تعطل الإمدادات تكبح إنتاج المصانع الألمانية.. وتوقعات بوقت أطول للتعافي الاقتصادي
أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
للشهر الرابع على التوالي تراجعت معنويات قطاع الأعمال الألماني في أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حيث أدى تعطل الإمدادات إلى كبح إنتاج المصانع في أكبر اقتصاد في أوروبا، وفقا لمسح أصدره معهد “إيفو” للبحوث الاقتصادية أمس الاثنين.
المعهد ذكر في تقريره أن مؤشره لمناخ الأعمال هبط إلى 97.7 من 98.9 المعدلة بالزيادة في سبتمبر/ أيلول، وذلك في أدنى قراءة للمؤشر منذ أبريل/نيسان الماضي، علما أن استطلاع أجرته وكالة “رويترز” لآراء المحللين قد توقع أن تكون القراءة في أكتوبر/تشرين 97.9.
من جهة ثانية، أعلن البنك المركزي الألماني أمس، أن الاقتصاد الألماني سيحقق في العام الحالي نموا أقل مما كان متوقعا له من قبل.
وجاء في تقرير البنك الخاص بشهر أكتوبر/ تشرين الأول أنه “من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الألماني في 2021 بوجه عام بمعدل أقل بشكل ملحوظ مما توقعه البنك في يونيو/حزيران الماضي”.
وسبق للبنك أن توقع في الصيف الماضي نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في ألمانيا 3.7 %، في العام الحالي.
ويؤكد المركزي الألماني أن تعافي الاقتصاد من تداعيات أزمة كورونا سيستغرق فترة أطول مما كان متوقعا له في الربيع الماضي، وقال “إن الناتج الاقتصادي سيخفق على الأرجح في الخريف أيضا في الوصول إلى مستوى ما قبل الأزمة الذي حققه في الربع الأخير للعام 2019″، وهو الربع الذي سبق جائحة فيروس كورونا.
وكانت مشكلات التوريد وندرة المواد قد عرقلت الانتعاش في ألمانيا كدولة مصدرة، وكتب خبراء البنك المركزي “من المتوقع أن ينمو مجمل النشاط الاقتصادي في الربع الحالي على نحو أضعف بصورة ملحوظة”.
كذلك، توقع البنك تراجع الزخم القوي في قطاع الخدمات بمقدار كبير، كما توقع استمرار معاناة قطاع الصناعات التحويلية من صعوبات التوريد.
وكان قطاع الضيافة في ألمانيا قد استفاد من تقليص قيود كورونا، وأوضح البنك أن “الاقتصاد الألماني واصل تعافيه في صيف 2021”.
ورأى الخبراء أن أزمات توريد المواد الخام والمنتجات الأولية التي أدت إلى عرقلة الإنتاج الصناعي حالت دون أن يحقق الاقتصاد الألماني نموا أقوى في الصيف الماضي.
يشار إلى أن الناتج الاقتصادي الألماني كان قد حقق نموا بنسبة 1.6 % في الربع الثاني من العام الحالي، وذلك بعد تراجعه بنسبة – 2 % في الربع الاول متأثرا بإغلاقات كورونا. ومن المنتظر أن يعلن المكتب الاتحادي للإحصاء، يوم الجمعة المقبل، الأرقام الأولية الخاصة بنتائج الربع الثالث.
إلى ذلك، قال معهد أيفو في تقرير أصدره اليوم الثلاثاء، إن التوقعات بشأن صادرات البلاد في أكتوبر/ تشرين الأول تراجعت لأدنى قيمة لها منذ فبراير/ شباط 2021، مؤكدا تأثر قطاع الصناعة بالمشكلات الخاصة في إمدادات المواد الخام.
الخبراء يتوقعون تباطؤ نمو اقتصاد ألمانيا هذا الشتاء
وقال المعهد إن توقعات التصدير انخفضت إلى 13 نقطة هذا الشهر من 20.5 نقطة في الشهر السابق، وتشمل الصناعات الأكثر تضررا المعدات الكهربائية والكيماويات وتصنيع السيارات، مضيفا أنه من المتوقع على الجانب الآخر أن تستقر الصادرات في مجالي الأغذية والأثاث دون تغيير.
وكانت معاهد اقتصادية ألمانية رائدة قد توقعت في تقرير مشترك أصدرته نهاية الأسبوع الماضي، تباطؤ الاقتصادي الألماني خلال الشتاء المقبل.
كما قدرت المعاهد الاقتصادية في تقريرها ، ارتفاع أسعار المستهلك بما معدله 3% في عام 2021، فيما سيتباطأ معدل الزيادة في 2022 مسجلا 2.5 %.
يشار إلى أنه في العام الماضي 2020 انخفض الناتج الاقتصادي الألماني 4.9 %، مقارنة بالعام السابق، متأثرا بتداعيات جائحة كورونا.