أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
أصدرت محكمة فرنسية أمس الأربعاء، حكما ضد 11 شخصا من بين 13 وجهت إليهم التهم بالتهديد والتحرش بمراهقة هاجمت الإسلام عبر منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي.
الحكم الصادر يعد الأول من نوعه في فرنسا التي أنشأت محكمة في باريس متخصصة بالجرائم التي تحدث في المجال الافتراضي، ومن ضمنها جرائم التحرش والتنمر والتمييز.
وكانت الفتاة قد اجبرت على تغيير مدرستها، كما دفع بالشرطة إلى تأمين الحماية لها بشكل دائم بعد هذه التهديدات، بحسب الادعاء.
وأنزلت أحكامٌ مختلفة بالسجن النافذ بحق المدانين الـ 11، تتراوح من أربعة إلى ستة أشهر، إضافة إلى غرامة مالية بلغت قيمتها 1.770 يورو على كل واحد بينهم.
المراهقة “ميلا” التي أسست قضيتها لأول محاكمة متعلقة بالتنمر عبر الإنترنت، قالت في شهادة سابقة أدلت بها الشهر الماضي إنها تشعر “كأن حكماً بالقتل صدر عليها”.
وبعد صدور الحكم نقل “ميلا” قولها إن “جميع الضحايا يجب أن ينضموا إلى الكفاح ضدّ الانتهاكات في العالم الافتراضي وإنه يجب منع المتحرشين من الدخول إلى شبكات التواصل الاجتماعي”، لكن الفتاة قالت إنها كانت تتوقع (حكماً) أخفَّ من ذلك.
وتؤكد على أنها ملحدة وعندما كانت في سنّ الـ 16 نشرت فيديوهات في منصات “إنستغرام” و”تيك توك” وانتقدت الإسلام بشدة والقرآن كذلك.
وحاليا بلغت الفتاة 18 عاماً وفي شهادتها أمام القضاء قالت “إنها لا تحب جميع الأديان، لا الدين الإسلامي وحده”، وفق قولها.
في السياق، يقول الادعاء إن محامي الفتاة الفرنسية ريشار مالكا تلقى نحو 100 ألف رسالة تهديد، بينها رسائل تهديد بالقتل والاغتصاب ورسائل كراهية، أو أخرى لها علاقة بتوجهاته الجنسية”.
القاضي المشرف على الجلسة ميشال همبير اعتبر أن شبكات التواصل الاجتماعي “هي الشارع”، مضيفا أنه “عندما تعبر في الشارع أنت لا تشتم الناس، ولا تهددهم، ولا تسخر منهم. ما لا تفعله في الشارع لا تفعله في شبكات التواصل”.
وكانت قضية “ميلا” قد أثارت جدلاً في الشارع الفرنسي، يشبه جدالات أخرى سابقة، حول حرية التعبير، وحرية انتقاد الأديان، واحترام ملايين المسلمين الذين يعيشون في البلاد. لكن المحكمة ركّزت على الشق المتعلق بالتنمر عبر الإنترنت.
اقرأ أيضا: بتهمة ممارسة العبودية .. فرنسا تفتح تحقيقا مع أمير سعودي
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن المتهمين من خلفيات وبيئات وأديان مختلفة في فرنسا، وكانوا هم الوحيدين الذين تمكنت أجهزة الدولة من تعقبهم، علماً أن كثيرين كتبوا تعليقات أو وجهوا رسائل لـ”ميلا”.
وندّد خوان برانكو، وهو محامي أحد المدعى عليهم، بالحكم القضائي محذراً من خطر “المحاكم الرمزية التي تلجأ إلى استخدام شخص من أجل توزيع رسالة على المجتمع كله”.
وقال برانكو إن موكله واسمه جوردان. ليس متطرفاً وهو شخص يحترم المعتقدات، ولكنه لا يحب الجوّ العام، حيث تخضع شريحة معينة من الفرنسيين لهجمات بشكل ممنهج”، مضيفا أن موكّله كان يعبّر عن “تمرّده ضدّ هذا الشيء تحديداً من دون إرسال رسائل مباشرة لميلا”.