تقاريرثقافة وفنون
أخر الأخبار

بأختامها القضائية.. معرض استثنائي في اللوفر لآثار منهوبة من ليبيا وسوريا

 أخبار العرب في أوروبا- فرنسا

مجموعة من التماثيل والنقوش البارزة منهوبة من الشرق الأوسط، تشكل محور معرض استثنائي في باريس، في جناح التحف في متحف اللوفر الذي افتتح مؤخرا ويستمر لغاية الـ13 من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وتبرز الآثار التي تعرض بأختامها القضائية محور هذا المعرض غير المسبوق في المتحف الباريسي الأشهر في العالم، حيث يهدف إلى تسليط الضوء على الأضرار التي يتسبب بها تهريب القطع الثقافية، وفقا لإدارة المتحف.

وعُرضت على الجدار خلف هذه التماثيل النصفية التي ضبطت عام 2012 في مطار رواسي الباريسي صورة من الجو لمقبرة قورينا، إحدى أكبر المدن الأثرية في شمال إفريقيا.

ويُرجح أن التماثيل كانت تعلو آثار هذه المقابر في شرق ليبيا منذ أكثر من ألفي عام قبل أن يقتلعها من مكانها جشع المهربين.

أمين المتحف لودوفيك لوجييه قال في تصريح للإعلام الفرنسي أمس الثلاثاء، إن عرض مثل هذه القطع “سابقة” مهمة في فرنسا.

وكان قضاة التحقيق الذي يواصلون تحقيقاتهم للتوصل إلى كشف هوية الشبكات التي نهبت هذه القطع، أذنوا بعرضها بموجب قانون صدر عام 2016 بتعديل قانون الآثار.

ويهدف عرض هذه المسروقات إلى التحذير من التبعات السلبية للاتجار غير المشروع بالقطع الثقافية، وهي تجارة تدر نحو عشرة مليارات دولار سنوياً، وفقًا لليونسكو.

ويمكن لزوار المعرض مسح رموز الاستجابة السريعة المنتشرة على الجدران للاطلاع على مختلف “القوائم الحمراء”، كتلك التي أعدّها الانتربول أو المجلس الدولي للمتاحف وتضم جردة بالقطع أو فئات الآثار الأكثر استقطاباً للمهرّبين.

لكنّ تتبع تاريخ القطع الأثرية غالباً ما يكون أكثر صعوبة، كما تشهد على ذلك لوحتان رخاميتان تحملان نقوشاً بارزة معروضتان أيضاً في اللوفر.

وهاتان القطعتان اللتان نُقشت عليهما صلبان مسيحية وكروم متشابكة، يُحتمل أن يكون مصدرهما سوريا، لكنّ عمليات التهريب جعلتهما “صامتتين”، على قول لوجييه الذي لاحظ أن من المستحيل تحديد تاريخها أو سياقها الزمني بدقة.

اقرأ أيضا: إيطاليا تفوز بمسابقة الأغنية الأوروبية لـ 2021

وضُبطت هاتان القطعتان عام 2016 في مطار رواسي، بعدما كانتا سجلتا في لبنان على أنهما من مستلزمات “زينة الحدائق” ومرسلتان إلى تايلاند.

ويشكّل ذلك نموذجاً على مدى تعقيد حركة التهريب المعولمة التي يتولى جهازان في فرنسا ملاحقتها، هما الجمارك والمكتب المركزي لمكافحة تهريب القطع الثقافية.

في هذا السياق، تقول نائبة مدير الجمارك للشؤون القانونية ومكافحة الغش في فرنسا كورين كليوسترات إن “التحقيقات قد تطول” قبل إعادة البضائع إلى بلدها الأصلي، لأن هذه التحقيقات تستلزم “اللجوء إلى التعاون الدولي”، وغالباً ما تشمل “سلسلة من الوسطاء المتعددين”.

وبالإضافة إلى هذه الشبكات المنظمة، فقد تفاقمت حركة تهريب الآثار ايضاً بفعل جائحة كورونا التي تضرب العالم منذ أكثر من عام ونصف .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى