أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
أفادت تقارير صحافية فرنسية أن مكتب المدعي العام في باريس فتح تحقيقا أوليا قبل عدة أيام يستهدف منظمة “أحموا مسيحيي الشرق” الفرنسية لصلتها بميليشيات سورية متهمة بارتكاب جرائم حرب.
موقع “ميديابارت” الفرنسي المتخصص بالتحقيقات الاستقصائية، ذكر الخميس الماضي أن مكتب المدعي العام في باريس فتح تحقيقا أوليا بحق منظمة “أحموا مسيحيي الشرق” الفرنسية، لضلوعها في جرائم حرب في سوريا.
المصدر أوضح أن التحقيق الذي يستهدف المنظمة التي تعرف باللغة الفرنسية بـ( SOS Chrétiens d’Orient) جاء بتهمة “التواطؤ في جرائم حرب”، وأوكل التحقيق إلى المكتب المركزي لمكافحة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.
يأتي فتح التحقيق بعد نشر تحقيق صحافي أجراه الموقع، الذي كشف في سبتمبر/ أيلول 2020، أن المنظمة غير الحكومية أقامت شراكات مع عدد من الميليشيات السورية الموالية لرأس النظام السوري”بشار الأسد” وضالعة بارتكاب جرائم حرب في سوريا.
وبحسب تحقيق “ميديابارت” فإن بعض الشركاء السوريين في المنظمة هم قادة على رأس “الميليشيات الموالية للشار الأسد”.
كذلك، اتُهمت المنظمة الفرنسية من قبل منظمات غير حكومية سورية، بالضلوع بنهب القرى وقصف المدنيين وتدريب الأطفال على القتال.
ونددت المنظمة الفرنسية بالاتهامات التي اعتبرتها “وهمية”، زاعمة أن هذه الميليشيات كانت راضية عن “الدفاع عن نفسها وعائلاتها ضد تنظيمي”داعش” و” القاعدة”.
وبحسب الموقع فإن المنظمة التي تقدم نفسها على أنها غير سياسية، متجذرة في اليمين المتطرف الفرنسي منذ إنشائها في عام 2013.
ويقول المصدر إن رئيسها” تشارلز دي ماير” هو المساعد البرلماني الحالي “لتييري مارياني” عضو البرلمان الأوروبي عن حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف “مارين لوبان” والمرشحة للرئاسة الفرنسية التي ستجري في أبريل/ نيسان المقبل. أيضا، يشارك بعض نشطاء الجمعية في حملة اليميني الأكثر تطرفا للرئاسة الفرنسية “إريك زمور”.
اقرأ أيضا: اليونان تحاكم سباحة سورية لإنقاذها 20 مهاجرا من الغرق
يشار إلى أنه بحسب تحقيق صحافي قام به موقع” نيولاينز” فإن اثنين من قادة “الميليشيات المسيحية” من أنصار بشار الأسد، هم “سيمون الوكيل” قائد إحدى الميليشيات في محردة، ومساعده “نابل العبد الله” قائد أيضا في السقيلبية-حماة، ينتميان إلى ميليشيات “قوات الدفاع الوطني”، وهي فرع من قوات النظام السوري وتشكلت بعد اندلاع الانتفاضة السورية ضد “الأسد”، تعد مسؤولة عن جرائم حرب بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية.
ومنظمة “أحموا مسيحيي الشرق” بفرنسا تأسست في تشرين الأول 2013، قبل وقت قصير من مهمتها الأولى، التي أُطلق عليها اسم “عيد الميلاد في سوريا”، وكان هدفها المعلن هو تقديم المساعدة للمسيحيين في الشرق الأوسط، وبدأت تتورط بشكل متزايد في أعمال العنف التي أعقبت “الربيع العربي”، وفقا لتقارير صحافية غربية.
كما جمعت المنظمة الفرنسية المسيحية، مئات آلاف اليورو، في شكل تبرعات منذ عام 2016 من فرنسا وغيرها من الدول لتنفيذ عمليات “إنسانية” بمساعدة عناصر ميليشيات الدفاع الوطني بسوريا، حيث يكون رجال الميليشيات، في نهاية العمليات المالية شديدة الغموض، هم المستفيدون المباشرون من التبرعات.
ولغاية الآن لا تزال تقيم المنظمة الفرنسية علاقات وثيقة مع هذه المليشيات، لا سيما في مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية في محافظة حماة وسط سوريا، ومديرها العام، بنيامين بلانشارد، الذي لا يزال يظهر بالصور بجانب سيمون الوكيل الذي تلقى لوحده 46 ألف يورو عبر المنظمة بحسب تحقيق لموقع “نيولاينز” الفرنسي.