رغم الحرب الروسية وإغلاق الموانئ.. أوكرانيا بصدد تصدير الحبوب عبر السكك الحديدية
أخبار العرب في أوروبا – اقتصاد
في ظل الحرب الروسية ومع إغلاق موانئ البحر الأسود، تعمل أوكرانيا التي تعد المُصدر الثالث للقمح في العالم لتصدير الحبوب عبر السكك الحديدية إلى دول الجوار بهدف الحفاظ على صادراتها، وكذلك لـ”منع أزمة غذاء عالمية” كما تؤكد سلطات كييف.
وقالت هيئة السكك الحديدية الأوكرانية التي تديرها الدولة أمس الأحد :”إنها مستعدة لتنظيم الصادرات الزراعية عن طريق السكك الحديدية على نحو عاجل، بعد إغلاق موانئ البلاد المطلة على البحر الأسود بسبب التدخل العسكري الروسي”.
وأضافت الهيئة :”هذا الوضع يسبب مشكلات ليس لأوكرانيا فحسب، فحصة الحبوب الأوكرانية في السوق العالمية تقدر بنحو 11 %، وحصة زيت دوار الشمس تقدر بنحو 55%”، مشددة على أنه لـ” لمنع أزمة الغذاء العالمية والحفاظ على الصادرات الأوكرانية، فإن السكك الحديدية الأوكرانية مستعدة لتنظيم توصيل المنتجات الزراعية عن طريق السكك الحديدية”.
وأوضحت إنها “قد تنقل الحبوب إلى حدودها مع رومانيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا، حيث يمكن تسليم الحبوب إلى الموانئ والمراكز اللوجستية في الدول الأوروبية”، مضيفة أن :”السكك الحديدية يمكنها تسليم 150 عربة حبوب في اليوم إلى رومانيا، 45 إلى بولندا، و17 إلى المجر و60 إلى سلوفاكيا، مع تحميل كل عربة بما يصل إلى 70 طنا من الحبوب”.
في هذا السياق، تقول وزارة الزراعة “إن أوكرانيا صدرت 43 مليون طن من الحبوب المتنوعة في موسم 2021 – 2022 حتى 23 فبراير/ شباط”، أي قبل الغزو الروسي بيوم.
وتؤكد الوزارة أن أوكرانيا زادت إنتاجها من الحبوب 32 % في 2021 إلى 85.7 مليون طن.
وقالت أكبر دولة مصدرة لزيت دوار الشمس في العالم أيضا، إنها تستطيع تصدير أكثر من 60 مليون طن من الحبوب، منها 33 مليون طن من الذرة، و23 مليون طن من القمح في موسم 2021/22.
لكن الحكومة الأوكرانية قررت أمس الأحد، إلزام التجار بالحصول على تراخيص لتصدير سلع زراعية منها القمح والذرة وزيت دوار الشمس.
وينص القرار وفقا لوكالة”إنتر فاكس يوكرين” أن التجار سيحتاجون أيضا إلى تراخيص لتصدير الدواجن والبيض.
كما أوقفت أوكرانيا تصدير العديد من السلع الغذائية في مواجهة الحرب الروسية. وعلقت الحكومة صادرات الجاودار والشوفان والدخن والحنطة السوداء والملح والسكر واللحوم والماشية.
وتعد أوكرانيا إحدى الدول الرئيسة في الإنتاج والتصدير الزراعي على مستوى العالم، حيث صدرت على مر الأعوام الحبوب والزيوت النباتية وغيرها من المنتجات الغذائية عن طريق السفن.
ارتفاع قياسي في أسعار القمح
خلال الأيام الماضية سجلت أسعار القمح في ارتفاع قياسي وصل لـ 40%، في أعلى مستوى منذ بدء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وقيام الولايات المتحدة وأوروبا بفرض عقوبات شاملة على موسكو.
وقفرت أسعار العقود الآجلة للقمح إلى أقصى حد لها في بورصة شيكاغو أمس، حيث ارتفع سعر الأردب ( الأردب يساوي 150 كلغ) من 6.6 % إلى 12.09%.
وتشير التوقعات إلى أن أسعار القمح ستسجل مزيدا من الارتفاع، ما يزيد الضغوط على التضخم في أسعار المواد الغذائية، ويعمق معضلة محافظي البنوك المركزية بشأن مدى رفع أسعار الفائدة، في وقت تضر فيه الحرب والعقوبات النمو، وتلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي لفترة طويلة مقبلة.
يأتي هذا في وقت أدت فيه الحرب إلى إغلاق موانئ التصدير الرئيسة في أوكرانيا، وتعطيل الخدمات اللوجستية ووسائل النقل.
كما يهدد الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية زراعة المحاصيل خلال الأشهر المقبلة، فضلا عن توقيف تجارة القمح مع روسيا إلى حد كبير، حيث يجد المشترون صعوبة في التغلب على العقوبات الغربية التي فرضها الغرب على موسكو، ورفضهم دفع تكاليف مرتفعة مقابل عمليات التأمين والشحن.
وأوكرانيا تعتمد على تصدير القمح والذرة والشعير، لكن القمح يعتبر صاحب التأثير الأكبر على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.
وصدرت البلاد خلال العام 2020 نحو 18 مليون طن قمح من إجمالي 24 مليون طن كمية انتاج البلاد، وتضم قائمة عملائها الصين والاتحاد الأوروبي، لكن العالم النامي يشكل أهم مصدر لواردات القمح الأوكرانية.
وفي الآونة الأخيرة، توجه أكثر من 40% من شحنات القمح والذرة السنوية لأوكرانيا إلى منطقة الشرق الأوسط و إفريقيا.
وخلال العقد الأخير صعدت أوكرانيا إلى المراتب الأولى في صادرات الحبوب، حيث كانت تهدف هذا العام إلى احتلال المرتبة الثالثة في القمح والمرتبة الرابعة في الذرة، على الرغم من أن الصراع الأخير مع روسيا قد غرس الخوف في الأسواق بشأن ما إذا كانت جهود التصدير الأوكرانية يمكن أن تنجح.