أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
بعد اعتصام استمر عدة أيام لأكثر من 1200 مهاجر قبالة مقر محافظة العاصمة الفرنسية باريس، أعلنت السلطات الفرنسية عن تفكيك المخيم المؤقت ونقل المقيمين فيه إلى مراكز إيواء.
وكان المهاجرون قد نصبوا الأربعاء الماضي، مئات الخيم قبالة مبنى محافظة باريس الواقع في الدائرة (15) مطالبين بتسوية أوضاعهم وتأمين مساكن لائقة لهم ولعائلاتهم.
وبحسب منظمات إنسانية فرنسية، فإن بعض هؤلاء المهاجرين كانوا قد وصلوا إلى باريس قبل بضعة أشهر، وهم يبيتون من حينها في الشارع.
ورافقت العديد من المنظمات الإنسانية المهاجرين خلال اعتصامهم، وأكدت أنها ستستمر بدعم المهاجرين المشردين إلى أن تقوم الدولة بإيوائهم جميعا ضمن ظروف لائقة ومناسبة.
ومن بين هذه المنظمات”يوتوبيا 56″ التي تدافع عن حقوق المهاجرين، والتي أكدت أن كافة المهاجرين تم نقلهم إلى أماكن سكن مؤقتة يوم السبت الماضي.
وأوضحت: “تمكن 1204 من النساء والرجال والأطفال ممن كانوا في حديقة أنديه سيتروان من الوصول إلى أماكن إقامة مؤقتة قبل إحالتهم إلى حلول أكثر ديمومة. إنه نصر صغير”، وفق وصفها.
وكان المهاجرون قد نصبوا خيامهم في حديقة عامة قبالة مبنى محافظة باريس، في مشهد لم تعتده المنطقة وأثار جدلا بين مسؤولي السلطات المحلية حيال من يتحمل المسؤولية عن هؤلاء المهاجرين.
وتوزعت جنسيات المهاجرين على بلدان عدة، منها أفغانستان والصومال وإثيوبيا وإريتريا وروسيا وغيرها، ومن بينهم نساء وأطفال، اضطروا للمبيت في الشوارع لمدة من الزمن دون أن يكون لديهم حلول إقامة مناسبة.
اقرأ أيضا: سالومون: فرنسا تجتاز الموجة الرابعة لوباء كورونا بنجاح
المنظمات غير الحكومية كانت قد أصدرت بيانا صحفيا أكدت فيه أن من هؤلاء أشخاص قضوا أشهرا مشردين. كما أعلنت المنظمات أن أطفالا كانوا في عداد هؤلاء المهاجرين.
يشار إلى أن هذا النشاط العاشر من نوعه الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية الفرنسية، للضغط على الحكومة لتوفير مأوى للمهاجرين المشردين.
وفي بيان صادر عنها، قالت الجمعيات إنها تمكنت من إجبار السلطات على إيواء 3600 شخص منذ أن بدأت بهذه الإجراء قبل نحو عام ونصف.
وكان آخر احتجاج على هذا النحو في باريس قد تم نهاية يونيو/ حزيران الماضي، حيث أقام مئات المهاجرين من النساء والعائلات والشباب وغالبيتهم العظمى من إفريقيا جنوب الصحراء، نحو 200 مخيم أمام مبنى بلدية باريس.
وبعد مرور يوم اضطرت السلطات لنقل هؤلاء المهاجرين والبالغ عددها أكثر من 300 مهاجر إلى أماكن إقامة مؤقتة.
كذلك شهدت ساحة بلدية باريس حدثا مماثلا في أيلول/سبتمبر 2020، حيث نصب المهاجرون خيامهم ولم تمض سوى ساعات قليلة قبل أن تتدخل السلطات وتنقلتهم إلى مراكز إيواء.
وخلال الفترة الماضية، دأبت الشرطة الفرنسية على تفكيك مخيمات المهاجرين باستمرار. ووفقا لشرطة باريس فأنه يتم تأمين مأوى لمعظم سكان المخيمات العشوائية.
لكن الجمعيات الفرنسية الحقوقية ترى أن الحكومة تجلي المهاجرين من أماكن تجمعهم دون أن تؤمن لهم حلا حقيقيا.