أخبار العرب في أوروبا – السويد
حذر العديد من الخبراء من حدوث مخاطر في السويد بعدم الحصول على ما يكفي من الغذاء والطاقة والسلع الحيوية الأخرى، في حال نشوب الحروب والصراعات
وذكرت صحيفة “داغينز نيهيتر” السويدية في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، بأن الحديث عن هذا الموضوع يأتي مع زيادة التوترات الأمنية في أوروبا، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، إضافة للمخاوف من تبعات انضمام السويد وفنلندا لعضوية حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وبحسب خبراء تحدثت معهم الصحيفة فإنه يجب على الدفاع المدني، من بين أمور أخرى، تأمين الوظائف المجتمعية المهمة والتأكد من دخول السلع الضرورية مثل الطاقة والغذاء والأدوية ومدخلات الصناعة إلى البلاد، ومن هنا يبرز دور قطاع الشحن البحري.
وقالت الصحيفة إن هذه التحذيرات من قبل الخبراء تتفق معها “هيئة الطوارئ وحماية المجتمع”، والسبب هو قلة عدد السفن التي ترفع العلم السويدي وقلة عدد البحارة السويديين.
وأوضحت أنه من بين حوالي 400 سفينة تابعة للبحرية التجارية السويدية، هناك حوالي 100 سفينة فقط ترفع العلم السويدي، وهي السفن الوحيدة التي قد تتولى الدولة، زمام الأمور فيها.
وذكرت الصحيفة نقلا عن الخبراء قولهم إنه في حالة اندلاع حرب وزيادة الاستعداد للطوارئ، فمن غير الواضح بالضبط عدد البحارة الموجودين في هذا القطاع بالسويد، لكن يقدر بحوالي 10 آلاف.
في هذا السياق، أكد “كارل كارلسون” مدير السلامة في الاتحاد الصناعي للملاحة السويدية للصحيفة :“إن إعادة بناء الاحتياجات البحرية لحالة لدفاع الكلي يمر الآن بمرحلة حاسمة”. علما أنه في السويد يعمل الجيش والدفاع المدني معا في حال حدوث حرب.
ويعتمد اقتصاد السويد على صادراته المتجهة إلى الخارج، لكن في زمن العولمة، تزداد أهمية الواردات من الخارج كذلك، وفق ما يؤكده الخبراء
و حاليا يتم نقل كل شيئ تقريبا في السويد( حوالي 90% ) من سلع التصدير والاستيراد السويدية، عن طريق البحر، وفقا لإدارة البحرية السويدية، وهذا ما يجعل الشحن البحري، أهم وسيلة نقل للتجارة الخارجية.
من جانب آخر، يعقد وفدان من السويد وفنلندا محادثات في أنقرة، اليوم الأربعاء، مع مسؤولين أتراك بارزين في محاولة للتغلب على اعتراضات تركيا على مساعي الدولتين للانضمام إلى حلف “الناتو”.
وقدمت السويد وفنلندا طلبين مكتوبين للانضمام إلى الحلف الأسبوع الماضي، في خطوة تمثل أحد أكبر التداعيات الجيوسياسية للحرب الروسية في أوكرانيا، والتي قد تعيد كتابة الخريطة الأمنية لأوروبا.
ومنذ اللحظة الأولى لإعلان السويد وفنلندا عزمهما الانضمام للحلف، كان تهديد موسكو شديد الصرامة، بأن ذلك سيؤجج التوتر العسكري في أوروبا.
وكانت الخارجية الروسية قد شددت على أنه يتعين على الغرب “ألا تكون لديه أي أوهام” عن أن موسكو قد تغض الطرف ببساطة عن توسع الناتو في منطقة شمال أوروبا ليشمل السويد وفنلندا.
اقرأ أيضا: الحكومة السويدية تدعو إلى عدم إنجاب أطفال أكثر من قدرة الشخص على الإعالة
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن”المستوى العام للتوتر العسكري سيرتفع، كما أن القدرة على التوقع في مثل تلك الأجواء ستقل. من المؤسف أن المنطق السليم يتم التضحية به مقابل افتراضات وهمية عما يجب فعله في هذا الموقف الآخذ في التكشف”.
ودفعت العملية العسكرية التي شنتها روسيا في أوكرانيا منذ ثلاثة أشهر، إلى تغيير تاريخي في موقف السويد وفنلندا بشأن الانضمام لحلف “الناتو”، بعدما بقيت ستوكهولم محايدة منذ نحو قرنين، وكذلك هلسنكي التي اتخذت موقف الحياد منذ الحرب الباردة.