أخبار العرب في أوروبا – عواصم
انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، ما وصفها بتصرفات بريطانيا “غير الجدية” في ملف المهاجرين في معرض تعليقه على رسالة نشرها رئيس الوزراء البريطاني عبر تويتر يطلب فيها من فرنسا استعادة المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا، من سواحلها، داعيا لندن إلى “التعاون على نحو جاد” في التعامل مع هذا التحدي.
تصريح ماكرون جاء بعد نشرت الحكومة البريطانية رسالة بعث بها جونسون إلى ماكرون، انتقد فيها طريقة تعامل الحكومة الفرنسية مع تدفق المهاجرين عبر أراضيها إلى المملكة المتحدة، داعيا فرنسا إلى إعادة استقبال المهاجرين الذين نجحوا في عبور بحر المانش ووصلوا إلى بريطانيا.
وقال جونسون في رسالة إلى ماكرون نشرت على تويتر “أقترح أن نتوصّل إلى اتفاق إعادة قبول ثنائي، للسماح بعودة جميع المهاجرين غير النظاميين الذين يعبرون المانش”، مضيفا بالقول: “الاتّحاد الأوروبي أبرم اتفاقيات إعادة قبول مع دول مثل بيلاروسيا وروسيا الاتحادية”.
كما أعرب جونسون عن “الأمل في إمكانية إبرام مثل هذه الاتفاقية أيضا مع المملكة المتحدة قريبا”، مشددا على أن”هذا الإجراء سيكون له تأثير فوري وسيقلّل بشكل كبير -إن لم يكن سيوقف تماما- عمليات العبور، وينقذ الأرواح من خلال كسره بالكامل نموذج عمل العصابات الإجرامية” التي تهرّب هؤلاء المهاجرين.
وجاء الرد من ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في روما مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، في معرض تعليقه على هذه الرسالة،بالقول إن “أساليب لندن غير الجدية تستدعي الاستغراب”، مضيفا أنه “لا يجوز أن يجري التواصل بين مسؤول وآخر بخصوص مسائل كهذه عبر “تويتر” وعبر نشر رسائل”.
وأكد الرئيس الفرنسي على أن المهاجرين لا يرغبون في البقاء بفرنسا بل يسعون إلى الوصول إلى بريطانيا بأي ثمن، مضيفا: “الرد الحقيقي يجب أن يتمثل بالتعاون الجاد بغية القضاء على شبكات تهريب المهاجرين”.
اقرأ أيضا: رقم غير مسبوق .. وفاة 31 مهاجرا في المانش وماكرون يطلب اجتماعا أوروبا “طارئا”
على صعيد متصل، أعلن وزير داخلية فرنسا، جيرالد دارمانان في وقت سابق اليوم، إلغاء محادثات كان من المقرر أن يجريها الأحد القادم في مدينة كاليه الفرنسية مع نظيرته البريطانية، بريتي باتيل، احتجاجا على نشر مكتب جونسون رسالته إلى ماكرون.
وتأتي هذه الانتقادات بعدما تعرض قارب للغرق أمس الأول الأربعاء أثناء محاولة عشرات المهاجرين عبور المانش انطلاقا من سواحل كاليه في شمال فرنسا نحو السواحل البريطانية.
وتسبب هذا الحادث بوفاة 27 شخصا بعد تعديل حصيلة الضحايا التي وصلت إلى 31 ، قبل أن يتبين أن عدد الوفيات بلغ 27 شخصا، في أعلى حصيلة تشهدها القنال الإنلكيزية منذ ارتفاع عدد عمليات العبور عبر المانش في 2018.
يشار إلى أن أكثر من 25 ألف شخص دخلوا أراضي المملكة المتحدة بصورة غير نظامية، جاؤوا من الأراضي عبر المانش منذ بداية العام الجاري.
وقبل الحادث الأخير كانت حصيلة قتلى المهاجرين عبر المانش منذ مطلع العام الجاري، ثلاثة قتلى وأربعة مفقودين، وفي عام 2020، لقي 6 أشخاص مصرعهم وفقد 3 آخرون، في مقابل 4 قتلى في 2019.