أخبار العرب في أوروبا- بروكسل
توقع خبراء اقتصاد أوروبيون أن يتسبب تدهور الوضع الصحي في تأخر التعافي الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، مع عودة أعداد الإصابات إلى الارتفاع وإقرار قيود في ظل بطء حملات التلقيح.
ووفقا للخبراء فإن الاتحاد مهدد بخسائر 123 مليار يورو خلال العام الجاري 2021. هذه التطورات السلبية طرحت أسئلة حول تعزيز خطة التعافي التي أقرها الاتحاد الأوروبي العام الماضي وتبلغ قيمتها 750 مليار يورو.
وكانت شركة تأمين القروض “أولر هيرمس” قد قدرت في فبراير /شباط الماضي، أن الاتحاد الأوروبي متأخر خمسة أسابيع في تحقيق هدفه تلقيح 70 % من سكانه بحلول نهاية العام.
لكن الشركة راجعت تقديرها قبل أيام، معتبرة أن التأخير بات سبعة أسابيع ويمكن أن يكلف الاتحاد الأوروبي خسائر تصل إلى 123 مليار يورو عام 2021.
وكان التوقعات بداية مارس/ آذار الجاري تشير إلى أن التعافي سينطلق صيفا مع تقدم حملة التلقيح بعد تعثرها في البداية.
في حين أبقى البنك المركزي الأوروبي خلال اجتماعه في 11 هذا الشهر على توقعاته “الثابتة إجمالا”، وقالت رئيسته كريستين لاغارد، إن المؤسسة تترقب “انتعاشا قويا في النشاط خلال الربع الثاني” من العام.
لكن الوضع اتخذ مذاك مسلكا قاتما. وعوض تخفيف القيود، دفعت الموجة الوبائية الثالثة الدول صاحبة أكبر اقتصادات في التكتكل ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا، إلى تبني قيود جديدة.
إضافة إلى ذلك، لا يزال تجاوز صعوبات التزود باللقاحات المضادة لكورونا مطمحا بعيد المنال، وهو ملف هيمن الخميس على نقاشات القمة الأوروبية.
في هذا السياق، تعد الخبيرة الاقتصادية في “مجموعة إي إن جي” شارلوت ديمونبلييه، أنه “إذا قارنا الوضع مع الولايات المتحدة، حيث التوقعات أكثر إيجابية، فمن الواضح أننا متخلفون بشكل كبير عن الانتعاش بسبب الموجة الثالثة”.
وفتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا النقاش في قمة بروكسل، بقوله، إن استجابة الاتحاد الأوروبي “كانت على مستوى التحدي”، إثر الموجة الوبائية الأولى في ربيع عام 2020، “لكن يجب بلا شك أن نعزز الاستجابة في أعقاب الموجتين الثانية والثالثة”.
ماكرون نفسه قارن سياسات التعافي بين بروكسل وواشنطن. وقال إن “قوة الرد الأمريكي والخطة التي أعلنها الرئيس بايدن والكونغرس قبل أيام تضعنا أمام مسؤولية تاريخية”، في إشارة إلى قرار ضخ 1900 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي.
حرب اللقاحات..
منذ أسبوعين تصاعدت حدة الخلافات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حول تسليم عقود لقاحات ضد فيروس كورونا، حيث شدد الاتحاد الأوروبي الأربعاء الماضي الضوابط على صادراته من اللقاحات بشكل أكبر، مما سمح بوقف الشحنات المتجهة إلى أي مكان تقريبا.
هذه الخطوة قابلها تحذيرات من لندن، أحد أكبر المتلقين لجرعات اللقاح التي ينتجها الاتحاد الأوروبي.
واتهمت باريس المملكة المتحدة اليوم السبت بـ”الابتزاز” بشأن كيفية تعاملها مع صادرات اللقاحات، وسط استمرار التوترات بشأن سلاسل التوريد، وفي وقت بات الوضع أشبه بـ” حرب اللقاحات” بين بروكسل ولندن.
اقرأ أيضا: بريطانيا.. إجراءات لجوء مشددة و تراجع حقوق من يدخل البلاد بشكل غير قانوني
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان الاتحاد الأوروبي قد “خدع” بإرساله ملايين الجرعات إلى بريطانيا، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، في حديث لراديو فرانس انفو: “نحن بحاجة لبناء علاقة تعاونية”. وأضاف: “لكن لا يمكننا التعامل بهذه الطريقة”.
وقال :”يجب على بروكسل عدم دفع ثمن سياسة التلقيح المتبعة في بريطانيا”، منتقداً تعاملها في قضية شراء الجرعات.
وسلمت الشركة الدوائية السويدية-البريطانية “أسترازينيكا” الاتحاد الأوروبي 30 مليوناً من أصل 120 مليون جرعة لقاحية كانت تعهدت تسليمها في الربع الأول من العام، وقالت رئيسة المفوضية الأوربية فون دير لايين إنه يتعيّن على أسترازينيكا “لحاق تأخرها قبل معاودة التصدير”.