أخبار العرب في أوروبا – اقتصاد
بعد الخسائر الفادحة المتراكمة منذ بداية الأسبوع وكانت ذروتها أمس الخميس مع اعلان الرئيس الروسي غزو أوكرانيا، انتعشت أسواق الأسهم العالمية اليوم الجمعة، في وقت بدأت فيه أسعار النفط تستقر بعد ارتفاعها الحاد أمس.
وتراجعت أسعار القمح في التعاملات الأوروبية غداة سعر قياسي عند الاقفال الخميس، فيما تعتبر روسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي القمح في العالم، ورغم هذا التراجع في الأسعار إلا أن أجواء السوق لا تزال غير واضحة ومرتبطة بتطورات الغزو الروسي لأوكرانيا. بينما واصلت أسعار الذرة ارتفاعها الكبير.
وسجلت البورصات الأوروبية تحسنا في بداية جلساتها اليوم بعدما بلغت خسائرها نحو 4 % في اليوم السابق. وارتفعت بورصات باريس 0,91 % ولندن 1,47 %وفرانكفورت 0,62 % وميلانو 0,30 %.
وجاء تحسن البورصات بدفع من وول ستريت التي فتحت الخميس على انخفاض حاد لكن مؤشراتها الثلاثة الكبرى أقفلت على ارتفاع بلغ 0,25 % لداو جونز وأكثر من 3 % لناسداك و1,50 % لـ”اس اند بي500″ الأوسع بنسبة 1,50 %.
وبدفع من وول ستريت أيضا سجلت البورصات الآسيوية في جلساتها الجمعة ارتفاعا.
أما أسعار المواد الأولية التي سجلت ارتفاعا كبيرا الخميس، فقد بقي عند المستويات نفسها. فقدارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم أبريل/ نيسان بنسبة بالمئة 0,09 إلى 99,17 دولارا. وفي نيويورك، خسر برميل غرب تكساس الوسيط تسليم نيسان/ابريل أيضا 0,22% واستقر على 92,61 دولارا.
وبلغ سعر الغاز في السوق الأوروبية الرئيسية، الهولندية “تي تي اف”، حوالى 113 يورو بعدما بلغ ذروته عند 143 يورو. لكنه يبقى مرتفعا أكثر من40% عن مستوياته العادية منذ ثلاثة أيام. وكذلك ارتفع سعر الذهب عن سعر الإغلاق الخميس، إلى 1917 دولارا للأونصة.
في هذا السياق، يقول الخبير في الاستثمار بمجموعة “ميرابو” جون بلاسار ” أن أسباب الانتعاش في المؤشرات، هي السعي عن صفقات جيدة” وكذلك الخطاب الذي يعتبر “معتدلا” للرئيس الأميركي جو بايدن.
لكن إيبك أوزكارديسكايا المحللة في مصرف “سويسكوت” ترى في ذلك “تقلبا كبيرا ناجما عن بيئة شديدة التوتر”. وقالت “من المستحيل تحديد اتجاه السوق في الدقائق الخمس المقبلة. الشيء الوحيد المؤكد هو عدم اليقين”.
وقال كارستن فريتش المحلل في مجموعة “كوميرتسبنك” إن “هجوم روسيا على أوكرانيا مستمر بلا توقف ومع ذلك هدأت أسعار الطاقة فجأة وبسرعة بعد ارتفاعها بشكل كبير” أمس الخميس.
وقال محللو مجموعة “أموندي” في مذكرة إن “الأسواق العالمية لم تتوقع سيناريو حرب وهي تتكيف الآن مع حجم هذا العمل العسكري”.
اقرأ أيضا: ألمانيا تعارض فصل روسيا عن نظام “سويفت” العالمي للبنوك
وتستهدف العقوبات الغربية بشكل أساسي قطاعي المال والتكنولوجيا الروسيين، لكنها تستثني المحروقات والحد من الوصول إلى شبكة سويفت بين المصارف.
يشار إلى أن روسيا وأوكرانيا دولتان أساسيتان لتوريد النفط والغاز والقمح ومواد خام أساسية أخرى. وقال محللو مجموعة “دويتشه بنك” إن “أسعار الطاقة ستواصل إبقاء المصارف المركزية متيقظة ولا يمكنها فعل أي شيء لمعالجة قضايا الإمداد بشكل مباشر” التي تغذي التضخم في الاقتصادات الغربية.