Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the all-in-one-seo-pack domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/arabeurope/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
قد تتفاقم في الشتاء.. أزمة طاقة في دول الاتحاد الأوروبي والخيارات محدودة - العرب في أوروبا
اقتصاد واعمالتقارير
أخر الأخبار

قد تتفاقم في الشتاء.. أزمة طاقة في دول الاتحاد الأوروبي والخيارات محدودة

 أخبار العرب في أوروبا – عواصم

مع ارتفاع فواتير الكهرباء بنسبة كبيرة، يبدو أن القارة الأوروبية في طريقها نحو أزمة طاقة قد تتفاقم خلال الشتاء المقبل، حيث تواجه دول التكتل، منذ عدة أشهر نقصاً حاداً في إنتاج الكهرباء، مع وجود خيارات محدود للخروج من هذه الأزمة التي بدأت تظهر بشكل أوضح مع قرب فصل الشتاء.

وارتفعت فواتير الكهرباء إلى الضعف في بعض دول الاتحاد الأوروبي، مقارنة بما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، كما ازداد سعر الكهرباء، الذي سجل بالفعل ارتفاعاً حاداً منذ شهور على خلفية أسعار الغاز العالمية، في العديد من البلدان مؤخراً، لا سيما في إسبانيا.

ووصلت أسعار الكهرباء في إسبانيا إلى أعلى مستوياتها خلال سبتمبر/ أيلول الجاري بحسب مؤشر بيانات جزيرة إيبيريا لسوق الكهرباء، “أو أم أي” المختص بنشر أسعار الكهرباء يومياً، والذي أوضح أن المواطن الإسباني بات في الشهر الحالي يدفع قيمة تزيد بنسبة 40% كفاتورة للكهرباء مقارنة بما كان يدفعه في نفس الشهر من العام الماضي.

ومنذ عدة أشهر تشهد المدن الإسبانية مظاهرات ضد شركات إنتاج الكهرباء، فيما دعا الحزب الشيوعي الإسباني في الخامس من الشهر الجاري إلى احتجاجات بجميع مدن إسبانيا، لكن التوقعات تشير إلى أن المعاناة من الكهرباء في دول أوروبا ستزداد خلال الشهور المقبلة مع دخول فصل الشتاء.

وبحسب تقارير أوروبية، فإن الغضب من فواتير الكهرباء قد يؤدي لخلق أزمات سياسية، وهو ما أشارت إليه قبل أيام المتحدثة باسم “اتحاد فقر الطاقة في إسبانيا”، ماريو كامبوزانو،  حيث لفتت إلى أن ارتفاع أسعار الكهرباء يثير الكثير من الغضب والسخط لدى المواطن الإسباني.

وتمثل كامبوزانو مجموعة ضغط مدنية تساعد محدودي الدخل في إسبانيا على تسديد فواتير الكهرباء. وأضافت أن هذا “الغضب سيحرك الشارع بقوة ضد الحكومة”.

 3 ملايين عامل أوروبي لن يتمكنوا من دفع فواتير التدفئة

يشعر المستهلكون بالفعل بتأثيرات هذه الأزمة، وقدر أشارت دراسة نشرها الاتحاد الأوروبي لنقابات العمال أمس الأربعاء، أن ما يقرب من 3 ملايين عامل أوروبي فقير “لن يكون بوسعهم” تسديد فواتير التدفئة في الخريف والشتاء.

وسبق أن طلبت مجموعة مؤلفة من 40 نائبا في البرلمان الأوروبي منتصف الشهر الجاري من المفوضية التحقيق مع شركة “غازبروم” الروسية العملاقة، متهمة إياها بخفض إمدادات الغاز عبر أوكرانيا لدفع ألمانيا إلى الموافقة على وضع خط أنابيب غاز “نورد ستريم 2” عبر بحر البلطيق بالخدمة بشكل أسرع، مما أدى إلى رفع الأسعار في أوروبا. ونفت الشركة الروسية أي تلاعب بالسوق.

وتقول مفوضة شؤون الطاقة بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون “المفوضية الأوروبية إنها تراقب عن كثب تطور ارتفاع أسعار الكهرباء” داخل دول التكتّل، وتناقش مع الدول الأعضاء “سبل” الحد منه. مشيرة إلى أهمية الالتفات إلى الإصلاحات طويلة الأجل مثل الاستثمارات في توفير الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة باعتبارها “الحل الرئيسي على المستوى الأوروبي”.

وأوضحت مفوضة الطاقة قبل الاجتماع المنعقد في سلوفينيا، الدولة التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي “سنناقش مع الوزراء سبل مواجهة هذا التحدي .. تراقب المفوضية الوضع عن كثب، وتناقش الوسائل المتوافرة لدينا” للحد من هذا الارتفاع. وأضافت سيمسون “في الوضع الحالي، أوروبا تحتاج إلى الاستثمار في الطاقات المتجددة، لأنها تقدم بالفعل بديلاً من اعتمادنا على استيراد الوقود الأحفوري”.

وأشارت كادري سيمسون إلى أنه لتخفيف التأثير على المستهلكين، قد تلجأ دول الاتحاد الأوروبي أيضًا إلى خططها الوطنية للتعافي والقدرة على الصمود التي تم وضعها استجابة لوباء فيروس كورونا.

وقالت “من خلال التمويل المتاح في إطار خطة التعافي الأوروبية البالغة 750 مليار يورو، ستكون دول الاتحاد الأوروبي قادرة على المشاركة في تمويل تلك “الاستثمارات الضرورية لجعل المنازل أكثر قدرة للوصول إلى استخدام الطاقة بحيث يمكن أن تنخفض تكاليف التدفئة بشكل كبير”.

يأتي هذا في وقت وصلت فيه أسعار الكربون إلى مستوى قياسي. وقالت كادري سيمسون يوم الجمعة الماضي إن “ارتفاع أسعار الكهرباء مدفوع بشكل أساسي بالطلب العالمي” على الطاقة، بما في ذلك أسعار الغاز التي ظلت ترتفع بشكل مطرد منذ يناير/ كانون الثاني الماضي” ، مضيفة بأن الحلول الأخرى تشمل أسواق كهرباء متكاملة بشكل أفضل عبر حدود الاتحاد الأوروبي واستثمارات في قطاع الطاقة.

 يشار إلى أن تكلفة الغاز الطبيعي تعد المحرك الرئيسي لارتفاع أسعار الطاقة، التي كانت أعلى بنحو الربع خلال شهر آب/أغسطس الماضي مقارنة بالعام الماضي.

أسباب أزمة الكهرباء

هناك عوامل عدة تساهم في أزمة الكهرباء التي تلوح في أفق القارة العجوز، أبرزها أن الشركات المزودة للكهرباء لم تتخل عن مصادر التوليد التقليدية من الفحم الحجري لسد النقص في الكهرباء الناتجة عن مصادر الطاقة المتجددة.

كذلك، تتخوف شركات الكهرباء من الغرامات الحكومية التي يفرضها قانون الطاقة الخضراء في حال استخدامها المصادر التقليدية، كما تواجه الشركات نقصاً في الوقود الأزرق الذي كانت تعتمد عليه في التوليد.

وتعتمد دول الاتحاد الأوروبي على الغاز الطبيعي والفحم في توليد الكهرباء، لكن يتوقع ارتفاع أسعار الفحم الحجري بنسبة 70%،  مع اعتماد ضريبة الكربون خلال العام الجاري، كما أن أسعار الغاز الطبيعي تضاعفت هي الأخرى.

لكن أبرز أسباب أزمة توليد الكهرباء في أوروبا تعود إلى الشتاء القاسي الذي ضرب القارة خلال العام الماضي واستمر حتى الشهور الأولى من العام الجاري، وهو ما أدى إلى ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي من مصادر الإنتاج المحلية وزيادة الاستيراد وقاد إلى السحب من المخزونات الاحتياطية لدول الاتحاد.

وعادة ما يتم ملء خزانات احتياطات الغاز الطبيعي بدول الاتحاد في فترة الصيف التي يقل فيها استخدام الغاز في التدفئة والتوليد الكهربائي والاحتفاظ بها لموسم الشتاء.

لكن ما حدث خلال صيف العام الجاري أن دول جنوب شرقي آسيا رفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات قياسية جعلت الموردين يحبذون تصدير شحناتهم من الغاز الطبيعي المسال إلى السوق الآسيوي بدلاً من السوق الأوروبي.

وبالتالي لم تصل إلى أوروبا كميات كافية من شحنات الغاز المسال التي كانت في العادة تصلها من الولايات المتحدة ودول المنطقة العربية في موسم الصيف، خاصة مع تعاقد الشركات الصينية على كميات ضخمة من الغاز المسال مع شركة الطاقة القطرية.

كما ساهم تراجع صادرات الغاز الطبيعي عبر الأنابيب التي تصل إلى أوروبا من روسيا، وسط تكهنات تفيد بأن ورسيا تضغط على أوروبا سياسياً عبر نفوذ الغاز الطبيعي وربما تكون لديها استراتيجيات لإضعاف الإجماع الأوروبي.

كذلك تراجعت صادرات الكهرباء من الدول الشمال الإسكندنافية إلى دول أوروبا بسبب الجفاف ما ساهم في تفاقم الأزمة بالقارة الأوروبية، وكانت تلك الكهرباء المولدة هيدروليكياً تسهم في خفض فاتورة الكهرباء في أوروبا، كما أنها في ذات الوقت رخيصة نسبياً مقارنة بأنواع التوليد الأخرى.

الدول الإسكندنافية وعلى رأسها النرويج والسويد كانت تنقل الكهرباء الفائضة منها عبر الكابلات إلى ألمانيا والدنمارك ومنها  إلى هولندا في موسم الصيف، لكن هذه الدول واجهت خلال الصيف الجاري انخفاضاً في منسوب المياه في البحيرات والشلالات الطبيعية المستخدمة في التوليد الكهربائي بسبب الجفاف الذي ضرب شمال القارة الأوروبية.

هناك سبب آخر لأزمة الكهرباء في أوروبا يكمن في ضعف حركة الرياح في منطقة شمال غربي أوروبا، وبالتالي لم تتمكن هذه الدول الكثيفة الصناعة من توليد سعات كافية من طاقة الكهرباء المولدة من الرياح مثلما كان عليه الحال من قبل، وهو ما رفع كمية السحب من الاحتياطات المخزونة من الغاز الطبيعي.

فالدول الكثيفة والصناعية لم تستطع حتى الآن توليد كميات كافية من الطاقة عبر الرياح مثلما كان يحدث من قبل، ومع ضعف دور الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء بالقارة العجوز باتت أزمة الكهرباء متفاقمة إلى حد بعيد.

وأفادت شركة “وود ماكينزي” للغاز الطبيعي في تقرير لها خاص بالربع الأول من العام الجاري بأن احتياطات الغاز الطبيعي في الخزانات الأوروبية تراجعت بسبب تدني درجة الحرارة الذي استمر حتى بداية شهر مايو/أيار الماضي، وهو ما أدى إلى زيادة السحب من المخزونات، وبالتالي انخفضت مخزونات الغاز الطبيعي بأوروبا بنسبة 25% من متوسط مستوياتها في خمس سنوات.

اقرأ أيضا: لمواجهة ارتفاع أسعار الغاز.. بريطانيا تعتزم دعم شركات الطاقة

وسبق أن وافق الاتحاد الأوروبي على خطة فرنسية بقيمة 30.5 مليار يورو في يونيو/حزيران للتشجيع على توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، معتبراً أنها “تتوافق مع قواعد مساعدات الدولة في الاتحاد الأوروبي”.

كذلك، أبلغت فرنسا عن مشروع دعم لمشغلي منشآت الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية من خلال الإعلان عن مناقصات.

وتقول المفوضية إن هذه المساعدة”متناسبة وتقتصر على الحد الأدنى الضروري”. وتعتبر المفوضية الأوروبية “أن الآثار الإيجابية لهذا الإجراء، وبخاصة على البيئة، تفوق الجوانب السلبية المحتملة فيما يتعلق بتشويه المنافسة.

أيضا من بين مصادر الطاقة المتجدّدة المطروحة لإتمام التحول في قطاع الطاقة، برز الهيدروجين، باعتباره من بين الخيارات الأنسب، حيث إنه “عنصر كيميائي حامل للطاقة وليس مصدراً لها وباستطاعته تخزين كمية هائلة من الطاقة”.

 كما يمكن استخدامه في خلايا الوقود لتوليد الكهرباء أوالطاقة والحرارة وهو وقود نظيف أي عندما يستهلك في خلية وقود لا ينتج إلا الماء والكهرباء والحرارة.

ووسط هذه الأزمة فإن هناك تساؤلات عن الاتجاه الذي ستسلكه الدول الأوروبية لمواجهة النقص في الطاقة، لكن تبقى الخيارات محدودة في هذا الشأن حيث قد تضطر هذه الدول لشراء الغاز المسال من الولايات المتحدة وقطر بأسعار تزيد عن الأسعار الأسيوية بكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى