أخبار العرب في أوروبا- عواصم
بعد تصاعد حملات ترحيل المهاجرين التونسيين الواصلين إلى السواحل الإيطالية، يصرّ نواب من البرلمان التونسي على الاطلاع على فحوى الاتفاق التونسي الإيطالي بهذا الخصوص. ويأتي هذا وسط شكوك في إعطاء السلطات التونسية الضوء الأخضر لإيطاليا لعدم استقبالهم مستقبلا.
هذا الشكوك وفقا للبرلمانيين التونسيين جاءت بعد توقيع بلادهم لاتفاقات سرية بهذا الشأن، وكذلك بعد إعلان صريح من وزيرة الداخلية الإيطالية، لوتشانا لامورجيزي، عن حلول تقضي بالتعاون والمرونة الكبيرة التي توصّلت إليها بلادها مع تونس.
وكانت “لامورجيزي” أعلنت الخميس الماضي، أنّ إيطاليا قدمت للحكومة التونسية اتفاقية شراكة للتأثير في الظروف الاجتماعية والاقتصادية لبلد يمر حاليا بأزمة خطيرة بسبب الوباء.
الوزيرة أضافت في تصريح لوكالة “آكي” الإيطالية، إن:” تونس بلد آمن وعندما يصل مهاجرون تونسيون يتعين علينا إعادتهم”.
وسبق للوزيرة أن أعلنت في الـ 21 من مايو/ أيار الجاري عن إنشاء قناة تواصل مباشرة بين تونس وروما لتنسيق مكافحة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، بعد أن بلغ عدد المهاجرين الوافدين إلى جزيرة “لامبيدوزا” الإيطالية ذروته في وقت سابق هذا الشهر.
جاء ذلك خلال زيارة قامت بها كل من لامورجيزي ومفوضة الشؤون الداخلية الأوروبية إيلفا جوهانسون، إلى العاصمة تونس، حيث تم عرض تقديم مساعدة اقتصادية لتونس، مقابل جهود تونسية متزايدة لمنع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا.
وتؤكد لامورجيزي بعد اجتماع مع رئيس الحكومة التونسي هشام المشيشي، أن “إيطاليا حصلت على تأكيد على نية السلطات التونسية لإقامة خط تواصل مباشر بين بلدينا لتبادل المعلومات” بشأن الهجرة غير الشرعية.
لكن عضو البرلمان التونسي عن دائرة إيطاليا، مجدي الكرباعي، قال اليوم السبت في تصريحات صحافية، إنه بات من المؤكد أنّ السلطات التونسية “عقدت اتفاقا سريا مع إيطاليا بشأن ترحيل المهاجرين”، مضيفا بأن وزيرة الداخلية الإيطالية تحدثت عن خطة الترحيل، بناءً على اتفاقات موثقة بين الحكومتين تتكتم عليها السلطات التونسية.
اقرأ أيضا: رفض تمثيل هولندا.. عمر رقيق لاعب آرسنال رسميا ضمن صفوف المنتخب التونسي
ووفقا لـ” الكرباعي” فإن التكتم الرسمي على الاتفاقية وعدم عرضها على البرلمان من أجل الاطلاع عليها، “يكشف عن رغبة رسمية في التكتم عليها”.
وذكر بأن الاتفاقيات المتاحة تعود إلى عام 2003 مع تعمد إخفاء الاتفاقيات الحالية بعد زيارات متواترة لمسؤولين إيطاليين وأوروبيين لتونس.
وكانت صحيفة “لا ريبوبليكا “الإيطالية أفادت الأسبوع الماضي، نقلا عن المفوضة جوهانسون قولها، إن المفوضية الأوروبية على اتصال مع دول الاتحاد لوضع نظام لإعادة توزيع المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا مؤخرا.
وأضافت جوهانسون للصحيفة: “أنا على اتصال مع الحكومات لوضع شبكة من المعونة الطوعية لإعادة التوزيع طوعاً بما يساعد إيطاليا طوال شهور الصيف إلى حين إقرار إصلاحات الاتحاد الأوروبي”.
وشهدت السواحل الجنوبية لأوروبا لاسيما إيطاليا، تدفقات كبيرة من المهاجرين مؤخرا. والأسبوع الماضي، ذكرت وزيرة الداخلية الإيطالية “لامورجيزي” في جلسة استماع امام لجنة برلمانية حول إدارة ظاهرة الهجرة، إنه وصل إلى إيطاليا 13358 مهاجراً منذ بداية العام لغاية الـ19 مايو/ أيار الجاري.
