أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا
تتعرض ألمانيا لأسوأ موجة جفاق منذ العام 1766 ( أي منذ 256 عاما) وفق ما يؤكده خبراء البيئة والمناخ، حيث تواجه البلاد منذ العام 2018 موجة جفاف تتصاعد وتيرتها باستمرار مع تناقص معدلات الأمطار في مناطق واسعة من ألمانيا.
يقول الخبراء وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية أمس الخميس، إنه في مناطق كثيرة من البلاد جفت تربة الغابات الأمر الذي فاقم من مخاطر نشوب الحرائق.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، اندلع حريقان كبيران في براندنبورغ، وتطلب أحدهما إخلاء قرية من سكانها.
ونقل موقع صحيفة “بيلد” الألمانية عن الدكتور “أندرياس ماركس”، قوله، إنه “ستكون هناك انتكاسات للزراعة إذا لم تكن النباتات قد بدأت بالفعل في إنتاج الثمار في الوقت المناسب”.
وأضاف الخبير البيئي: “إذا كان لا يزال هناك هطول للأمطار، فلا يزال بإمكان النباتات النمو والإثمار ومنحنا بذورا جديدة وهو ما لن نعرفه إلا بانتهاء الموسم الزراعي بسلام”.
وأكد بالقول للصحيفة: “واجهنا المخاوف نفسها العام الماضي حيث بدأ موسم الزراعة وسط أجواء جافة للغاية في الربيع، ولكن بعد ذلك استمر هطول الأمطار في الصيف”.
ووفقا للدكتور ماركس “فإن الوضع سيء في ولايات براندنبورغ وساكسونيا وساكسونيا السفلى”، وأوضح في هذا الصدد: “تزداد التربة جفافا كل 50 عاما”.
وذكر أن “موجة الجفاف المتصاعدة بدأت في يونيو/حزيران 2018، ولم ترتفع مستويات الأمطار مجددا حتى يومنا هذا، ما جعل التربة تعاني من جفاف شديد للغاية لتصبح هذه هي السنة الرابعة للجفاف”، مشددا بالقول إن “ما يحدث اليوم هو نتاج لتغير المناخ”.
في هذا السياق، يؤكد علماء البيئة والمناخ في ألمانيا أنه من الضروري للغاية احتواء أعلى مترين من التربة على نسب مقبولة من المياه قبل أن تتسرب إلى المياه الجوفية.
لكن المشكلة وفق ما أفادت الصحيفة، تكمن في أن معدلات تجدد المياه في ألمانيا تنخفض باستمرار، وهو أحد الأسباب التي تجعل، على سبيل المثال، آبار إطفاء الحرائق في براندنبورغ اليوم، تقع على عمق يتراوح بين 30 إلى 40 مترا، فيما كان يكفي في السابق الحفر لمسافة ما بين 10 إلى 20 مترا كحد أقصى للوصول إلى المياه الجوفية واستخدامها في عمليات الإطفاء.
ألمانيا لم تكن جافة بهذا الشكل منذ عام 1766
يوضح خبير البيئة في مركز “هيلمهولتز” للصحيفة قائلا: “يُعد الجفاف حدثا متطرفا في ألمانيا.. فمن المؤكد أن البلاد لم تكن جافة بهذا الشكل منذ عام 1766 وحتى ربع الألفية الحالية.. هذا ما أثبتته الدراسات التي أعادت بناء المناخ في ألمانيا.”
وفي الوقت الذي تعاني فيه أجزاء كبيرة من ألمانيا من الجفاف، إلا أن الدكتور “ماركس” لا يتوقع أن تظل الأمور على ما هي الآن.
وذكر في هذا السياق:”المشكلة فقط أننا لسنا معتادين على هذا النمط من المناخ لأننا نفتقر إلى الإحساس بأن الجفاف يتصاعد ببطء، لكنه سيبقى لعدة أشهر أو سنوات، ثم تعود الأمور إلى التحسن”.
وأضاف “لا نتوقع حدوث تغييرات كبيرة حتى منتصف القرن. لكن إذا استمر هذا الأمر لفترة أطول، فستكون كارثة بالفعل”.
اقرأ أيضا: ينخر أسس الاقتصاد.. ألمانيا: تحذير من دوامة تضخم دائمة
وأكد على أن “هذا لا يعني أننا لن نواجه تحديات مع ذلك. فالجفاف على مدى عدة سنوات، كما نرى، يمكن أن يسبب مشاكل كبيرة في ألمانيا. ما نراه اليوم لم نشهد له مثيلا قبل عام 2018”.
وخلص إلى القول: “اليوم لدينا مليارات الخسائر في عدة قطاعات، ونحن بحاجة إلى التفكير في كيفية الاستعداد لما هو قادم بشكل أفضل”.