أخبار العرب في أوروبا – عواصم
تصاعدت حدة اللهجة بين بريطانيا وفرنسا بعدما نقلت صحف بريطانية عن تهديد السلطات البريطانية بصد مراكب المهاجرين القادمة من فرنسا عبر بحر المانش، وهو ما اعتبرته باريس أنه تعمد إلى“الابتزاز”.
وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، أمس الخميس، في توتير: “لن تقبل فرنسا أي ممارسة تتعارض مع قانون البحار، ولا أي ابتزاز مالي”.
كلام الوزير الفرنسي جاء بعد أن أفادت وسائل إعلام بريطانية بأن حكومة المملكة المتحدة سمحت لمسؤولي قوات الحدود بإعادة قوارب المهاجرين عبر الحدود في القنال الإنكليزية.
القرار البريطاني جاء بعدما شهدت سواحل البلاد عمليات عبور قياسية لمهاجرين عبر بحر المانش بطريقة غير قانونية. لكن باريس تقول إن قانون الملاحة البحري الدولي، يُلزم على النحو المنصوص عليه في العديد من الاتفاقيات، بمساعدة الأشخاص المنكوبين في البحر.
وذكرت صحيفة “تايمز” البريطانية أن وزيرة الداخلية بريتي باتيل طلبت إعادة صياغة لتفسير بريطانيا للقانون البحري الدولي ما يسمح لشرطة الحدود بإرجاع مراكب.
وقالت باتيل، في حسابها عبر تويتر: “لقد أوضحت أن تحقيق النتائج ووقف العبور يمثلان أولوية مطلقة للشعب البريطاني”. لكن “دارمانان” حذر في رسالة وجهها لـ “باتيل” من أن اللجوء إلى إعادة اللاجئين قسرا في البحر “يمكن أن يكون له تأثير سلبي على تعاوننا”.
وشدد الوزير الفرنسي على أن حماية الحياة البشرية في البحار تتفوق على “اعتبارات تتعلق بالجنسية والوضع وسياسة الهجرة، في إطار الالتزام الصارم بالقانون البحري الدولي الذي ينظم عمليات البحث والإنقاذ في البحار”.
وسبق لباتيل أن هددت مطلع الأسبوع بحسب صحف بريطانية، بعدم دفع مبلغ يزيد عن 60 مليون يورو تم التعهد به لتمويل تعزيز انتشار قوى أمنية فرنسية على السواحل.
وذكرت “ذي تلغراف” أن هذه الاستراتيجية ( صد قوارب المهاجرين) التي حصلت على موافقة رئيس الوزراء بوريس جونسون، لن تستخدم إلا “في ظروف محدودة جدا” عندما يتعلق الأمر بسفن كبيرة وعندما يعتبر الوضع آمنا.
وقالت الحكومة البريطانية من دون أن تؤكد صراحة هذا المشروع إن خفر السواحل لديهم “مجموعة واسعة من التكتيكات” التي “تختبر خلال مناورات كثيرة في البحر”.
وتعمل يريطانيا لجعل عمليات العبور المحفوفة بالمخاطر غير عملية، ومنذ فترة طويلة تضغط على فرنسا لتكثيف جهودها لمنع تدفق قوارب المهاجرين التي تنطلق من سواحلها نحو بريطانيا.
اقرأ أيضا: لاتفيا تعلن إيقاف ألف لاجئ على الحدود مع بيلا روسيا
في وقت سجل فيه موجة جديدة من المهاجرين الذين يعبرون القنال الإنكليزية في الأيام الأخيرة في ظل الأحوال الجوية الجيدة.
والأحد الماضي وصل 158 مهاجرا إلى سواحل بريطانيا عبر عدة قوارب بعد عبور بحر المانش انطلاقا من سواحل فرنسا. وقالت الداخلية البريطانية إن هذه أول مجموعة تعبر إلى المملكة منذ بداية سبتمبر/أيلول الجاري، مشيرة إلى أن المهاجرين وصلوا على متن أربعة قوارب، بينهم أربعة أطفال ورضيع.
كذلك، وصل 828 مهاجرا على متن 30 قاربا خلال ساعات قليلة في 21 أغسطس/آب الماضي، في رقم قياسي جديد لعبور المهاجرين لبحر المانش نحو بريطانيا.
ورغم تشديد الرقابة البحرية وصعوبة عبور المضيق المائي، إلا أن محاولات عبور المانش وصولا إلى بريطانيا لم تتوقف.
يذكر أنه منذ بداية العام الجاري ولغاية نهاية يوليو/ تموز الماضي، سجلت السلطات البريطانية والفرنسية أكثر من 12 ألف حالة عبور لبحر المانش.