أخبار العرب في أوروبا- متابعات
خلص تقرير أعده مكتب محاماة أمريكي بتكليف من الحكومة الرواندية ونشر أمس الاثنين، إلى أن فرنسا “تتحمل مسؤولية كبيرة” عن الإبادة الجماعية بحق إثنية التوتسي التي جرت في رواندا عام 1994.
التقرير ذكر بأن فرنسا كانت تعلم بالاستعداد لإبادة جماعية لكنها استمرت في تقديم “الدعم الراسخ” لنظام الرئيس الهوتو جوفينال هابياريمانا، الذي كان يحكم البلاد آنذاك.
وجاء في التقرير: “خلصنا إلى أن الدولة الفرنسية تتحمل مسؤولية كبيرة في جعل الإبادة الجماعية المتوقعة ممكنة” وخاصة بالنسبة لإثنية التوتسي.
التقرير المؤلف من 600 صفحة يرفض كذلك، فكرة أن باريس كانت “عمياء” عن الإبادة الجماعية التي كانت تتحضر، منوها بأن فرنسا كانت “مساعدا جوهريا في إنشاء المؤسسات التي أصبحت أدوات للإبادة الجماعية”.
وشدد على أنه “لم تكن أي دولة أجنبية أخرى على علم بالخطر الذي يمثله المتطرفون الروانديون مع دعم هؤلاء المتطرفين كان دور السلطة الفرنسية غريبًا. ومع ذلك، لم تعترف الدولة الفرنسية بعد بدورها ولم تقدم اعتذارًا بشكل رسمي”. كما اتهم مؤلفو التقرير فرنسا بعرقلة تحقيقهم عبر تجاهل طلباتهم للحصول على وثائق.
من جانبها، قالت الرئاسة الفرنسية إن التقرير الذي أصدرته رواندا حول دور باريس في مجازر الإبادة في حق التوتسي ، يفتحان “مجالا سياسيا جديدا لتصور مستقبل مشترك”.
كما رحبت فرنسا باستبعاد السلطات الرواندية ملاحقات قضائية على لسان وزير خارجيتها فينسان بيروتا في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية حسب ما أكد قصر الإليزيه.
اقرأ أيضا: مؤشر مراسلون بلاحدود يُخرج ألمانيا من قائمة الدول الرائدة في حرية الصحافة
ويأتي التقرير الأمريكي منسجما “نوعا ما” مع استنتاجات تقرير أعدته لجنة مؤرخين فرنسيين نهاية مارس/ آذار الماضي، وسلمته إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وخلص التقرير الفرنسي إلى أن لا شيء يثبت تواطؤ فرنسا في الإبادة لكنها تتحمل “مسؤولية كبرى وجسيمة” في المأساة لا سيما من خلال “تغاضيها عن الاستعداد” للإبادة الجماعية.
الجدير بالذكر أنه قتل خلال مئة يوم فقط من المذابح الجماعية في رواندا المستعمرة الفرنسية السابقة نحو 800 ألف شخص في عام 1994 على يد متطرفين من قبائل الهوتو الذين استهدفوا أفراد أقلية التوتسي بالإضافة إلى خصومهم السياسيين الذين لا ينتمون إلى أصولهم العرقية.
وينتمي نحو 85 %من الروانديين إلى إثنية الهوتو، غير أن أقلية التوتسي هيمنت على البلاد لفترة طويلة.