اخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
من المنتظر أن يناقش البرلمان البريطاني خلال الأيام المقبلة مشروع قانون يهدف إلى تشديد الإجراءات المتخذة بحق المهاجرين الذين يعبرون المانش قادمين من فرنسا، وكذلك بحق المهربين الذين يساعدونهم.
ورغم قساوة القانون في نظر جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، إلا أن الحكومة البريطانية ترى أنه سيؤسس”نظام هجرة منصف لكن صارم” و”يقمع الهجرة غير القانونية والمجموعات الإجرامية التي تيسّر توافد المهاجرين”.
وتقول تقارير صحافية بريطانية إن مناقشة هذا القانون تأتي بعدما فاقم الوصول الكثيف للمهاجرين، الذين تضاعف عددهم ثلاث مرات في عام 2021، العلاقات المتوترة مع فرنسا التي تتهمها الحكومة البريطانية بعدم بذل ما يكفي من الجهود لمنع انطلاق الرحلات من أراضيها.
وأضافت بأن مشروع القانون المثير للجدل قدمته الحكومة لتشديد التدابير المتخذة بحق المهربين والمهاجرين الذين يعبرون المانش على حدّ سواء. وفي حال اعتماده، سيرحل طالبو اللجوء الذين يصلون إلى البلد بلا أوراق رسمية إلى “بلدان آمنة” عبروا فيها مسبقا.
وكانت حملة بريكسيت في 2016 التي وصل بوريس جونسون بفضلها إلى سدة رئاسة الوزراء تعد البريطانيين بـ “استعادة السيطرة” على حدودهم.
لكن عدد طالبي اللجوء المرحلين إلى الاتحاد الأوروبي تراجع، بعد استبعاد لندن من اتفاقات الإعادة المبرمة بين الدول الأعضاء، كما فاقم الوصول الكثيف للمهاجرين العلاقات المتوترة مع فرنسا التي تتهمها الحكومة البريطانية بعدم بذل ما يكفي من الجهود لمنع انطلاق الرحلات من أراضيها، بالرغم من الأموال المرسلة لهذا الغرض.
وهو “هدر كبير للأموال”، على حد قول المدير العام لمنظمة “ريفودجي أكشن” تيم ناور هيلتون الذي يلوم الحكومة على “سنوات من سوء الإدارة” ونظام “لا يرقى إلى المستوى المطلوب”.
ويشير هيلتون إلى أن “وزارة الداخلية تأخذ وقتا أطول من السابق للبت في طلبات” اللجوء وأن “هذا التأخير غير المقبول يؤدي إلى بقاء اللاجئين لفترة أطول ضمن نظام اللجوء ويصعّب إيجاد مساكن لهم”.
اقرأ أيضا: في غضون 3 أيام.. وصول نحو 1200 مهاجر إلى بريطانيا عبر المانش
وارتفع عدد طالبي اللجوء إلى بريطانيا بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين،من 2738 في كانون الأول/ديسمبر 2019 إلى 16794 في أيلول/سبتمبر 2021. كما تدهورت الظروف التي يعيشها أصحاب الطلبات وهم ينتظرون الرد النهائي.
وخلال الأسبوع الماضي وصل إلى سواحل بريطانيا قرابة 1200 مهاجر انطلاقا من سواحل مدينة كالية الفرنسية، بحسب ما ذكرت وزارة الداخلية البريطانية التي أكدت في بيان أن هذا العدد وصل إلى سواحل المملكة المتحدة في غضون 72 ساعة.
وتمكن نحو 28 ألف مهاجر من الوصول إلى بريطانيا منذ بداية هذا العام، مقارنة بـ 8,400 العام الماضي 2020 عبر بحر المانش، الذي يعد من أكثر طرق الهجرة خطرا في العالم.
بينما حاول أكثر من 20 ألف مهاجر عبور المانش منذ بداية العام الجاري وحتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بينهم قرابة 4 آلاف كانوا يعانون من صعوبات حين أنقذوا وأُعيدوا إلى السواحل الفرنسية.