورية الجزائرية)، وبذلك أصبح مدافعا عن المناضلين الجزائريين متبعا خطى شقيقه الأكبر، أحمد، المحامي هو أيضا.

ويقول مؤرخون من الجزائر وفرنسا، إن فرقة من المظليين (قوة استعمارية أرسلتها باريس آنذاك للقضاء على الثورة التحريرية‎ الجزائرية) ألقت القبض على بومنجل في فبراير/ شباط 1957، بأحد أحياء العاصمة الجزائر قبل أن تعذبه 43 يوما، لتعلن بعدها وفاته في 23 مارس/ آذار من السنة نفسها.

وقدمت الإدارة الاستعمارية، آنذاك، رواية تزعم انتحار بومنجل، لكن قيادة الثورة الجزائرية ومؤرخين قالوا إنه أُلقي من الطابق الخامس لعمارة في حي الأبيار، وسط العاصمة.

اقرأ أيضا: عائلة الأمير عبد القادر الجزائري ترفض تشييد تمثال له في فرنسا

ورغم استمرار فرنسا الادعاء مدة 64 عاما، بأن بومنجل “انتحر”، إلا أن عائلته أصرت بأنه تعرض للاغتيال واتهمت باريس بالكذب، وطالبت، مدعومة بناشطين فرنسيين، بإعادة الاعتبار له والكشف عن الحقيقة.

ويردد المسؤولون الفرنسيون في عدة مناسبات ضرورة طي الجزائر صفحة الماضي الاستعماري، وفتح صفحة جديدة، لكن الجزائر طالبت فرنسا مرارا باعتراف رسمي بجرائم الاستعمار، وحل ملفات مرتبطة باستعادة الأرشيف وتعويض الضحايا.

ودام الاستعمار الفرنسي للجزائر بين 1830 و1962، حيث تقول السلطات الجزائرية ومؤرخون، إن هذه الفترة شهدت جرائم قتل بحق قرابة 5 ملايين شخص، إلى جانب نهب الثروات وحملات تهجير لملايين الجزائريين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى