أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
في أكبر تحرك تشهده بريطانيا منذ 30 عاما، بدأ عمال السكك الحديدية صباح اليوم الثلاثاء، إضرابا يستمر لمدة ثلاثة أيام، وذلك للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل.
وأضطرت سلطات النقل في العاصمة لندن لإغلاق خط من اثنين والغاء أربعة من أصل خمسة قطارات.
وحذرت هيئة النقل في لندن من أن الإضراب سيستمر يومي الخميس والسبت، لكن تأثيره سيظل قائما كل يوم حتى الأحد.
ويتزامن هذا الإضراب مع أحداث كبرى مرتقبة في البلاد، لا سيما مهرجان الموسيقى في غلاستونبوري والامتحانات الرسمية.
ويأتي هذا الإضراب مع خروج عشرات الآلاف من العاملين بسبب خلاف حول الأجور والوظائف، مما قد يمهد الطريق لإضرابات واسعة النطاق في مجال الصناعة بأنحاء البلاد.
بالإضافة إلى تدني الأجور، نددت النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل (RMT) بتدهور ظروف العمل و “آلاف التسريحات” التي تعتزم الشركة المشغلة لمعظم السكك الحديدية في بريطانيا القيام به.
ومنذ فجر اليوم احتشد أكثر 40 ألفا من عمال السكك الحديدية، الذين يعتزمون الإضراب، عند حواجز أقاموها، مما أصاب شبكة السكك الحديدية بالشلل وترك المحطات الرئيسية خالية من الرواد.
واستقبلت محطة “كينغز كروس” في لندن عددا قليلا من الركاب صباح اليوم، بدلا من الحشود المعتادة في ساعة الذروة.
في غضون ذلك، بات مترو أنفاق لندن مغلقا في أغلبه، بسبب إضراب منفصل، وذلك بعد تنظيم عمال المترو إضرابا لمدة 24 ساعة، مع تعليق جميع خطوط الأنفاق كليا أو جزئيا.
وصدرت توصيات لسكان لندن بتجنب التنقل قدر الإمكان حتى منتصف صباح يوم غد الأربعاء على خلفية إضراب مترو الأنفاق، وهو الرابع من نوعه منذ بداية العام الجاري.
وبعد فشل المفاوضات أمس، تمسك الطرفان بمواقفهما الثلاثاء. وتحدث وزير النقل غرانت شابس في تصريح متلفز عن إضراب “عديم الفائدة”، وقال “سيتعين علينا إجراء هذه الإصلاحات مهما حدث”.
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يتعرض لضغوط من أجل عمل المزيد للأسر التي تواجه أصعب الظروف الاقتصادية منذ عقود، أن “الإضرابات ستضر بالأعمال التي تحاول التعافي من جائحة كورونا”.
لكن نقابة العمال تقول إن إضرابات عمال السكك الحديدية ربما تشكل بداية “صيف السخط”، حين يتحرك مدرسون وعاملون في المجالين الطبي والتخلص من النفايات و محامون لتنظيم إضرابات مع اقتراب وصول التضخم إلى 10% بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.
اقرأ أيضا: لرصد تحركاتهم.. بريطانيا تضع طالبي اللجوء تحت المراقبة الإلكترونية
وقال الأمين العام لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل مايك لينتش:”العمال البريطانيون بحاجة لزيادة في الأجور. يحتاجون أمانا وظيفيا وظروفا مواتية واتفاقا شاملا بوجه عام”.
ويوجه نواب المعارضة انتقادا للحكومة بسبب رفضها الاشتراك في المحادثات، لتسوية الخلاف بين الشركة المشغلة لسكك الحديدية ونقابة العمال.
وكانت النقابة أكدت مطلع يونيو/ حزيران الجاري أن أكثر من 50 ألف موظف في السكك الحديدية سيُضربون عن العمل، وذلك في أكبر نزاع في القطاع منذ 1989 حين تمّت خصخصته، مطالبة بزيادة الأجور بما يتماشى مع التضخم المتسارع.