أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
كشف الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون اليوم الخميس، عن برنامجه الانتخابي لفترة رئاسية ثانية، بهدف فرض مواضيعه على منافسيه خلال حملة صعبة طغت عليها الحرب في أوكرانيا.
وقدّم ماكرون برنامجه الانتخابي في مؤتمر صحافي، أكد فيه أنه في مواجهة “عودة المأساة”، إذ إن مشروعه يقوم على “3 قناعات فلسفية”: “عودة السيادة الشعبية”، و”الثقة في التقدم”، على الصعد التكنولوجية والعلمية و الاجتماعية، وأخيراً “الإنسانية”.
ويرى أن هذا يعني اتخاذ “خيارات تاريخية في بعض الأحيان”، سواء بالنسبة إلى فرنسا أو إلى لاتحاد الأوروبي.
وأمام حوالى 300 صحفي بما في ذلك حوالي 70 وسيلة إعلام أجنبية تمثل ما يقرب من 20 دولة، أوضح ماكرون ما يرغب في تحقيقه، في حال إعادة انتخابه، من حيث التعليم، والبيئة، والعمل، والقدرة على الشراء، والأمن أو المؤسسات.
وتعد ماكرون المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية، برفع سن التقاعد وخفض الضرائب وتخفيف قواعد سوق العمل إذا فاز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات ستجرى الشهر المقبل.
وتظهر استطلاعات الرأي أن من المرجح أن يفوز ماكرون في الجولة الأولى من الانتخابات في 10 أبريل /نيسان وأن يهزم أيضا أي منافس في جولة الإعادة في 24 أبريل/ نيسان مع إشادة الناخبين بجهوده الدبلوماسية قبل الحرب الأوكرانية وخلالها.
وقال ماكرون :“نحن عند مفترق طرق حيث يمكننا إحداث فرق حقيقي” مسلطا الضوء على الحرب الدائرة عند تخوم الاتحاد الأوروبي والتحدي العالمي لمواجهة تغير المناخ”.
ورغم أن برنامجه يؤيد تشجيع الأعمال التجارية، إلا أنه لا يخلو من المخاطر حيث تشعر الأسر الفرنسية بضغوط ارتفاع الأسعار، غير أن ماكرون قال إنه يريد قيادة عملية شاملة لإعادة تشكيل الاقتصاد.
وفي معرض إعلانه عن برنامجه الانتخابي بالتفصيل لأول مرة، قال ماكرون إنه سيرفع سن التقاعد من 62 إلى 65 عاما وسيخفض الضرائب بواقع 15 مليون يورو سنويا.
كذلك، سيجعل بعض الإعانات مشروطة بالعمل المجتمعي بنحو 15 إلى 20 ساعة أسبوعيا، وسينفذ إصلاحات في برنامج التأمين ضد البطالة لدفع الناس للعودة إلى سوق العمل. مضيفا بالقول “من الطبيعي تماما، خاصة عندما تفكر في حالة الخزانة العامة، أن نعمل أكثر”.
وقال إنه سيعمل لجعل فرنسا دولة أكثر اعتمادا على نفسها ولديها اكتفاء ذاتي سيكون هدفا رئيسا، من خلال مقترحات تنوعت بين ضخ “استثمارات ضخمة” لتحقيق الاستقلال الصناعي والزراعي لفرنسا والمضي قدما في بناء المزيد من المفاعلات النووية وتعزيز قوة الجيش.
وأشار إلى أنه يريد بناء ما وصفه “بميتافيرس أوروبي” لمنافسة كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية ولجعل القارة الأوروبية أكثر استقلالا في هذا المجال أيضا.
كما تعهد الرئيس البالغ من العمر 44 عاما والذي من المرجح أن يواجه خصما يمينيا متطرفا أو محافظا في جولة الإعادة أن يصبح أكثر صرامة فيما يتعلق بفرض القانون والنظام، بما يشمل نشر المزيد من عناصر الشرطة في الشوارع وتشديد الشروط المطلوبة أمام الراغبين في الإقامة لفترات طويلة وتسهيل عملية ترحيل الأشخاص الذين رُفضت طلبات لجوئهم.
إيمانويل ماكرون يريد كذلك “إصلاح شامل لتنظيم اللجوء وحق الإقامة”. ويتضمن اعتبار أنّ “رفض اللجوء سيجعل مغادرة الأراضي الفرنسية واجبا”. وبالتالي يعتزم ماكرون”التخفيف من وطأة الإجراءات” لوضع حد لـ”عدم كفاءة النظام”.
كذلك، أكد على مواصلة الاستثمارات الهادفة إلى تقليل الاستهلاك، من خلال استهداف التجديد الحراري لـ 700 ألف منزل سنويا. أضافة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري من خلال تطوير الطاقة النووية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومن خلال التدابير التحفيزية مثل إنشاء آلية تأجير السيارات الكهربائية “للأسر ذات الدخل المنخفض”.
اقرأ أيضا: في أوج الأزمة الأوكرانية.. ماكرون يعلن رسميا ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية
وتشير استطلاعات الرأي التي نشرت في الأسابيع القليلة الماضية إلى أن ماكرون سيحصل على 31 % تقريبا من الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات بعدما كانت 25 % في الشهر الماضي.
ومنذ أن أعلن ترشيحه في مطلع آذار/مارس الجاري، لم يعقد ماكرون سوى تجمع عام واحد مع فرنسيين، فيما يكثف خصومه التجمعات الانتخابية.
وكان ماكرون قد وصل إلى الرئاسة في فرنسا، كأصغر رئيس عرفته البلاد على الإطلاق، حيث صعد وزير الاقتصاد السابق في عهد الرئيس الاشتراكي السابق فرنسوا هولاند إلى القمة عام 2017 وهو في سن 39 عاما فقط مستخدما ببراعة صورته كسياسي لا ينتمي الى اليمين ولا الى اليسار مستفيدا من تفكك الأحزاب التقليدية.
وماكرون الذي يقدره أنصاره كثيرا، مكروه أيضا من قسم كبير من الشعب الفرنسي. ورغم أنه جاء من اليسار، إلا أنه يوصف كثيرا بانه “رئيس الأثرياء” والنخب المدنية وقد بدأ ولايته باجراءات لاقت تنديدا واسعا بشكل خاص وهي إلغاء الضريبة على الثروات وخفض المساعدات للاسكان.