أخبار العرب في أوروبا – بروكسل
في خضم أزمة عالمية كبرى ناجمة عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا وتصاعد الخلاف الحاد بين الغرب وموسكو، تتجه الأنظار اليوم الخميس، صوب العاصمة البلجيكية بروكسل، التي تستضيف 3 قمم خاصة بالأزمة الأوكرانية، فيما تشير تقارير غربية بأن رسالة القمم الثلاث ستكون واحدة وهي أن ” موسكو ستدفع الثمن” لغزوها أوكرانيا.
وستوجه الدول الغربية تحذيرا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن بلاده ستدفع تكاليف “مدمرة” لغزو أوكرانيا خلال اجتماعات القمم والتي تشكل كلا من حلف شمال الأطلسي”الناتو” ومجموعة السبع الكبار و الاتحاد الأوروبي حيث سيحضرها الرئيس الأميركي جو بايدن، و تعقد هذه القمم تزامنا مع مرور شهر على بدء الحرب الروسية
ومن المتوقع أن تبدأ مؤتمرات القمة المحموم الذي يهدف إلى الحفاظ على وحدة الغرب في مقر حلف “الناتو” في بروكسل حيث سيتفق زعماء الحلف على تكثيف القوات العسكرية في الجناح الشرقي لأوروبا.
ويرى مراقبون أن هذه القمم، لا سيما قمة “الناتو” المنعقدة على وقع تنامي صراعات النفوذ والمجالات الحيوية بين الكتلة الأطلسية الغربية وروسيا الآن وربما غدا مع الصين، تحتم بلورة خطط وسياسات لهذه المرحلة الجديدة من الصراع بين كتل وقوى دولية كبرى.
واستبق الأمين العام لحلف”الناتو” ينس ستولتنبرغ القمة، بالإعلان عن عزم الحلف تعزيز دفاعاته ضد روسيا في خاصرته الشرقية، مشيرا إلى أن التحالف العسكري المؤلف من 30 دولة، بصدد تغيير وضعيته الأمنية في أوروبا بشكل جذري في المستقبل، ردا على الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأضاف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيخاطب قادة الحلف الذين سيبحثون الدعم اللازم لمساعدة أوكرانيا في ممارسة حقها في الدفاع عن النفس.
وأوضح أن الناتو سيُناقش أيضا “تجديد دفاعاته على المدى البعيد في جانبه الشرقي”، وسيبدأ بالموافقة على عمليات جديدة لنشر جنود في رومانيا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا.
وشدد بالقول إن “أي استخدام للأسلحة الكيميائية قد يُغيّر طبيعة النزاع جذريا”، وأضاف “سيكون ذلك انتهاكا صارخا للقانون الدولي وستكون له عواقب واسعة النطاق وخطيرة”.
ووفقا للبيت الأبيض، تهدف اجتماعات الخميس إلى تعزيز العقوبات التي فُرضت على موسكو لتجنب محاولات التفافها عليها، وتعزيز موقع “الناتو” في أوروبا الشرقية على المدى البعيد.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أمس الأربعاء، وهو على متن الطائرة الرئاسية التي كان يرافق فيها الرئيس جو بايدن إلى أوروبا، “ما نودّ سماعه هو أن هذا الحزم المشترك الذي شهدناه في الشهر الماضي سيستمر مهما لزم الأمر”.
ومن المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة اليوم الخميس “مجموعة من العقوبات تشمل في الوقت نفسه شخصيات سياسية” و”متمولين” من روسيا، وفق ما صرّح سوليفان.
وخوفا من احتمالات أن تصعد روسيا الحرب مع جارتها بعد صراع طاحن بدأ قبل شهر، ستوافق الدول الثلاثون الأعضاء في الحلف أيضا على إرسال معدات لكييف للدفاع عن نفسها ضد أي هجمات بيولوجية وكيماوية ونووية.
اقرأ أيضا: الناتو: خسائر روسيا البشرية في أوكرانيا تقدر بين 7 آلاف و15 ألفا
وسيتم التأكيد على الرغبة الثابتة في معاقبة موسكو من خلال فرض عقوبات هائلة عليها خلال اجتماع طارئ لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة أسفر الغزو الروسي لأوكرانيا عن مقتل الآلاف وتسبب في نزوح ما يقرب من ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة بينهم أكثر من 3.6 مليون فروا خارج البلاد.
