بمشاركة 50 ألف موظف.. بريطانيا تستعد لأكبر إضراب في قطاع النقل منذ 33 عاما
أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
تستعدّ بريطانيا لأكبر إضراب للقطارات منذ أكثر من ثلاثين عاما بين 21 و25 يونيو/ حزيران الجاري، إذ تطالب نقابات العاملين في القطاع بتحسين الأجور وظروف العمل. ومن المتوقع أن يشارك في الإضراب أكثر من 50 ألف موظف في مرافق السكك الحديدية.
وأعلنت النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل (RMT)، أمس الأربعاء، عن تنفيذ إضراب عن العمل أيام 21 و23 و25 يونيو/حزيران الجاري، بعد يوم إضراب في مترو لندن هذا الأسبوع أعاق بشكل كبير حركة النقل في العاصمة.
وحاليا يحبس سكان بريطانيا أنفاسهم، مع اقتراب موعد “الإضراب الأضخم منذ 1989” في قطاع سكك الحديد حين تمّت خصخصته، آنذاك.
ومن المحتمل أن تعرقل الحركات الاحتجاجية للنقابات المعنية عدة نشاطات رياضية وثقافية واسعة النطاق، مثل مهرجان الموسيقى في غلاستونبوري.
كما تتوقع السلطات أن يواجه الآلاف من الأشخاص فوضى السفر والتنقل في حال تم تنفيذ الإضراب.
وأدى نزاع عمال سكك الحديد والأنفاق في بريطانيا مع الشركات المشغلة للقطارات والحكومة، حول تجميد رواتب الموظفين لعدة سنوات والتخطيط لإلغاء آلاف الوظائف، إلى إعلان هذه الإضراب الضخم، بما في ذلك العاملون في شبكة السكك الحديدية و13 مشغل قطار.
وبالتزامن مع الإضراب، من المقرر أن يعتصم 10 آلاف عامل آخر بمترو الأنفاق في لندن، في 21 يونيو/ حزيران. وهو ما سيؤدي إلى إغلاق الشبكة بشكل كامل تقريبا، فيما من المتوقع أن يكون أكبر إضراب على السكك الحديدية خلال جيل كامل.
وتقول تقارير صحافية بريطانية، إن الإضراب قد يؤثر على قطاعات أخرى، حيث تتعاظم المخاوف من حيث تأثيراته على الشحن عبر السكك الحديدية، مما سيؤدي إلى فراغ على رفوف السوبر ماركت ونقص في توفير البنزين، إذ يشارك في الإضراب موظفو الإشارات وعمال الصيانة أيضا.
في هذا السياق، طالب نواب عن حزب المحافظين، في تصريحات لوسائل إعلام بريطانية، بأنه يتعين على الوزراء تمرير قانون وعدوا به في بيان المحافظين، للحد من تداعيات إضرابات السكك الحديدية التي تهدد بشلّ الشبكة هذا الشهر.
وكان الحزب قد تعهّد في عام 2019 بإدخال شرط الحد الأدنى من الخدمة أثناء الإضرابات، الذي من شأنه أن يوقف الإضرابات المخطط لها هذا الشهر.
في المقابل، حذر مكتب رئيس الوزراء البريطاني في بيان، من أن الإضراب سيلحق ضررا بالركاب ويسبب اضطرابات. وقال إنه مصمم على جعل السكك الحديدية أكثر كفاءة.
من جانبه، شدد الأمين العام للاتحاد الوطني للسكك الحديدية والبحرية والنقل “ميك لينش” في بيان نشره موقع الاتحاد: “واجه عمال السكك الحديدية سلوكيات مروعة، وعلى الرغم من جهودنا القصوى خلال المفاوضات مع السلطات، فشلت صناعة السكك الحديدية بدعم من الحكومة في أخذ مخاوفهم على محمل الجد”.
لكن بحسب وزارة النقل، فإن متوسط راتب عامل السكك الحديدية يبلغ 44 ألف جنيه إسترليني سنويا. وهو أكثر من متوسط الأجر للعاملين الآخرين في القطاع العام، مثل الممرضات (31 ألف جنيه)، والمعلمين (37 ألف جنيه)، والعاملين في مجال الرعاية (17 ألف جنيه).
اقرأ أيضا: تقرير: بريطانيا على وشك الدخول في ركود اقتصادي والأسوأ لم يأت بعد
مع ذلك، قال لينش لقناة “بي بي سي”، الجمعة، إن شركات السكك الحديدية “يمكنها بسهولة تحمل زيادة في رواتب عمالنا، وهذا يعني فقط أن عليهم تقليص أرباحهم”.
وأضاف: “إنهم يسرقون الركاب، إنهم يمزقون دافعي الضرائب. الحكومة بحاجة إلى تمويل السكك الحديدية بشكل صحيح، ونحتاج إلى أن تتخلى الشركات عن بعض أرباحها لمنح أعضائنا زيادة في الأجور”.