أخبار العرب في أوروبا – اقتصاد
أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن توقيف إجراءات اعتماد خط الأنابيب الروسي- الألماني ” نورد ستريم 2″ حتى إشعار آخر، وذلك على خلفية النزاع المتصاعد بين روسيا والغرب.
ومشروع خط الأنابيب تم الانتهاء من بنائه، لكنه كان ينتظر المصادقة التنظيمية من السلطات الألمانية قبل بدء توريد الغاز من روسيا إلى ألمانيا.
وقال شولتس اليوم الثلاثاء، إنه لن يمضي قدما في التصديق على مشروع خط الغاز “نورد ستريم 2” مع روسيا في أعقاب اعترافها الرسمي مؤخرا بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وأوضح في مؤتمر صحفي مع نظيره الأيرلندي أنه طلب من الهيئة الألمانية الناظمة المسؤولة عن المشروع تعليق مراجعته، قائلا “إن هذه المسألة تبدو تقنية، لكنها خطوة إدارية ضرورية تمنع أي مصادقة على خط الأنابيب، والتي لا يمكن من دونها البدء في تشغيل نورد ستريم 2”.
كما أشار إلى أن عقوبات أخرى أيضا يمكن أن تعتمد في حال اتُّخذت إجراءات إضافية.
المستشار أضاف أن روسيا بالغت في أفعالها الأخيرة، وأنه لا يجب التصديق على مشروع خط الغاز بين ألمانيا وروسيا، واصفا اعتراف روسيا بمنطقتي “دونتسك” و”لوجانسك” بأنه خرق خطير للقانون الدولي.
وجاء إعلان شولتس بعدما تعرضت الحكومة الألمانية لضغوط أكثر من أي وقت مضى اليوم الثلاثاء لوقف مشروع خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2″، الذي كان مصمما لنقل الغاز الطبيعي الروسي مباشرة إلى أوروبا، وذلك بعد أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات بدخول أجزاء من شرق أوكرانيا.
اقرأ أيضا: ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا بعد قرارات الرئيس الروسي
وبحسب تقارير صحافية ألمانية فإن المستشار شولتس تعرض لضغوط شديدة من الحلفاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، للتعهد بأن خط الأنابيب لن يتم تشغيله في حال غزت روسيا أوكرانيا.
وسبق أن رفض شولتس التعهد بذلك صراحة، سواء خلال لقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن أو خلال زيارته مؤخرا لموسكو.
في المقابل، عبر الكرملين عن أسفه لتعليق ألمانيا المصادقة على تشغيل خط الغاز “نورد ستريم 2″، وقال “نأمل بأن يكون قرارا مؤقتا”.
ومع هذا القرار، حذرت السلطات الأمنية في ألمانيا من مخاطر اعتداءات “سيبرانية” قادمة من روسيا تستهدف البنى التحتية مثل الطاقة والمياه.
وتشير تقارير صحافية ألمانية إلى أن أجهزة البلاد في حالة ” تأهب قصوى” لمواجهة أي هجمات “سيبرانية” روسية.
ويمتدّ خط” نورد ستريم2″ القادر على نقل 55 مليار متر مكعب من الغاز في العام، على 1230 كيلومترا تحت مياه بحر البلطيق، وهو الطريق نفسه الذي يمتدّ عليه مشروع “نورد ستريم 1” الذي وضع في الخدمة في العام 2012.
جدير بالذكر أن ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الغاز، إذ يعد ثالث أكبر مصدر للطاقة، ويأتي نصفه من روسيا، وقد تتضرر من فرض العقوبات على روسيا، إلا أن شولتس أكد أن بلاده بدأت منذ وقت كبير في تقليل اعتمادها على الغاز.