قانون

الشيوخ الفرنسي يناقش مشروع قانون يتيح “الموت الرحيم”

أخبار العرب في أوروبا- فرنسا

ناقش أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي أمس الخميس مشروع قانون “حق الموت بكرامة” أو ما يسمى بـ”الموت الرحيم” الذي طرحته عضو مجلس الشيوخ الفرنسي “ماري لا غونتري”، وهي من الحزب الاشتراكي، ويهدف إلى الكف عن تقديم العلاج للمرضى الذين تدهورت صحتهم بشكل خطير وتبين بأن العلاج لن يجدي نفعا.

وكان “جان لوك ميشال” رئيس جمعية “حق الموت بكرامة”، قد دعا في رسالة مفتوحة منتصف الشهر الماضي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “فتح النقاش حول هذه المسألة و”الإصغاء لـ 90 % من الفرنسيين الذين يطالبون بالمصادقة على قانون يشرع حق مساعدة المرضى في الرحيل نهائيا عن الحياة”، حسب قوله.

ويسعى القائمون على مشروع القانون إلى السماح للمصابين بمرض لا شفاء له أن يختاروا حرية اختيار مفارقة الحياة. لكن هذه المسالة تمثل منذ عقود نقطة خلاف حادة وتضارب آراء في فرنسا، حيث هناك من يؤيده لا سيما في صفوف اليساريين، في حين يعارضه البعض على غرار العائلات الفرنسية المحافظة وممثلي الديانة المسيحية.

تقول “لا غونتري” إن “هناك حاجة ماسة للمصادقة على قانون (الموت الرحيم) والسماح للفرنسيين باختيار سبيل مفارقة الحياة”.

وأضافت “جمعية الحق في الموت بكرامة التي تناضل من أجل هذا الحق منذ تأسيها في 1980 لا تزال تقوم بذلك على الرغم من مرور 40 سنة”، مشددة على أن قانون “كليس وليونيتي الذي تمت المصادقة عليه في 2016 لا يستجيب اليوم لمطالب الفرنسيين ويدفعهم للذهاب إلى مستشفيات في سويسرا وبلجيكا”.

وقانون “كليس وليونتي” يسمح للأطباء وقف تقديم العلاج للمرضى، عندما يتبين أنه “غير مناسب وليس ضروريا وهدفه الوحيد إبقاء المريض على قيد الحياة بشكل اصطناعي”.

ويتضمن نص القانون الذي تمت مناقشة في مجلس الشيوخ 10 مواد، أبرزها إدماج حق “الموت الرحيم” في قانون الصحة العامة ووضع إطار شرعي يسمح فعلا بمساعدة المرضى الذين يريدون اللجوء إلى هذا الاختيار، فضلا عن تعيين لجنة وطنية لمراقبة كل العمليات”.

بدوره، قال الأستاذ في الطب “جان لوي توران ” والنائب في حزب “الجمهورية إلى الأمام الحاكم خلال مناقشة القانون: “للأسف لا نحترم كثيرا الناس الذين يريدون الموت بشكل طبيعي. فهناك حوالي 4 آلاف شخص يموتون في فرنسا سنويا بعد اللجوء إلى تناول مهدئات، في حين لا يتمكن آخرون في مغادرة الحياة طوعا كما يريدون”.

يشار إلى أن العديد من الدول الأوروبية تناقش منذ سنوات مسألة “الموت الرحيم” كما هو الحال في إسبانيا، في حين أنه اصبح قانونيا في البرتغال منذ مطلع العام الجاري بعد سنوات من النقاش.

فيما هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وسويسرا يعد”الموت الرحيم” شرعيا منذ عدة سنوات وهناك مكاتب خاصة بهذا الشأن لتسهيل الأمر على الأشخاص الذين يريدون أن يضعوا حدا لحياتهم بسبب الألم من مرض مزمن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى